لم يتضح بعد إذا كانت الجهود التي يبذلها كل من الرئيس الزائيري موبوتو والرئيس الأوغندي موسوفيني، ستؤدي الى وقف الاقتتال القبلي العنيف في بوجومبورا، عاصمة بورندي، ومختلف انحاء البلاد، بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه قادة الجيش، وغالبيتهم من قبيلة توتسي، ضد الرئيس ملشيور نواداي الذي لقي حتفه، وهو من قبيلة هوتو. وتعود أصول قبائل توتسي الى سلالات زنجية قاتمة السواد في منطقة البحيرات في تنزانيا، وهي تشكل العمود الفقري للقوات المسلحة في بورندي، في حين تنتمي غالبية السكان في بورندي الى قبائل هوتو. وأدى الاقتتال القبلي الى وقوع مجازر كثيرة سقط ضحيتها عدد كبير من المواطنين الى جانب فرار قرابة ربع مليون شخص الى زائير وأوغندا وتنزانيا. كما أسفر الاقتتال عن إحراق قرى عدة تحيط بالعاصمة بوجومبورا. ولجأت سيلفي كينجي، رئيسة الوزراء في بورندي، الى السفارة الفرنسية رافضة كل الدعوات والنصائح التي قدمت اليها لمحاورة الانقلابيين. وأبرز تلك النصائح منح الانقلابيين العفو لقاء قبولهم إعادة السلطة الى حكومة الرئيس نواداي. إلا أن رئيسة الوزراء دعت المجتمع الدولي والأممالمتحدة الى التدخل في بورندي للاقتصاص من قتلة أول رئيس منتخب للبلاد بطريقة ديموقراطية. وبورندي هي واحدة من أصغر الدول في قلب القارة الافريقية، اذ تبلغ مساحتها 10 آلاف و747 ميلاً مربعاً. ويزيد عدد سكانها قليلاً عن ثلاثة ملايين نسمة، ويتحدثون لهجة الكيورنتي الرسمية الى جانب اللغتين السواحلية الشائعة في شرق افريقيا، واللغة الفرنسية. و55 في المئة من سكان بورندي مسيحيون و15 في المئة يدينون بالاسلام في ما يشكل الوثنيون نسبة 30 في المئة. وكانت بورندي مستعمرة المانية انتقلت الى السيطرة البلجيكية بعد الحرب العالمية الأولى، بموجب قرار صدر عن هيئة الأمم في العام 1923. ونالت استقلالها في العام 1962.