مع دخول محاولات مجلس الأمن الدولي التغلب على الاعتراضات الاميركية على مشروع القرار الذي يدين مذبحة الخليل، أسبوعها الثالث، اتضح أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التأخير هو افتتاح المؤتمر السنوي للوبي الاسرائيلي في واشنطن - اللجنة الاميركية الاسرائيلية للشؤون العامة ايباك، بخطاب القاه نائب الرئيس الاميركي آل غور. وفيما أعرب أعضاء "ايباك" ومعظم المتحدثين عن أسفهم لوقوع مذبحة الخليل، لكنهم أعربوا في الوقت نفسه عن غضبهم الشديد من محاولات الأممالمتحدة أو أي جهة اخرى اثارة الشكوك في كون مدينة القدس "العاصمة الابدية الموحدة لاسرائيل". والواقع ان زعامة اللوبي التي لا تريد احراج الرئيس بيل كلينتون بذلت جهوداً لتهدئة الأعضاء الغاضبين الذين أرادوا من المؤتمر مطالبة الولاياتالمتحدة باستخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع القرار المطروح. الا ان "ايباك" اضطرت الى الزام نفسها بعملية السلام، مع ان هذا الالتزام كان تبعاً لشروطها هي. وكدليل على ذلك استمع المؤتمر الى السفير المصري احمد السيد الذي قال انه "كان في الوسع توقع حدوث مذبحة الخليل"، مضيفاً ان لجنة التحقيق في المذبحة اوضحت بجلاء ان الأوامر التي أعطيت للقوات الاسرائيلية "تمثل أبشع المعايير المزدوجة". وقال ان "المستوطنات تهدد عملية السلام برمّتها". وحين جاء دور السفير الاسرائيلي ايتمار رابينوفيتش للكلام لم يبدِ أي هوادة اذ قال: "ان سياستنا يمليها سلفاً الافتراض بأن لنا الحق في هذه الاجزاء من أرض اسرائيل كأي شخص آخر. وسياستنا هي أننا ربما لا نقرر ممارسة ذلك الحق في كل مكان". وبالمثل استطاع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين تحقيق المصالحة بينه وبين "ايباك" التي كانت معروفة في السابق بتأييدها الشديد لحكومة اسحق شامير. لكن رابين كان يذكر الأمن في كل مرة يذكر السلام. ولهذا تحدث عن "أمن المواطنين الاسرائيليين بمن فيهم اليهود الذين يقطنون في يهودا والسامرة وقطاع غزة". وربما كان رابين يريد أن يقول لليهود الاميركيين ما يرغبون في سماعه، لا سيما ان بعض المسؤولين الاسرائيليين تحدثوا عن امكان اخلاء بعض المستوطنات، كتلك الموجودة في وسط مدينة الخليل. من هذا المنطلق يمكن فهم انتظار مجلس الامن الدولي للتصويت على مشروع قرار متفق على صيغته، الى ما بعد انتهاء مؤتمر "ايباك". فبمجرد انتهاء المؤتمر مساء 15 من الشهر الجاري ذكرت مصادر في الأممالمتحدة أن المجلس سيصوت على مشروع القرار "خلال فترة قصيرة"!