كشف مصدر ديبلوماسي اميركي وثيق الاطلاع لپ"الوسط" ان وزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر حصل مسبقاً على "موافقة ضمنية من المسؤولين السوريين والاردنيين والمصريين والفلسطينيين واللبنانيين" على منح الولاياتالمتحدة حكومة اسحق رابين ضمانات قروض بقيمة 10 مليارات بلايين دولار. وأوضح المصدر ان هذه الموافقة الضمنية تمت على الشكل الآتي: "أبلغ بيكر هذه الاطراف العربية والفلسطينية ان ادارة بوش تنوي منح حكومة رابين ضمانات القروض وان ذلك سيساعد على تحريك مفاوضات السلام ويساهم في تجميد الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة. وتمنى بيكر على هذه الاطراف عدم الاعتراض جدياً وفعلياً على هذا القرار الاميركي وبالتالي عدم مقاطعة مفاوضات السلام بعد اعلان هذا القرار. وحصل بيكر على وعود رسمية من المسؤولين في مصر وسورية والاردن ولبنان ومن اعضاء الوفد الفلسطيني بحضور مفاوضات واشنطن التي ستبدأ يوم 24 من الشهر الجاري، حتى ولو منحت الادارة الاميركية اسرائيل ضمانات القروض". وأضاف المصدر الاميركي: "وعلى هذا الاساس فان الادارة الاميركية ليست منزعجة من الانتقادات الصادرة عن هذه الاطراف لمنح اسرائيل ضمانات القروض، لأنها انتقادات كلامية ولفظية لا اكثر". وأكد هذا المصدر لپ"الوسط" امراً آخر مهماً في هذا الاطار وهو ان خطة الرئيس بوش الاساسية كانت تقضي بدعوة رابين لزيارة واشنطن قبل يومين أو 3 ايام من بدء المفاوضات الثنائية بحيث يحضر رئيس الوزراء الاسرائيلي الجلسة الاولى من هذه المفاوضات. وكانت الخطة تقضي ايضاً بدعوة وزراء خارجية سورية ومصر ولبنان والاردن اضافة الى اعضاء الوفد الفلسطيني لحضور الجلسة الاولى من المفاوضات مع رابين. لكن الاطراف العربية رفضت هذا الاقتراح الاميركي، فتمت زيارة رابين الى الولاياتالمتحدة في العاشر من الشهر الجاري. هذا المصدر الديبلوماسي الاميركي تحدث الى "الوسط" بعد انتهاء محادثات بوش ورابين في كينيبنكورت ولاية مين وموافقة الرئيس الاميركي على منح اسرائيل ضمانات لتتمكن من اقتراض 10 مليارات بلايين دولار من المصارف التجارية بهدف اسكان المهاجرين اليهود الجدد. وأوضح بوش في مؤتمر صحافي انه سيطلب من زعماء الكونغرس ان يتبنوا "سريعاً" قانوناً بهذا الشأن. ووصف رابين القرار الاميركي بأنه "تدبير مهم" وسيسمح لاسرائيل، بالاستدانة من المصارف الاميركية بفوائد متدنية بهدف تمويل استيعاب المهاجرين الجدد. وذهب وزير المال الاسرائيلي افراهام شوحاط ابعد من ذلك، اذ اعلن في تصريح له "ان هذه الضمانات ستسمح بالحصول على هذه الاموال من السوق المالية الدولية عن طريق سندات متدنية الفوائد، وستكون اشارة لجميع اوساط الاعمال بأن لدى اسرائيل احتياطياً ضخماً من العملات الاجنبية وبأن اقتصادها مستقر. ان هدف هذه الضمانات هو ايجاد احتياطي من العملات الاجنبية ضروري في منظور تنمية اقتصادنا". ويتفق المراقبون المطلعون على القول ان زيارة رابين هذه للولايات المتحدة ادت الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين تمثلت في أمرين اساسيين اضافة الى منح ضمانات القروض: 1 - اقتناع بوش بأن مواقف حكومة رابين من عملية السلام والمستوطنات مختلفة عن مواقف حكومة اسحق شامير وانها تتسم "بالمرونة والانفتاح والرغبة في التوصل الى تفاهم مع العرب والفلسطينيين"، ولذلك تستحق الحكومة الاسرائيلية الجديدة الدعم الاميركي. 2 - اتفاق بوش ورابين على تطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين وتقويته. وقد لمح بوش الى ذلك علناً حين قال ان الولاياتالمتحدة ملتزمة "بدعم تفوق اسرائيل النوعي" على الدول الاخرى. لكن هذا لا يمنع ان الرئيس الاميركي ورابين اتفقا على العمل "من اجل وقف انتشار الاسلحة التقليدية وأسلحة الدمار الشامل" في الشرق الاوسط. وكانت زيارة رابين مناسبة لبوش لكي يوضح، علناً، تصور الولاياتالمتحدة للسلام بين العرب والاسرائيليين اذ قال امام رابين: "ما نسعى اليه هو سلام حقيقي مصادق عليه في معاهدات ومتميز بالمصالحة والانفتاح، بما في ذلك التجارة والسياحة". وحرص ايضا على التأكيد ان الولاياتالمتحدة تسعى الى تحقيق سلام شامل وعلى كل الجبهات على اساس قراري مجلس الامن الرقم242 و338.