حضرة رئيس تحرير مجلة "الوسط" الغراء تحية واحتراماً وبعد، قرأت باهتمام شديد نص الحوار المطول الذي اجرته "الوسط" مع رئيس مجلس النواب اللبناني السابق السيد حسين الحسيني، واكثر ما استوقفني فيه حديثه عن رئيس الحكومة رفيق الحريري واتهامه اياه بأنه زارع للخلافات بين الرئاسات اللبنانية وبأنه اسوأ رئيس حكومة اتى على لبنان، وان اي شخص لبناني يأتي الى رئاسة الحكومة هو أفضل منه. انا اتساءل هنا من المتسائلين غيري وهم كثر ولا شك عن الاسباب والدوافع التي حملت الرئيس الحسيني الذي نكن له كل احترام ومودة وتقدير ولا ننسى فضله الكبير في ولادة اتفاق الطائف الذي انهى الحرب اللبنانية، على ان يصب جام غضبه على الرئيس رفيق الحريري وينعته بهذه الاوصاف؟ وماذا فعل رفيق الحريري ليعامل بكل هذه القسوة؟ تقول يا دولة الرئيس الحسيني في سياق حديثك عن الحريري بأن حكومته هي حكومة ميليشيات، وانه كان يغذي امراء الحرب ولا يزال، لا بل قلت عنه اكثر من ذلك فحملته مسؤولية كل نقطة دم سالت في لبنان في تصريح صحافي سابق. صحيح يا دولة الرئيس ان هناك بعض امراء الحرب الذين يتولون مناصب وزارية في حكومة الحريري ولكن معظم هؤلاء ايضاً عينوا وزراء في الحكومات الثلاث التي تلت ولادة اتفاق الطائف، وكنت انت وقتها رئيساً للمجلس النيابي ولم تعترض على وجودهم او بالاحرى لم تهاجم اياً من رؤساء تلك الحكومات كما هي حالك اليوم ضد الرئيس الحريري. نحن نسألك يا دولة الرئيس لماذا لم تبدأ "حربك الشعواء" ضد رئيس الحكومة قبل وصوله الى هذا المنصب حين كنت انت رئيساً للسلطة التشريعية. ولا يخفي على أحد ما كان الحريري من دور ايجابي في ولادة اتفاق الطائف. دولة الرئيس الحسيني: حري بنا جميعاً ان نقف صفاً واحداً مع الرئيس الحريري وحكومته لأنني اعتقد ويعتقد كثيرون غيري ايضاً ان هذا الرجل هو من اشرف رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على لبنان ان لم كن اشرفهم. بيروت - مازن الشريف