أثار اعتقال ثمانية من المسلمين في نيويورك بتهمة التخطيط لنسف مقر الاممالمتحدة، والمقر الرئيسي لمكتب التحقيقات الفيديرالي إف.بي.آي وتفجير القنابل في أنفاق الطرق في المدينة عدداً من التساؤلات. اذ يقول مكتب التحقيقات انه عثر على أدلة لا يتطرق اليها الشك تثبت تورط الثمانية. لكن هذه الادلة تستند الى شهادة مخبر يتلقى راتباً من مكتب التحقيقات وهو عماد سالم 43 عاماً، العقيد السابق في الجيش المصري. ويفيد بعض الانباء ان سالم سيحصل على مكافأة تصل الى مليون دولار اذا دين الثمانية بالتهمة. ومن المرجح انه كان يتلقى مبالغ مالية منتظمة كراتب في مقابل المعلومات التي كان ينقلها، وهي مهمة اتضح الآن انه يقوم بها منذ شهر ايلول سبتمبر الماضي. ويبدو انه أخفق في تقديم اي ادلة الى مكتب التحقيقات على تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في شهر شباط فبراير الماضي، ما يعني انه كان يتعرض لضغط شديد لكي يزود المكتب ما يريده بعدما قرر المكتب ان التفجير يرتبط ارتباطاً قاطعاً باتباع الشيخ عمر عبدالرحمن. وظاهرياً يبدو اكتشاف الثمانية بما توفر لديهم من مزيج من وقود الديزل والنيترات دليلا واضحاً لا يقبل الجدل على تورطهم. الا ان نجاح الادعاء في اثبات التهمة ليس بهذه السهولة. اذ ابلغ محامي الدفاع بيل كانستلر الذي اثبت براءة سيد نصير من تهمة قتل الحاخام مائير كاهانا "الوسط" ان حادث الثمانية يذكّره بقضية "الفهود السود" في نيويورك عام 1968. وقال: "ان تلك القضية كانت تستند ايضاً الى ادلة ومعلومات قدمها مخبر سري زعم أن واحداً وعشرين شخصاً خططوا لنسف الحديقة الوطنية وعدد من المتاجر الضخمة، ما كان سيؤدي الى قتل الكثير من الناس. لكن المحكمة برأت ساحتهم جميعا. ولهذا فانا لن اقبل بأي شيء، وسأنظر الى كل دليل وكل معلومة بارتياب وشك". وهو يقول ان هناك احتمالاً كبيراً لوجود عميل مدسوس كانت مهمته التحريض. وهكذا فاذا استطاع الدفاع ان يثبت ان الحكومة هي التي نصبت شركاً لهؤلاء الثمانية وحرضت على الجريمة فان القانون الاميركي سيبرىء المتهمين على الارجح. ومن المرجح ايضاً ان يجد كانستلر ان من السهل عليه اثبات نظرية الشَرَك والتحريض. إذ ابلغ المصريون الذين يترددون على المساجد التي يعظ فيها الشيخ عمر عبدالرحمن "الوسط" ان المخبر السري عماد سالم عرض عليهم بعد انفجار مركز التجارة العالمي المساهمة في مثل هذه النشاطات. وقال احد مسؤولي مسجد نيويورك لپ"الوسط": "ان عماد بدأ يصاب بمسّ من الجنون بعد انفجار المركز ما دفعني الى تهدئته. كما انه حاول اقناع كثيرين آخرين بوجوب تنظيم انفجارات لكنهم طلبوا اليه ان يذهب الى الجحيم. عماد سالم اللغز ولا شك في ان الدفاع قادر، اذا ثبت دور عماد سالم التحريضي، على تغيير مجرى التحقيقات، وسيساعده على الاقل في تخفيف الاحكام، والمؤكد ان تبعاته ستمتد الى خارج نيويورك خصوصاً بعد الاجابة عن اسئلة اخرى هي: ما هي دوافع عماد الى تحريض المتهمين؟ وهل يعمل لحساب استخبارات شرق اوسطية كما اتهمه بعضهم، وما هي حقيقة تحريضه المصريين من رواد مسجدي ابو بكر والفاروق في بروكلين للقيام باعمال "تأديبية" للولايات المتحدة؟ وهل يتقدم هؤلاء للشهادة بذلك؟ والواقع ان المصريين في اميركا يقولون ان عملا ظهر على المسرح فجأة قبل ثلاث سنوات وان ابناء جلدته الذين كانوا يلتفون حول الشيخ عمر عبدالرحمن لم يثقوا به ابدا. اذ انهم ارتابوا فيه منذ اول يوم. وقال بعضهم لپ"الوسط": "ساورتنا الشكوك وشعرنا بأنه جاسوس او متشدق ثرثار لا يمك ان يثق به أحد". وبعدما ان اخفق عماد في محاولاته مع المصريين تحول الى الجالية السودانية التي وثقت به على ما يبدو لأنه كثيرا ما شوهد حول الشيخ عمر عبدالرحمن وبين المصريين. والكثيرون من السودانيين يترددون على المساجد التي بناها السود الاميركيون. وهذا ما يفسر ربما تورط اميركيين اثنين في الخطة، هما فيكتور الفاريز وهو مسلم اسمه محمد 32 عاما من بورتوريكو، وكليمنت رودني هامبتون إل 55 عاما وهو مسلم اميركي اسود يعمل في احد المستشفيات واسمه المسلم عبدالرشيد عبدالله. وقد اثار تورطهما استغراب كثيرين من الاميركيين. ضبابية في القضيتين ويعزز ضبابية القضية الحالية وسابقتها، عندما اتهم عدد آخر بتفجير مركز التجارة العالمي، العشوائية والسذاجة اللتان يتم بهما التخطيط لاعمال خطيرة كهذه، ما جعل صحافياً اميركياً يسأل مدير مكتب التحقيقات في نيويورك جيمس فوكس في المؤتمر الصحافي الذي كشف القضية: "هل المتهمون في هذه القضية هم من غير المحترفين هذه المرة ايضاً؟". فجوات وتظهر فجوات عدة في القضيتين تبدأ بذهاب المتهم الرئيسي في القضية الاولى محمد سلامة الى مكتب تأجير السيارات لاستعادة تأمين دفعه في مقابل حافلة استأجرها وقال انها سرقت بينما يقول مكتب التحقيقات انها حملت القنبلة التي انفجرت في مرآب مركز التجارة العالمي. اما المتهم الرئيسي في القضية الجديدة صديق علي ابراهيم فدفع 300 دولار للمُبِّلغ المتعاون مع "اف.بي.آي" كي يستأجر "مكاناً آمناً" لصنع القنبلة في مدينة لا توجد فيها غرفة صغيرة بپ300 دولار في الشهر. وتؤكد مصادر مكتب التحقيقات ان عماد ليس بالشخص العادي اذ قدم نفسه الى المتهمين بأنه خبير متفجرات كونه خدم في الجيش المصري، وانه يستطيع ارشادهم الى ما يريدون من صواعق واسمدة ومواد كيماوية. واصطحب صديق الى ولاية اخرى لشراء ما يحتاج اليه لصنع القنبلة. وفي رحلاته تلك كان يسجل خفية حديثه مع صديق الذي يقول اصدقاؤه انه كان حاد الطبع وغاضباً اثر اعتقال اصدقائه محمد سلامة وآخرين اثر الانفجار في مركز التجارة العالمي. ويبدو انه كان بالفعل يفكر في "اعمال تأديبية" للاميركيين. وكان عماد يشجعه، عارضاً توفير ما يحتاج اليه من متفجرات، ويسجل احاديثهما عن بعض المناطق المهمة في نيويورك، فسجل له حديثاً داخل نفق لنكولن عن امكان تفجير سيارة في النفق وبحث معه بالفعل عن المكان الافضل لاحداث اكبر حجم من الخسائر. وجرى حديث مماثل امام مبنى مكتب التحقيقات الفيديرالي… وتخيل الرجلان كيف يمكن تفجير مبنى "الاعداء"… ومن واقع هذه الاحاديث حرر المكتب مذكرة القبض على 5 من المتهمين في "مصنع القنابل" في شارع جامايكا، احدى ضواحي نيويورك، بينما قبض على ثلاثة آخرين في بيوتهم. مصر تنفي وهناك تكهنات مفادها ان عماد بدأ العمل مع الاستخبارات المصرية ثم تبناه مكتب التحقيقات الفيديرالي. لكن مصادر امنية في القاهرة نفت ان يكون عمل مع اجهزة امنية مصرية. ومن الواضح الآن ان دعوى المكتب ضد المتهمين بتفجير مركز التجارة العالمي وصلت الى طريق مسدود. اذ اخفق المكتب في العثور على اي ادلة جديدة ولم ينجح في الحصول على اي ادلة من المتهمين أنفسهم عن اولئك المتآمرين المزعومين الذين يقفون وراءهم. وربما كان مكتب التحقيقات يأمل بتغطية اخفاقه في قضية مركز التجارة العالمي بهذه الاعتقالات الاخيرة، او باقناع بعض المعتقلين بتلفيق الادلة والاعتراف في مقابل وعد بالعفو او بحكم ليّن. ولهذا صرح روبرت بريشت محامي محمد سلامة المعتقل في قضية انفجار نيويورك لپ"الوسط" بأنه "يراقب قضية الثمانية باهتمام وعن كثب لأن هناك مخبراً سرياً آخر له دور في قضية المركز التي يفترض ان تنظر المحكمة فيها في شهر ايلول سبتمبر المقبل. محاولات لتوريط عبدالرحمن وعلى رغم انعدام الادلة فان السلطات الاميركية لا تفتأ المحاولة لتوريط الشيخ عبدالرحمن في الارهاب. لكنها اخفقت في محاولاتها مع ان هناك رقابة على خطه الهاتفي منذ ثلاث سنوات كما ان هناك شخصا يسجل كل كلمة يتفوه بها الشيخ منذ ثلاث سنوات ايضاً من دون ان ينجح في الخروج بأي دليل يمكن ان يساعد مكتب التحقيقات على توجيه التهمة الى الشيخ. واعترف احد الناشطين في مسجد السلام بوجود "من يحمل افكاراً غبية للانتقام من الاميركيين باستخدام العنف، لكن هؤلاء غير مهمين ولا يستطيعون فعل شيء". واضاف ان المسلمين في نيويورك اصبحوا في حالة من الانقسام والخلافات المستمرة ما يجعلهم لا يستمعون الى احد "لانه لا يوجد كبير بيننا". ولا يزال اصدقاء المتهمين وزملاؤهم في السكن يتصرفون بعادية مفرطة مؤكدين ان المعتقلين ابرياء او هم في احسن الاحوال "وقعوا في فخ نصبته اجهزة استخبارات، كما قال المهاجر المصري سمير الصردي زميل محمد سلامة في السكن وصديق لصديق ابراهيم". ويدعي صديق آخر لپ"المجموعة" انه تلقى دعوة الى الامسية التي قبض اثناءها على الخمسة. وقال: "لو استجبت لكنت بين المتهمين، ولكن لحسن الحظ لم اكن اعرف المكان جيداً ففضلت ان ابقى في البيت في تلك الليلة". ورفض كشف اسم موجه الدعوة، لكنه اكد انه ليس عماد. وتدخل آخر مؤكداً ان المتعاونين مع "اف.بي.آي" كثيرون وبينهم "سوداني وعراقي نعرفهما". شخصية غامضة ويبدو انه يشير الى دكتور مصعب، وهو شخصية غامضة عاش معه محمد سلامة فترة قصيرة في العنوان الذي ورد في مذكرة القبض على سلامة، وقيل انه كان عنوان رقم هاتف كتبه في عقد استئجار السيارة وقاد الرقم الى العنوان 34 "كنزيكتون افنيو" والرقم يخص جوزيه هداس وهو شخصية اخرى لا تزال غامضة واختفت من وسائل الاعلام والتحقيقات، واختفى دكتور مصعب هو الآخر وقيل انه عاد الى العراق لكنه ظهر في "جيرزي سيتي" مجدداً ولم توقفه السلطات الاميركية!. انقسام حاد وما زاد من صعوبات الجالية الاسلامية ما بين "جيرزي سيتي" ونيويورك الانقسام الحاد الذي تمر به، فمسجد السلام المتواضع في جيرزي سيتي والذي اشتهر بفضل زيارات الشيخ عبدالرحمن المتكررة له يكاد المصلون ينصرفون عنه بعدما اصبح رواده "مشبوهين". ويضاف الى ذلك التناحر بين افراده فقيادة المسجد القديمة تشتكي من "عملاء المخابرات" الذين يريدون السيطرة عليه. اما من يوصفون بپ"العملاء" فيقولون "نريد فقط ان نعيد المسجد الى وظيفته ونبعده عن السياسة ومشاكلها". اما مسجد ابو بكر في بروكلين فكان حظه من زيارات عبدالرحمن درساً واحدا كل يوم أحد، وهو يوم اجازة إمام المسجد الشيخ عبدالمجيد صبحي وهو "اخواني" قديم وتعمقت المشاكل بينه وبين انصار الشيخ عمر واخذت شكل خلاف بين "الاخوان" والسلفيين. ودخل الطرفان في خلافات فقهية وعقيدية. وتدخل بينهما معهد الدراسات الاسلامية في واشنطن الذي بعث بأحد اساتذته، وحسمت جولة من الخلاف بذهاب الشيخ عبدالمجيد الى الحج ثم الى مصر. ولم يعد لنيويورك حتى الآن ويبدو انه اختار ان يخلد للراحة في مصر ويترك بروكلين ومشاكلها. لكن الخلافات لا تزال مستمرة وان أقل حدة بعدما توزع رواد المسجد بين "اخوان" وسلف وعامة. ظهر فجأة وكان عماد من رواد هذا المسجد عندما ظهر فجأة اثناء محاكمة سيد نصير عام 1990 الذي اتهم باغتيال الحاخام اليهودي المتطرف مائير كاهانا، وكان من اشد المتحمسين له، ويحرص على حضور جميع التظاهرات والمؤتمرات الصحافية. ويؤكد احد رواد المسجد انه كان دوماً محلاً للشبهات، لكنه نجح في الحصول على ثقة الشيخ عمر ومكتب التحقيقات الفيديرالي في وقت واحد. ومن المفارقات الاخرى، ان عماد كان يختلف عن الصورة التقليدية لانصار عبدالرحمن فهو يرتدي عادة بذلة انيقة يزينها بربطة عنق ويشذب لحيته، ولا يتردد في بيع حلي ذهبية عليها نقوش فرعونية وصور لنفرتيتي وكليوباترا، وهو ما لا يقره بالتأكيد الشيخ عبدالرحمن وانصاره من اعضاء "الجماعة الاسلامية". وتدعو صداقته لصديق ابراهيم الى التعجب، لفارق السن بينهما، فعماد تجاوز الاربعين وضابط سابق في الجيش وميسور، بينما صديق مجرد سائق تاكسي يحاول ان يكمل تعليمه بين فترة واخرى. ويقول الصردي، وهو صديق آخر لصديق ابراهيم، ان سالم كان بالفعل يمضي اوقاتاً طويلة مع صديق في الشهرين الماضيين. وأكدت مصادر سودانية مقربة من البعثة السودانية في الاممالمتحدة ان صديق لم يكن عضواً في الجبهة الاسلامية القومية في تشكيلاتها الموجودة في الولاياتالمتحدة. والمعروف ان للحركة التي يتزعمها الدكتور حسن الترابي تنظيماتها بين المغتربين السودانيين حيثما كانوا. وتقول المصادر نفسها ان صديق كان اقرب الى خط الشيخ عبدالرحمن، وهو مايؤكده اصدقاؤه، وما بين الخطين تباين شديد واختلاف ليس في المسائل السياسية وانما في الفقه والعقيدة اذ يفتقد اتباع عبدالرحمن الافكار "التجديدية الحديثة" التي يحملها الترابي. البعثة السودانية وتورطت البعثة السودانية في الاممالمتحدة عندما قال صديق للمحقق في احد الاشرطة السرية ان لديه معارف في المنظمة الدولية يستطيعون مساعدته لادخال السيارة حاملة القنبلة الى مرأب المنظمة، فذكرت شبكة اخبار "آي.بي.سي" ان بين المعارف اثنين من اعضاء البعثة السودانية وانهما قيد المتابعة من قبل "اف.بي.آي". وكشفت مصادر المعارضة السودانية الرجلين وهما سراج الدين حامد وأحمد يوسف محمد. غير ان المصادر السودانية تقول ان الرجلين لا يزالان في عملهما المعتاد في البعثة ولم يتعرضا لأي تحقيق، وانهما اختيرا لعلاقتهما المباشرة بالحركة الاسلامية السودانية بالمقارنة مع بقية العاملين "المستقلين" في البعثة. ويذكر ان رئيس البعثة السفير احمد سليمان المحامي من قيادات الجبهة الاسلامية القومية وكان من مؤسسي الحزب الشيوعي السوداني قبل انتقاله الى التيار الاسلامي. وكان وزير الخارجية السوداني الدكتور حسين ابو صالح نفى تورط ديبلوماسيين سودانيين في التخطيط لاعمال ارهابية في الولاياتالمتحدة، وقال في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة على هامش اجتماعات المجلس الوزاري الافريقي: "ان السودان في انتظار نتائج التحقيقات وان الخارجية السودانية لم تتلق اي اتهام رسمي من المسؤولين الاميركيين". وكذلك نفت البعثة السودانية في نيويورك كليا ما اورده بعض الانباء عن تورط ديبلوماسييها في محاولة لتأمين سيارة ملغومة. فالسودانيون المعتقلون في القضية الجديدة الى صديق ابراهيم صديق علي 32 عاما الذي عمل سائق سيارة اجرة وحارساً في احدى العمارات ومترجما للشيخ عبدالرحمن، وهو المتهم الرئيسي، هم: عبدو زيد 33 عاما وهو سائق سيارة اجرة، وفارس خلف الله 31 عاما وطارق الحسّان 38 عاما وأمير عبدالغني 33 عاما وكلهم سائقو سيارات اجرة، وفاضل عبدالغني 25 عاما الذي يتردد على مسجد نيوجيرسي حيث يعظ الشيخ الضرير. وهناك ايضاً محمد صالح وهو فلسطيني 40 عاما يملك محطة بنزين. ويبدو ان دوره كان مجرد تأمين الحصول على البنزين اللازم للقنبلة كما يقول مكتب التحقيقات الفيديرالي. تحذير الى غالي اما في الاممالمتحدة فلم تكن الانباء التي ذكرت ان مقر المنظمة الدولية كان هدفاً مفاجأة. اذ تقول مصادر المنظمة الدولية ان مكتب التحقيقات كان حذّر الامين العام الدكتور بطرس غالي من انه هدف مقصود منذ بضعة اشهر. كما ان بعض الديبلوماسيين في نيويورك اقترح ان تكون الرحلات الكثيرة التي يقوم بها غالي الى الخارج بدافع من الخطر الامني الذي قد يتعرض له في نيويورك. وعندما سألت "الوسط" في القاهرة الدكتور غالي عن احباط محاولة اغتياله بعد اعلان واشنطن القبض على شبكة ارهابية كانت تخطط في الوقت نفسه لتنفيذ عمليات لاغتيال شخصيات اميركية ودولية اخرى رفض التعليق. قال: "كيف اعلق على انباء اعلنت في الولاياتالمتحدة في حين كنت أنا خارجها؟ ليست لدي معلومات او تفاصيل عن الموضوع". ويبدو ان الدكتور غالي كان يتوقع الكثير من الاسئلة عن الموضوع نفسه لدى وصوله الى القاهرة لحضور القمة الافريقية فهو حينما سئل في المطار اجاب "لا تعليق". القاهرة لم تفاجأ ولم تمثل أنباء القبض على الشبكة الارهابية الاخيرة في نيويورك مفاجأة للمسؤولين في العاصمة المصرية، ورأت مصادر امنية "ان وجود الشيخ عمر عبدالرحمن في الولاياتالمتحدة سيثير الكثير من المشاكل للاميركيين لانه لا يستطيع ان يعيش في مكان من دون ان يدفع اتباعه الى ارتكاب اعمال ارهابية". وأكدت المصادر ان القاهرة لم يكن لديها علم مسبق بالشبكة الارهابية، ولم يجر تنسيق امني بين مصر والولاياتالمتحدة في شأن "هؤلاء الارهابيين". الا انها اشارت الى وجود تعاون مستمر بين الجانبين بغية "التصدي للارهاب والارهابيين". ولم تستبعد تورط عبدالرحمن في اصدار توجيهات الى اعضاء الشبكة الارهابية لتنفيذ مخططات محددة، مذكرة بأنه "تورط في اعمال ارهابية عدة كما ثبت ان محمود ابو حليمة وابراهيم الجبروني المتهمين في حادث تفجير المركز التجاري الدولي في نيويورك على علاقة وطيدة بزعيم الجماعة الاسلامية وليس بغريب عليه ان يكون له دور في عمليات ارهابية اخرى". وأوضحت المصادر ان اجهزة الامن المصرية لم تتلق اي طلب للبحث عن ارهابيين من المنتمين الى الجماعات الدينية المتطرفة يحتمل تورطهم مع الشبكة الارهابية الاخيرة. كما ان وزارة الخارجية المصرية لم تتبلغ ان هناك مصريين متهمين في الشبكة التي اعتقلت أخيرا. انتظار التحقيقات وقال مصدر في السفارة الاميركية في القاهرة لپ"الوسط" "ان تهمة التحريض على الارهاب ستوجه الى عبدالرحمن اذا ثبتت علاقته بالتنظيم الارهابي الذي ضبط في نيويورك، مشيرا الى ان معلومات السفارة عن كل الارهابيين المعتقلين ما زالت قليلة. اذ ما زالت التحقيقات تجري ومن الافضل عدم الخوض في التفاصيل على المستوى الاعلامي الى حين انتهائها". وعن موضوع طرد عبدالرحمن من الولاياتالمتحدة اذا ثبتت الاتهامات ضده قال المصدر: "يجب الانتظار الى حين انتهاء التحقيقات وعدم استباق الاحداث". وعلقت مصادر امنية مصرية على ما نشر وأذيع عن الشبكة الارهابية، وقالت "ان مخطط اغتيال شخصيات عربية امر وارد اذ ان الجماعات الارهابية تهدف الى اطاحة أنظمة الحكم والقيام بعمليات اغتيال سياسية لاشاعة الرعب وترويع المواطنين، كما ان ورود اسم الدكتور بطرس غالي في قائمة اغتيال اعدها اعضاء الشبكة الارهابية يرجع الى اتهام الارهابيين له باتخاذ موقف متردد من مشكلة البوسنة - الهرسك، والوقوف خلف قوات الاممالمتحدة في الصومال". واشارت الى "ان الارهابيين يعملون على مطاردة كل الشخصيات التي تعادي افكارهم كما حدث في مصر عندما اغتالوا الدكتور فرج فودة".