تعليقاً على ما ورد في الحلقة الأولى من "جورج حاوي يتذكر" حول ظروف نشأة المقاومة الوطنية اللبنانية ورصاصاتها الأولى تلقت "الوسط" من نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي محمود عبدالخالق الرد الآتي: "طالعنا ما ذكره الاستاذ جورج حاوي حول العملىات الأولى للمقاومة الوطنية ضد العدوان الصهيوني في 1982. واذ نحرص علاى علاقات الصداقة مع الأخوة الشيوعيين اللبنانيية وقد تعاونا معاً في ظروف صعبة سواء في المقاومة أو الحركة الوطنية أو سائر الصيغ الجبهوية التي نشأت لاحقاً كالجبهة الوطنية الديموقراطية أو جبهة الخلاص الوطني أو سواها ونعتز بتاريخ النضال المشترك هذا، فإننا نعتقد ان لكل ان يباهي بنضاله الذي شكل رافداً من النضال الوطني والقومي العام دون ان يكون سبيل ابراز محاسنه المس أو التشهير بالآخرين أو طمس جهادهم ونضالهم الذي صبغ بدماء الشهداء خصوصاً حين تكون الأقوال ذات طابع تعميمي تفتقر الى الوقائع: أولاً: ان قوات الحزب السوري القومي الاجتماعي قامت بعدة عمليات كانت عملية قصف كريات شمونة في 21 تموز يوليو 1982 أبرزها ولم تكن الوحيدة بل الأكثر تميزاً لأنها الرد على شعار غزو العدو للبنان "عملية سلامة مستوطنات الجليل" بقصف تلك المستوطنات بينما العدو يحاصر بيروت. لقد أعلن العدو بنفسه عن العملية ووصفها بأنها عملية قامت بها "القوميون السوريون" على حد تعبيره. واعتراف العدو خير دليل. لم ينقل أبطالنا صاروخاً لأحد ولم يكونوا ناقلي صواريخ بل كانوا مطلقي صواريخ في عملية قومية اجتماعية ابطالها معروفون وليسوا مجهولين هما الرفيقان سمير خفاجة وفيصل الحلبي ومعهم آخرون. وقد أسر العدو الرفيقين خفاجة والحلبي وقضيا فترة طويلة في الأسر. وخرجا من الأسر كما دخلاه اقتحاماً. فقد كانا من أبطال عملية الفرار الكبير من سجون العدو التي نظمها وقادها البطل القومي الشهيد عاطف الدنف. وكانت عملية توازي العمليات الفدائية بالفرار من سجون العدو رغم كل تدابيره الأمنية الصارمة وفشله في القبض على الأبطال الذين خرقوا أمنه وهم يقطعون المسافات من جنوبلبنان الى الجبل تأويهم بيوت وطنية وغابات ووديان وجبال. وللرفيقين عند أسرهما بعد العملية موقف بطولي يشهد لهما من أهالي حاصبيا اذ سارا مرفوعي الرأس مؤكدين رفضهما ومقاومتهما للاحتلال. ان العملية انطلقت من قيادة المقاومة القومية في ثكنة بوارج وبقرار حزبي. ثانياً: لا بد من تسجيل ان البيان الأول باسم جبهة المقاومة اوطنية اللبنانية اطلقه الرفيقان جورج حاوي ومحسن ابراهيم فكان لهما فضل التسمية والاعلان. كما اننا نعتز بدور الشيوعيين في المقاومة الوطنية وهو دور بارز ومقدر ونعتز بدور سائر القوى الوطنية. ولكن هذا لا يعني احتكار العمل المقاوم من أي طرف أو شطب الاسهام الفعال والمميز الذي قام به الآخرون والذين ان لم ينسقوا في تلك الفترة مع الرفاق الشيوعيين فانهم قاموا بواجبهم الكفاحي القومي بكل قوتهم وعزمهم. وتصويباً لما ورد حول عملية الويمبي البطولية التي قام بها الرفيق الشهيد خالد علوان في مقهى الويمبي وأردى ضابطاً وجنوداً اسرائيليين في وضح النهار وكانت باقتحاميتها وبالخسائر التي تكبدها العدو وبطابع المفاجأة الذي استحوذ عليه وعلى مرأى من شارع بكامله، كانت العملية الأجسر، وعلى أثر هذه العملية وخلال أقل من ساعة بعدها، وبتراكم العمليات السابقة، سارت دوريات جيش العدو في شوارع بيروت بدءاً من رأس بيروت تعلن بمكبرات الصوت ان جيش الاحتلال سينسحب ويسلم بيروت للجيش اللبناني طالباً من الأهالي عدم اطلاق النار عليه. كانت هذه المرة الوحيدة التي يعلن جيش العدو انسحابه من مدينة احتلها تحت وطأة المقاومة. لقد كسرت تلك العملية الباهرة عصب جيش العدو. ولم تكن العملية هي الوحيدة في بيروت التي قام بها القوميون الى جانب أخوتهم الوطنيين بل قاموا بعمليات عدة اخرى كما اصطدموا مع جيش العدو على محاور عدة منها محطة أيوب ومنها المعركة التي خاضوها في فردان - البريستول واستمرت مواجهة بالنار نحو ساعة قبل اقتحام العدو مركزهم، ومنها المعارك على سائر المحاور في مواجهة زحف العدو على بيروت مع القوى الوطنية والتي سماهم الرفيق جورج "بعض أطراف الحزب السوري القومي الاجتماعي" ولم لكن الحزب في 1982 أطرافاً بل قوة مركزية واحدة موحدة. ثالثاً: ان دور الحزب في المقاومة الوطنية لم يكن دوراً عارضاً أو طارئاً بل ان عدد عملياته خلال 1982 - 1984 زاد على المئة عملية وهي شملت عدة مناطق لبنانية عدة من بيروت الى الجبل الى البقاع الى الجنوب. والحزب كان يذيع عملياته باسم "المقاومة الوطنية" تمييزاً عن "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية". وشهداء هذه العمليات والأسرى وعددهم كبير ومعروف لدى جميع المناضلين. وخلال 1984 - 1985 تراوح المعدل الشهري لعمليات الحزب في المقاومة الوطنية بين عشرين وثلاثين عملية. رابعاً: وفي 1985 صعَد الحزب نمط الكفاح الى العمليات الاستشهادية التي افتتحها هو بين جميع القوى الوطنية. فكان وجدي الصايغ باكورتها وسناء محيدلي عروستها الى كوكبة من الاستشهاديين والاستشهاديات استمر اندفاعها حتى 1992 في نحو عشرين استشهادياً واستشهادية. فمع تقديرنا لجميع الشهداء في جميع القوى ففي تلك المرحلة تصدر استشهاديونا واستشهادياتنا قائمة الفداء. وأصبحت اسماؤهم رموزاً للشهادة والمقاومة على امتداد الوطن والعالم العربي. وان تدمير الطيران الاسرائيلي مركز الحزب في شتورة في 1986 في غارة استهدفته بالذات خير شاهد على ردة فعل العدو على هذه العمليات البطولية. ان العمليات الاستشهادية وما تلاها من أعمال مقاومتنا حتى التسعينات أعلنت باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي علماً ان عملياتنا السابقة باسم "المقاومة الوطنية" كانت تحمل اسماء شهداء منا أو رموزاً تشير الى هويتها. وهي مدونة جميعها في الصحف ووسائل الاعلام في حينه.