سربت مصادر منظمة التحرير الفلسطينية الى بعض الصحف العربية والاجنبية ووكالات الانباء نص اتفاق قالت انه تم التوصل اليه بين الحكومة الايرانية وقيادة حركة "حماس" في نهاية 1992 اطلقت فيه ايران على حماس لقب "الممثل الشرعي الوحيد لجهاد الشعب الفلسطيني". ويحق لحماس بموجب الاتفاق الحصول على "دعم مادي ومعنوي وسياسي وجهادي بما يكفي لاستمرارها في رسالتها الجهادية وتصعيد المواجهات مع الصهاينة". وقد وقّع الاتفاق السري في مخيم صلاح اياد في مدينة قم الايرانية بين وفد من حركة حماس رئاسة ابراهيم غوشه ومسؤولين رسميين ايرانيين لم تحدد اسماؤهم. وجاء في الاتفاق ان "الاسلام هو الحل لكافة المشاكل وان ما يسمى بمنظمة التحرير وقيادتها هي نقيض للعمل الاسلامي ويجب التصدي لها ولبرامجها وخطها السياسي ومؤامراتها على وحدة المسلمين". ودان الاتفاق "اعمال القتل والاعتداءات والممارسات اللااسلامية واللااخلاقية لمنظمة التحرير وقيادتها ضد القوى الاسلامية المجاهدة في قطاع غزة وباقي المناطق المحتلة. وعلى رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات وقيادته ان يدركوا ان تغطية المفاوضات مع اليهود لن تكون بهذه الاعمال ضد المسلمين". وأعربت ايران وحماس عن "رفضهما مفاوضات الحكم الذاتي او مشروع الانتخابات الاميركي الصهيوني ورفض المفاوضات الحالية مع اليهود وأي نتائج تخرج عنها خاصة تلك التي تهدف الى الاعتراف باليهود او مشروعية وجود الكيان الصهيوني". ودعا الاتفاق الى تعزيز العلاقات مع سورية ونص على ترتيبات عملية ومنها خصوصاً "انتخاب قيادة جديدة للشعب الفلسطيني تحقق طموحه وأهدافه الوطنية والاسلامية بعد فشل منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها في تحقيق تلك الاهداف". واعتبر الاتفاق ان "استمرار العمل بمعاهدة كامب ديفيد هو اساس مشاكل وتوتر الامة الاسلامية وتفتيت وحدتها". ونص على "ان قتال اسرائيل ورفض الصلح مع اليهود وعدم الاقرار بوجود الكيان الصهيوني او شرعيته اساس الالتقاء بين الطرفين وكل طرف عربي او اسلامي ينضم اليهما". وتعليقاً على ذلك اكد المهندس ابراهيم غوشه الناطق الرسمي باسم حركة "حماس" ل "الوسط" قيامه بزيارة طهران ضمن وفد رسمي برئاسة الدكتور موسى ابو مرزوق رئيس المكتب السياسي للحركة في شهر تشرين الاول اكتوبر 1992. وقال غوشه ل "الوسط" ان الوفد الذي ضم المهندس عماد العلمي ممثل الحركة في طهران والسيد محمد نزال ممثل حماس في الاردن "لم يعقد اية اتفاقات مع الحكومة الايرانية، لا في قم ولا في غيرها". وأشار غوشه الى ان هدف الزيارة التي تمت تلبية لدعوة من وزارة الخارجية الايرانية هو بحث سبل دعم الانتفاضة الفلسطينية وتقييم مفاوضات السلام ونتائج مؤتمر دعم الانتفاضة الذي عقد في نهاية العام 1991 في طهران. ونفى المهندس غوشه ان تكون "حماس" أبرمت اتفاقاً للحلول محل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وقال ان ما تردد عن اطلاق ايران لقب "الممثل الشرعي الوحيد لجهاد الشعب الفلسطيني" على حماس خلال تلك الزيارة هو "هراء". واعترف غوشه ل "الوسط" بأنه لم يزر مدينة قم الايرانية في حياته، وانه لم يسمع بمعسكر او مخيم "صلاح اياد" القريب من قم من قبل. وأوضح غوشه رداً على سؤال آخر ل "الوسط" ان زيارة وفد حماس الى طهران في تلك الفترة لم تستغرق اكثر من اربعة ايام ولم يقم بأي زيارة اخرى لاحقاً. ونفى ان تكون حماس، كحركة، تتلقى تعليماتها من طهران او اية دولة اخرى. واستطرد قائلاً: "لقد زرنا طهران ونحن على استعداد لزيارة كل بلد يبدي تعاطفاً مع قضيتنا وجهاد الشعب الفلسطيني.