سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مهرجان حاشد في ذكرى اربعين الأمين العام السابق للحزب الشيوعي . العريضي يحذر من نكء الجراح وتخريب المصالحة وحدادة يدعو لإحالة قضية حاوي على المجلس العدلي
شدد وزير الإعلام غازي العريضي على"التمسك بالحرية بمعناها الكامل والشامل من العمل النقابي الى حرية التظاهر والإعلام، ليبقى لبنان واحة الحرية والديموقراطية الصحيحة". وقال العريضي باسم رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط في المهرجان التأبيني الذي اقيم في مناسبة مرور اربعين يوماً على استشهاد الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي في قصر الأونيسكو امس:"تشاء الصدف ونحن نحيي ذكرى المناضل الكبير جورج حاوي ان نلتقي في 7 آب اغسطس، ذكرى التعرض للحرية وللديموقراطية وللشباب اللبناني الذي عمل من اجله جورج حاوي، كان دائماً مناضلاً من اجل حريته، حرية حركته وإفساح المجال امامه للتعبير عن قناعاته. نحيي اليوم الذين انتفضوا في ذلك اليوم الكبير من اجل الحرية ومن اجل المصالحة ودفاعاً عن الوحدة الوطنية اللبنانية". وأضاف:"اذا كان البعض يريد ان يتخلى في شكل او آخر عن آلام الشباب وآماله الذي تعرض في تلك الفترة ويزعجه انتقاد الأجهزة، فإننا من باب تصحيح مسار وتصويب مسيرة نصر على معالجة كل تلك الأخطاء والخطايا التي ارتكبت ونلفت ايضاً الى انه الى جانب هذا الكلام ما يعلن وما يقال من مواقف انما يهدف الى نكء جراح وإلى تخريب مصالحة، ان ذلك لا يخدم لبنان ولا يخدم امنه ووفاقه واستقراره واستمراره في خياره الديموقراطي". ودعا العريضي الى الإسراع في"إنجاز التعيينات المنتظرة على مستوى المؤسسات الأمنية اولاً وعلى مستوى كل المؤسسات، لكي يمسك المعنيون في هذه السلطة اليوم بعد الانتخابات النيابية بزمام الأمور، ولكي نمنع تكرار الاغتيالات والتفجيرات التي طاولت اخيراً الشهيد الكبير الذي يسمعنا اليوم جورج حاوي". وأضاف:"لو كان جورج حاوي حياً اليوم لكنا رأيناه وهو المتحرك الدائم والمبادر الدائم يتحرك من العبودية الى المصنع يخترق كل الحواجز والطرقات، ويرفع الأصوات والنداءات ويطلق البيانات والدعوات من اجل علاقات لبنانية سورية سليمة وصحية، وبطريقة مميزة كان ليقول عبدوا طريق العبودية، وسعوها وافتحوها من دون اسباب لوجستية تؤخر وتعوق دخول الشاحنات، وافتحوا طريق المصنع وليتوسع اكثر فأكثر، لتبقى العلاقات اللبنانية - السورية مصنع انجازات لا موضع اهتزازات، هكذا يحمى لبنان وتحمى العلاقات اللبنانية - السورية". وشدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي ألقى كلمة الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله، على التمسك بخيار المقاومة لمواجهة العدوانية الصهيونية التي تهدد الأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة، مشدداً على اهمية تعزيز الحوار الوطني الشامل. ودعا رعد الى الابتعاد عن"كل ما يمكن ان يؤدي الى تفخيخ ساحتنا وتسعير الاحتقان فيها، والكف عن استسهال مخاطر التعامل مع العدو الصهيوني، وعن المطالبة بمفردات لا تخدم إلا استراتيجية العدو التخريبية، كالمطالبة بالعفو عن العملاء الذين ارتكبوا الجنايات في حق اللبنانيين والوطن، والمطالبة بنشر الجيش اللبناني على الحدود وفق استراتيجية تحقق الأمن الإسرائيلي". وطالب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة بإحالة قضية اغتيال الشهيد حاوي الى المجلس العدلي، معلناً ان"الحزب هو في موقع المعارضة الديموقراطية الهادفة الى بناء لبنان الديموقراطي العلماني العربي والمقاوم لإسرائيل والهجمة الأميركية". وقال رئيس"حركة التجدد الديموقراطي"النائب السابق نسيب لحود ان"لبنان السيد المستقل لا يمكن ابداً ان يدير ظهره لا لسورية ولا لفلسطين ولا لأي من الأشقاء العرب، بل سيبقى رائداً في العروبة الحضارية وشريكاً في معركة الحرية والديموقراطية واستعادة الحقوق العربية". وجاء في كلمة ألقاها أمير حموي باسم الرئيس سليم الحص الذي تغيب عن المناسبة بداعي المرض"ليس في الدنيا لعبة بلا قواعد. اللهم إلا اللعبة السياسية في لبنان. فهي لعبة بلا قواعد. وكان ذلك بفعل الطائفية والفساد. حتى بتنا نحسد الغاب على شريعته... حتى الغاب له شريعة. ففي شريعة الغاب لا يفترس مخلوق احداً من ابناء جلدته. انك لا ترى اسداً يفترس اسداً او ذئباً يفترس ذئباً. وفي شريعة الغاب لا افتراس إلا بدافع الجوع. اما في غاب السياسة في لبنان فلا قواعد ولا ضوابط للافتراس بين السياسيين. وقد كانت الانتخابات النيابية الأخيرة اسطع شاهد على ذلك. اما جورج حاوي فقد كان من القلة من السياسيين الذين كان العمل السياسي بالنسبة إليهم بمثابة رسالة، فكان السياسي النبيل، الحصيف، الوفي". وتناول رافي مادايان الذي ألقى كلمة العائلة، مسيرة الشهيد الحزبية والنضالية، وقال:"علمنا تاريخ الحركة الوطنية اللبنانية المعاصر وتاريخ الحزب الشيوعي اللبناني ? السوري منذ اغتيال فرج الله الحلو عام 1959 وتاريخ استقلال لبنان الجديد الذي شهد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي، ان الاغتيالات السياسية الكبرى تتم بفعل مؤامرات تتداخل فيها العوامل الداخلية والإقليمية، فيأتي رفع الغطاء الإقليمي الخارجي لتسهيل عملية التصفية للمعارضة المحلية الوطنية. ألم يأت اغتيال جورج حاوي وسمير قصير بعد انسحاب الغطاء الأمني السوري من لبنان؟". وتابع:"قدّر جورج حاوي كثيراً تضحيات المقاومة الإسلامية والتضحيات الشخصية لقائدها السيد حسن نصر الله، والتي اكملت نضال المقاومين الشيوعيين في سبيل تحرير الجنوب وحققت انتصاراً تاريخياً بدحر المحتل صيف عام 2000، ولكنه حاوي اشار الى خلافه مع حزب الله حول ضرورة تغيير استراتيجية المقاومة بعد التحرير وكيفية ابقائها ورقة قوة وطنية يحميها الالتفاف الوطني الإسلامي والمسيحي حولها حتى لا يتحول السلاح الى عبء على حزب الله وأهل الجنوب ولبنان، وذلك من خلال انخراط المقاومة الإسلامية في اطار الجيش اللبناني والدولة اللبنانية كاحتياط عسكري استراتيجي رادع. ذلك ان حاوي رفض استخدام الجنوب ومزارع شبعا كساحة تكتيكية لتحريك المفاوضات السورية ? الإسرائيلية او الإيرانية - الأميركية وكموقع سياسي لربط النزاع مع اسرائيل وفق 242 و338 المؤدي الى التطبيع حتماً وفي ظل غياب خطة عربية مشتركة للمواجهة". وألقيت كلمة باسم الرئيس الجزائري السابق احمد بن بلة ألقاها رياض صوما الذي اعتبر انه كانت لدى حاوي"صفات القيادي اليساري التي نفتقدها في وطننا العربي اليوم: الانفتاح، احترام الرأي الآخر، الإيمان بالديموقراطية كطريق للتغيير، التمسك بالعدالة الاجتماعية لبناء الإنسان الجديد، والشجاعة في ممارسة النقد الذاتي". وتحدث الأمين العام لمنظمة العمل الشيوعي محسن ابراهيم عن"خطأين في عمل الحركة الوطنية هما: الخطأ الأول، اننا في معرض دعم نضال الشعب الفلسطيني ذهبنا بعيداً في تحميل لبنان من الأعباء المسلحة للقضية الفلسطينية فوق ما يحتمل، طاقة وعدالة وإنصافاً. والخطأ الثاني، اننا استسهلنا ركوب سفينة الحرب الأهلية تحت وهم اختصار الطريق الى التغيير الديموقراطي". وقال:"اما عن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي اطلقنا نداءها معاً يوم السادس عشر من ايلول سبتمبر 1982 وأعطاها ابو انيس، اعلاناً ومتابعة ورعاية، كل ما يملك وكل ما تستحق، فكانت بحق حدثاً تأسيسياً لا نظير لأهميته في تاريخ اليسار اللبناني وفي مجرى العمل الوطني اللبناني. لقد فوت الحراك الطوائفي العارم على البلد فرصة تحويل التخلص من قيد الهيمنة السورية الرسمية الثقيل على مقدراته الى انجاز استقلالي جامع يخطو بالوطنية اللبنانية مسافة جديدة نحو النضوج التوحيدي". كما ألقيت كلمة للرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد، وكلمة فلسطين التي تلاها عباس زكي، وكلمات للأمين العام للحزب الشيوعي السوداني ابراهيم نقد، وخالد محيي الدين، وللأحزاب الشيوعية الفرنسية واليونانية والكوبية. وحضر المهرجان حشد من الشخصيات السياسية وممثلون عن"التيار الوطني الحر"و"القوات اللبنانية"والفصائل الفلسطينية.