شهدت حدود لبنان مع إسرائيل من الناقورة حتى بوابة رامية أمس، تحركات عسكرية إسرائيلية تمثلت بتسيير دوريات في شكل مستمر. وشوهدت زوارق بحرية حربية على حدود المياه الإقليمية اضافة الى إلقاء قنابل مضيئة ليل أول من امس. وذكرت"الوكالة الوطنية للأنباء"ان القوات الاسرائيلية وضعت في حال الاستنفار القصوى على طول الحدود الجنوبية مع لبنان، وحدود مزارع شبعا خصوصاً، لمناسبة الذكرى السادسة للتحرير التي احتفل بها لبنان امس. وأشارت الوكالة الى ان القوات الاسرائيلية دفعت في الساعات ال 24 الماضية العديد من الآليات المدرعة بينها دبابات من نوع"ميركافا"وناقلات جند الى الحدود. كما كثف جيش الاحتلال دورياته في عدد من المناطق المحتلة، في حين وضع العديد من أجهزة المراقبة في اكثر من نقطة مشرفة على المناطق المحررة وسمعت ظهراً سلسلة من الانفجارات داخل المزارع المحتلة، كما أطلق موقع رمتا الإسرائيلي رشقات رشاشة ثقيلة في شكل متقطع في اتجاه الأطراف الشرقية لمزرعة بسطرة في ظل تحليق شبه متواصل لطائرة استطلاع من دون طيار في حين سجل تحليق شبه دائري لطائرات نفاثة ومروحيات في أجواء المزارع على مدار الساعة. وفي المقابل، كثفت القوات الدولية دورياتها على طول الجبهة الممتدة من المطلة حتى جبل الشيخ وحلقت طائرة دولية على طول الجبهة الجنوبية، وأقامت الدوريات التابعة للقوة الامنية العاملة في الجنوب حواجز ثابتة وطيارة للتدقيق في أوراق السيارات وهويات ركابها. وخصصت المؤسسات التربوية ساعات لشرح معاني التحرير لطلابها، فإن مؤسسات اخرى لا سيما في ضاحية بيروت الغربية والجنوب والبقاع فضلت التعطيل على رغم عدم وجود مذكرة رسمية بذلك، وجال وفد من المجلس البلدي لمدينة بيروت برئاسة عبدالمنعم العريس، يرافقه نقيب الصحافة محمد البعلبكي، على اضرحة الشهداء الرؤساء: رفيق الحريري ورياض الصلح ورشيد كرامي ورينيه معوض والمفتي حسن خالد والوزير باسل فليحان والنائب جبران تويني ونقيب الصحافة السابق رياض طه والصحافي سمير قصير والسيد هادي نصر الله ونصب الجندي المجهول وجميع الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن بيروت والوطن، ووضعوا أكاليل الزهر عليها. وحيت"هيئة المتابعة لقوى 14 آذار"في بيان لها"الشعب اللبناني الذي أنجز ملحمة التحرير عبر وحدته الوطنية ومقاومته الباسلة بكل مراحلها وأشكالها وفصائلها وتياراتها الفكرية، التي انطلقت من بيروت في 16 ايلول سبتمبر 1982 وتضحيات هذا الشعب الهائلة وشهدائه الأبرار". وأكدت ان الوحدة الوطنية في إطار دولة متماسكة ديموقراطية وحديثة ذات سيادة كاملة لا تتجزأ، هي الضامن الأساسي لصيانة التحرير وسائر المكتسبات الوطنية ومواجهة المخاطر الاسرائيلية". وتوقفت الهيئة عند"مذكرات الجلب السورية"، ورأت ان"بعد زوال الهيمنة السورية المباشرة على لبنان واللبنانيين، ما زال هذا النظام يسعى يائساً الى فرض هذه الهيمنة بوسائل مغلفة بطابع شبه قانوني، لا يمت الى القانون الدولي بصلة". العريضي وأكد وزير الإعلام غازي العريضي في مؤتمر صحافي عقده للمناسبة"أن قوة الجيش اللبناني هي بالحصانة الوطنية وبالقرار السياسي الاستراتيجي وبالوحدة الوطنية والخيارات المشتركة لأنها هي الأهم في الدولة"، مشيراً الى"أن لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي تاريخها والى أن التحرير لم يأت من فراغ". وأشار العريضي الى ان"المقاومة بدأت منذ عقود من الزمن عندما بدأ الارهاب والاحتلال الإسرائيليان يستهدفان أمن المواطنين في الجنوب والمؤسسات اللبنانية والوحدة الوطنية اللبنانية والاقتصاد اللبناني. وانتفض اللبنانيون اكثر من مرة في وجه الارهاب والاحتلال الإسرائيلي، لذلك لا يسعني في هذه المناسبة إلا ان احيي روح الشهيد الكبير القائد الزعيم الوطني كمال جنبلاط الذي كانت له صولات وجولات وزيارات وتحركات ومواقف وانتفاضات في الجنوب ومع أهل الجنوب ودفاعاً عن مزارعي التبغ وعن الفقراء والكادحين وكانت له وقفات على تلال كفرشوبا ووقفات الى جانب أهل تلك المنطقة التي استهدفت اكثر من مرة من الاحتلال الإسرائيلي، وكنت أتمنى لو انه سقط شهيداً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، لكنه في يوم المقاومة يبقى له موقعه وتبقى له ذكراه". وحيا العريضي ايضاً"الشهيد الكبير السيد عباس الموسوي الذي كان قائداً للمقاومة". واستذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان مقاوماً على اكثر من صعيد وكان له الدور الأساس في مقاومة آثار الحرب وفي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ووقوفه الى جانب المقاومة". وتوجه بالتحية"الى الشهيد الكبير جورج حاوي الذي أطلق الى جانب رفيق دربه محسن ابراهيم بيان المقاومة الوطنية اللبنانية من منزل الشهيد جنبلاط". وحيا رئيس المجلس النيابي نبيه بري"الذي كان له دور كبير وحركة"أمل"في المقاومة والسيد حسن نصر الله قائد المقاومة، والزعيم الوطني وليد جنبلاط ايضاً الذي لعب دوراً اساسياً في هذا المجال والجيش وقيادته وشهدائه وكل الذين عملوا في صفوفه ملتزمين قرار القيادة الوطني للوقوف الى جانب المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي". وسأل العريضي ما اذا كانت قوة الدولة اللبنانية هي فقط بالسلاح وقال:"نحن دولة صغيرة، والسلاح قوة أساسية، وأهم قوة هي الوحدة الوطنية، فإذا اهتزت نكون فرطنا بالإنجاز الذي تحقق، ونهدد ما يمكن تحقيقه". وأشار الى الاعتداءات التي تتم على الجيش اللبناني من جانب بعض المنظمات الفلسطينية، وسأل عن سبب"السكوت عن مثل هذه الممارسات او محاولة حمايتها او تغطيتها ومحاولة إظهار الجيش وكأن لا هيبة له. بهية الحريري واعتبرت النائب بهية الحريري"ان إنجاز التحرير ملك لجميع اللبنانيين وعليهم جميعاً أن يفتخروا به، ويجب أن نسعى دائماً لعملية تكريسه كإرث وطني كبير يجب المحافظة عليه وعلى كل الإنجازات الوطنية لأن المحافظة عليها من شأنها تحصين الساحة الداخلية". وقالت الحريري:"ان تحرير الجنوب شكل علامة فارقة لحق الشعوب في مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض، وقد أردناه هذه السنة أن يكون إرثاً وطنياً جامعاً لاستكمال مسيرة الوحدة والبناء والسيادة والاستقلال التي تعمدت بدم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه". "المستقبل" وهنّأ تيار"المستقبل"في بيان،"جميع اللبنانيين بالمناسبة، متذكراً"في شكل خاص تضحيات المقاومين، وأرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم فداء للبنان وحريته وكرامته". وشدّد على"أن الوحدة الوطنية كانت الحاضن الرئيس للتحرير، ويجب أن تبقى مصدراً لقيام دولة قوية". ونبّه الى ان"أي تفريط بهذه الوحدة، تفريط بكل الانجازات التي تحققت، منذ اقرار وثيقة الوفاق الوطني، وصولاً إلى لحظة إنجاز التحرير عام 2000". وحيا التيار"الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بصفته رمز الشهادة الوطنية، الذي أعطى المقاومة في وجه الاحتلال الاسرائيلي كل جهوده وسخر لها علاقاته العربية والدولية ودافع عن قضيتها في كل مكان، وصولاً إلى إبرام تفاهم نيسان أبريل 1996، وإطلاق مئات الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الإسرائيلي". وامل"أن تبقى المقاومة اللبنانية في إطار الإجماع الوطني الذي كان وما زال، ضمانة الوحدة الوطنية والتحرير". "التقدمي" وصدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي بيان للمناسبة اعتبر فيه ان الذكرى السادسة لتحرير لبنان"تمر في ظل ظروف سياسية شديدة التعقيد تحتم على كل القوى السياسية التعاطي مع التطورات المتلاحقة بحكمة وروية. وإذ أعرب عن افتخاره كون"الحزب التقدمي كان من أوائل القوى السياسية اللبنانية التي أطلقت شرارة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي"، كرر شكره"الى كل القوى الأخرى التي حملت هذه القضية وتابعتها حتى النهاية"، وأكد"ان الخلافات السياسية المشروعة في إطار العمل الديموقراطي لا سيما حول الدور المستقبلي لسلاح المقاومة، لا تلغي الإنجازات السابقة التي تم تحقيقها". وجدد التزامه"القضية الفلسطينية وانحيازه الطبيعي والدائم الى جانبها ضد السياسات العدوانية الاسرائيلية التي تستهدف القضاء النهائي على هذه القضية بمختلف مكوناتها، متمنياً على القوى الفلسطينية التعالي على الخلافات الداخلية لمواجهة العدو الإسرائيلي من خلال الحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل". ودعا الحزب القوى المشاركة في الحوار الوطني"الى عدم التنصل من مقرراته وصولاً الى التطبيق الكامل لاتفاق الطائف". وحيت"حركة التجدد الديموقراطي""أرواح الشهداء وتضحيات المناضلين والأسرى، المحررين منهم والذين ما زالوا قيد الاعتقال. واعتبر ان"انتفاضة الاستقلال في 14 آذار 2005 جاءت استكمالاً لپ25 أيار 2000 وليست نقيضاً له". وذكر المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني في بيان له بدور جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية"التي انطلقت في 16 ايلول 1982من بيروت، وشكلت خرقاً نوعياً لجدار الخوف واليأس، وإيذاناً ببدء مسيرة المقاومة وعملياتها ضد المحتلين، التي لعب الشيوعيون دوراً رائداً فيها، واتسعت لانخراط قوى وطنية اخرى من شعبنا وصولاً الى الدور البارز للمقاومة الإسلامية ودحر الاحتلال من أرضنا الجنوبية في 25 أيار عام 2000".