صدر للزميل عبد الله قبيع كتابه الاول "لكِ أنتِ"، وهي أشبه بتداعيات دوران طويل في المرأة وحولها. بلغة شفافة تقارب البوح، يحاول القبيع القبض على ذلك السر الذي يزداد ابتعاداً كلّما توهّم الساعون اليه أنه وقع في قبضتهم. على مدى صفحات المجموعة، يبحث الكاتب عن المرأة المرفأ، والمظلة، والشريك، هارباً من وحشة الانتظار والاسئلة المعلقة، في انتظار وصول امرأة تضاعف الاحزان ولا تلغيها. ومن تقديم بقلم الدكتور محيي الدين اللاذقاني: "إنه الكتاب الاول لمؤلف يشق طريقه بجدارة واقتدار الى ميدان الكتابة الوجدانية التي تتزاحم فيها الاكتاف والاقلام منذ أيام عنترة الذي اشتكى في معلقته "هل غادر الشعراء من متردم" من الشعراء الذين ما تركوا في شؤون الحب زيادة لمستزيد، ولم يكن مصيباً في شكواه، فحالات العشق مثل بصمات الاصابع لا تتشابه بين فرد وآخر الا في الاطار العام، أما التفاصيل ففيها دائماً ذلك الاختلاف الذي لا يدركه الا خبراء البصمات". ويضيف اللاذقاني: "ولا يضير المؤلف أن نجد بين حنايا كتابه بعض آثار من سبقه الى الكتابة في هذا المنحى، فهو يحتفي بالعشق والعشاق مع قبيلة كاملة من سدنة الحرف الملون، وقد جرت العادة أن يكون النصف الاول من حياة أي كاتب هو محاولة صراع مرّ للتخلص من تأثير الآخرين، وخلق لغة خاصة به، وها هو عبد الله القبيع يعثر على ضالته، ويبدأ بتشكيل قاموسه الخاص الزاخر بمفردات استثنائية تشع كجمرات مضيئة في محيط من رماد الكلام".