أعربت منظمة العفو الدولية التي تعنى بحقوق الانسان مقرها لندن عن قلقها بسبب مواصلة السلطات السودانية اعتقال سيد احمد الحسين، الرجل الثاني في الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض لحكومة الفريق عمر البشير، في احد سجون العاصمة السودانية اثر تصريحات صحافية ادلى بها الى "الوسط" تناولت فعاليات الدورة الثانية للمؤتمر الشعبي العربي والاسلامي في السودان. وفي هذا السياق قال سيد احمد الحسين، الذي شغل منصب وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء السيد الصادق المهدي في آخر حكومة له قبل تولي البشير السلطة، "ان هذا المؤتمر تموله ايران منذ انعقدت دورته الأولى في نيسان ابريل 1991 بهدف اقامة التنسيق بين الحركات الدينية المتطرفة في الوطن العربي. وتتوخى ايران الافادة من التعاون والتنسيق بين الحركات المتطرفة في الوطن العربي كي تخطط لعمليات انقلابية تمهد لاعلان فكرة الخلافة الاسلامية مجدداً حسب ما يزعمون". وتابع الرجل الثاني في الاتحادي الديموقراطي المعارض تصريحاته لپ"الوسط" قائلاً ان الدكتور حسن الترابي "يطمح الى منافسة التنظيم الدولي للاخوان المسلمين، واستبدال منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم جميع الدول الاسلامية بما يسمى المؤتمر الشعبي العربي والاسلامي الذي لا يحظى بأي اعتراف رسمي في العالمين العربي والاسلامي". وقال سيد احمد الحسين "ان جدول الاعمال السري للمؤتمر، الذي تشرف عليه الجبهة القومية الاسلامية بزعامة الترابي، يشمل دراسة اساليب الهيمنة على دول القرن الافريقي، لا سيما الصومال وكينيا وأريتريا ومواصلة تصعيد عمليات العنف في مصر ودول المغرب العربي. كذلك يشمل نشاط الدورة الثانية للمؤتمر الشعبي العربي والاسلامي جمع تبرعات مالية وعينية للجهاد ضد الحركة الشعبية المسلحة في جنوب السودان". وناشد الرجل الثاني في الاتحادي الديموقراطي جميع المنظمات الدينية العربية "العمل على كشف مخططات الجبهة القومية الاسلامية بزعامة الترابي الرامية الى زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط". تصريحات سيد احمد الحسين التي تناولت اوراق عمل الدورة الثانية للمؤتمر الشعبي العربي والاسلامي في الخرطوم، تسببت بدخوله السجن في الخرطوم في العشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وللمرة الثالثة يدخل الحسين، وهو محام معروف واتحادي عريق، بترت يده اليمنى عند المعصم منذ سنوات، السجن في عهد الفريق البشير. المرة الأولى كانت غداة الانقلاب فجر 30 حزيران يونيو 1989، مع زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني والسيد الصادق المهدي رئيس الوزراء زعيم حزب الامة وعدد من قادة الاحزاب وقياداتها في الخرطوم، واستمرت فترة الاعتقال اشهراً عدة. المرة الثانية دخل الحسين المعتقل خلال العام الماضي اثر اتهامه بالقيام باتصالات مشبوهة مع قبائل جنوب منطقة كردفان، غرب السودان، لحمل هذه القبائل على تقديم كوادر بشرية الى الجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق. غير ان محكمة مدنية اصدرت حكماً ببراءة الحسين فاطلق سراحه بعد اسابيع من اعتقاله. وفي القاهرة اعربت دوائر رسمية عن قلقها ازاء انعقاد الدورة الثانية للمؤتمر الشعبي العربي والاسلامي في الخرطوم، لا سيما وان الدكتور حسن الترابي زعيم الجبهة القومية الاسلامية ورئيس المؤتمر اكد على اهمية هذه الدورة من خلال قوله ان الدعوات قد وجهت الى عدد كبير من القيادات الاسلامية في العالمين العربي والاسلامي كذلك من الولاياتالمتحدة واميركا الجنوبية. وكان الترابي قام بزيارة خاطفة الى باكستان ثم افغانستان، قبل اسابيع من الموعد المقرر للدورة الثانية للمؤتمر بهدف التوسط بين المتقاتلين في العاصمة الافغانية لا سيما الحزب الاسلامي والجمعية الاسلامية. وكشفت الخرطوم عن استعدادات مدروسة للتوسط بين منظمة "حماس" وحركة "فتح" كذلك تطمح الخرطوم الى التوسط بين الجبهة الاسلامية للانقاذ والحكم الجزائري. غير ان نوعية الوفود الافغانية التي توافدت على الخرطوم خلال الايام القليلة التي سبقت افتتاح الدورة الثانية للمؤتمر حملت المراقبين على عدم التفاؤل في امكانية نجاح الوساطة السودانية. في الوقت نفسه تبدو المساعي الوفاقية السودانية متعثرة بعض الشيء في ما يتعلق بالوساطة بين السلطة و"الانقاذ" في الجزائر. وفي القاهرة، وللمرة الأولى منذ لقاء الرئيسين حسني مبارك والفريق البشير على هامش القمة الافريقية في ايلول سبتمبر الماضي وتعهدهما تهدئة الحرب الاعلامية بين القاهرةوالخرطوم لا سيما تجميد انشطة المعارضة السياسية في البلدين، اصدر التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض لنظام البشير بياناً سياسياً شديد اللهجة حذر الحكومات العربية من الاهداف السرية للمؤتمر العربي والاسلامي في الخرطوم داعياً هذه الحكومات الى التصدي لنشاطات النظام السوداني على مستوى القارة الافريقية والعالم العربي.