في أول تعليق على نتائج الانتخابات الايرانية التي حقق فيها الاصلاحيون فوزاً ساحقاً على المحافظين، قال الناطق باسم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في حديث الى "الحياة" امس بعد عودته من دمشق حيث رافق بقية أعضاء المكتب السياسي المبعدين أثناء زيارتهم الى سورية "ان توجه الشعب الايراني ينبغي احترامه من كافة الجهات". ورأى ان الانتخابات اثبتت ان هناك "قدراً من الديموقراطية الملموسة في الجمهورية الاسلامية الايرانية". وشدد رداً على سؤال عما إذا كان يتوقع تغيراً في موقف ايران تجاه الحركة بعد هذه الانتخابات: "لا. نحن متأكدون ان الشعب الايراني المسلم سيبقى متمسكاً بموقفه الواضح في دعم الشعب الفلسطيني لاسترجاع أرضه وحقوقه واسترجاع القدس وعودة اللاجئين". واعتبر غوشة ان هذه "هي السياسة التي أرساها الإمام الخميني ونحن لا نفكر في أي لحظة انه سيجري تغيير أو تبديل لهذه السياسة". وأفاد غوشة الذي قال ان "بعض اعضاء المكتب السياسي المبعدين عاد الى الدوحة وبقي آخرون في دمشق من دون ان يسميهم المبعدون أربعة ان وفد "حماس" الذي زار دمشق برئاسة رئيس المكتب السياسي السيد خالد مشعل التقى نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع ووزير الاعلام السيد محمد سلمان، كما عقد الوفد لقاءات مع عدد من الفصائل الفلسطينية المنضوية في تحالف القوى الفلسطينية". وقال ان الوفد ناقش في اللقاءات الرسمية في سورية "ما تم التوصل اليه في المسار السوري مع اسرائيل ودور المقاومة الفلسطينية واللبنانية في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية واللبنانية". ورأى غوشة انه "في ما يتعلق بالتسوية مع اسرائيل فإن الأمور ليست واضحة، خصوصاً ان هناك قضايا تحتاج لبلورة وتوضيح بخصوص المسار السوري". واضاف ان المسؤولين السوريين أوضحوا أثناء اللقاءات "اهتمامهم بالشعب الفلسطيني" واكدوا "ان ما يجري على المسار السوري لا يمكن ان يؤثر في حق الشعب الفلسطيني في التمسك بأرضه وعودة اللاجئين جميعاً الى فلسطين". ووصف الناطق باسم "حماس" العلاقات بين الحركة ودمشق بأنها "متنامية". وقال: "واضح ان أي تقدم على المسار السوري لن يكون له أي آثار على هذه العلاقة، خصوصاً ان السياسة السورية مستقرة تماماً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وان موقف سورية واضح وهي متفهمة لحقوق الفلسطينيين وتمسكهم بكل الحق والأراضي الفلسطينية". وأبلغ غوشة "الحياة" ان المكتب السياسي للحركة استكمل لقاءاته ومراجعاته مع الأخوة الموجودين في دمشق قادة الحركة، وقال انه تم لقاء بين "حماس" وثلاثة فصائل فلسطينية في دمشق هي "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" و"الصاعقة" و"فتح الانتفاضة". وتوقع ان تعقد قيادات في الحركة لقاءات قريباً مع حركة "الجهاد الاسلامي" وفصائل اخرى، مشيراً الى ان اللقاءات التي جرت في دمشق بين "حماس" والفصائل الثلاثة شهدت "مراجعة معمقة لفعاليات التحالف ولجنة المتابعة مع العمل لإزالة العقبات التي أخرت الانطلاقة الديناميكية للمعارضة والمقاومة الفلسطينية". ولفت غوشة الى ان "حماس" كانت تقدمت بورقة مشروع برنامج الى الفصائل المعارضة لاتفاق اوسلو، واتفق على درس هذه الورقة ومناقشتها بتعمق للوصول الى صيغة تجمع عليها كافة الفصائل الفلسطينية. وسألته "الحياة" عما اذا كان قادة المكتب السياسي الذين أبعدهم الأردن الى قطر يفكرون في الإقامة في سورية، فقال ان حركة "حماس" موجودة في سورية منذ سنوات "ونشاطها كما هو في البلاد العربية والاسلامية اعلامي وسياسي يوضح موقف الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه". وفي شأن آخر تطورات قضية ابعادهم من الأردن الى قطر قال ان هناك مجريين للقضية "الأول يتمثل في الوساطة العربية التي تقودها قطر ولا جديد حول هذا الجانب والمساعي مستمرة. أما المجرى الثاني للقضية فهو يتعلق بالقضية التي رفعها محامي المبعدين في الأردن صالح العرموطي أمام محكمة العدل العليا". وأضاف ان "موضوع الدعوى عالق حتى الآن لأن أطراف الحكومة الأردنية لم تتسلم نص الدعوى حتى الآن وفقاً لما ينص عليه القانوني الأردني". وتابع قائلاً: "ان هناك تباطؤاً من الجهات المدعى عليها التي لم تتسلم الدعوى حتى هذه اللحظة". ورداً على سؤال عن خطة الحركة تجاه عدم تسلم الحكومة الأردنية دعوى "حماس"، قال: "ان حماس لن تتخلى عن موقفها الذي أعلنته وتتمسك به ولا تقبل مبدأ الزيارة زيارة المبعدين الى الأردن لأننا مواطنون أردنيون ومن حقنا ان نقيم في الأردن ونغادرها ونتحرك فيها وهذا حق يكفله الدستور الأردني". وأضاف: "لن نتخلى عن مواقعنا في حركة المقاومة الفلسطينية وهذا ايضاً يدخل ضمن الحرية والديموقراطية التي كفلها الدستور الأردني". وعن السلطة الفلسطينية قال انها "في مأزق وكان هذا متوقعاً بسبب سياستها القائمة على التفريط والتنازل". ورأى "ان هناك تململاً وتحركاً واضحاً للشعب الفلسطيني من خلال طلبة جامعة بيرزيت المتضامنين مع الشعب اللبناني ضد العدوان الصهيوني الاميركي على الأرض اللبنانية". واشار غوشة الى "تحرك طلابي في منطقة الخليل ضد الهيمنة والقمع الذي تقوم به السلطة في جميع الأوساط وبينها أوساط المعلمين والطلاب". واعتبر الناطق باسم "حماس" ان "هذه الملامح تعطي رسالة واضحة هي ان الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل الاحتلال الصهيوني والقمع السلطوي".