أكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري أن الوضع الحالي لتسرب الغازات في مصنع «الصناعية الأولى» في الدمام يعتبر مطمئناً بنسبة عالية، وأن مرحلة الخطورة انتهت بنسبة كبيرة، وأن جميع أحياء الدمام تعتبر آمنة، وليس عليها أي خطورة، مشيراً إلى أنه تمت إعادة التيار الكهربائي لجميع المصانع في المدينة الصناعية الأولى، وان حركة سير العمل بدأت تعود بشكل طبيعي، لافتاً إلى أن تسرب الأبخرة في الجو انتهى في شكل نهائي. وأوضح أنه «تم التنسيق مع إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية لاستئناف الدراسة في جميع المدارس، التي تم تعليق الدراسة فيها، وأن الدراسة ستستأنف اعتباراً من اليوم السبت». وأضاف أن بعض الفرق الميدانية التابعة للدفاع المدني «لا تزال موجودة في الموقع، بغرض أخذ قراءات الأبخرة كل ساعة، بهدف التأكد من الوضع في شكل عام»، مبيناً أن «جميع الأمور مطمئنة، ولا تستدعي القلق، فيما سيتم الإبقاء على وضع المصنع المتضرر من دون إعادة التيار الكهربائي له. فيما سيتم الإبقاء على المنطقة المحيطة بالمصنع كإجراء احترازي، وذلك لأسباب فنية». وكان الدفاع المدني أعلن مساء أول من أمس سلامة جميع أحياء الدمام بعد حادثة تسرب الغاز، واقتصار الإجراءات الاحترازية في محيط المصنع المتضرر لأسباب فنية. وسبقه بيان آخر، ذكر أن تسرب المواد الكيماوية في المدينة الصناعية الأولى في الدمام قد انخفضت نسبته 70 في المئة في الأحياء المحيطة لمنطقة الحادثة عما كانت عليه سابقاً». وكانت سحابة من الدخان الناجم عن تسرب غاز «الأيبوكس» السام من أحد المصانع، غطت سماء المدينة الصناعية الأولى في الدمام والمناطق المجاورة لها مساء يوم الثلثاء الماضي، ما دعا مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، إعلان حال «الطوارئ» وإغلاق المدينة وتصنيفها ضمن المنطقة «الحمراء» وإخلائها من العمالة التي يصل عددها إلى أكثر من 18 ألف عامل، فيما شملت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها إيقاف الدراسة، الأربعاء الماضي، في 50 مدرسة، تتوزع على سبعة أحياء قريبة من مكان الحادثة، ونصح سكانها من الابتعاد عنها لمدة 48 ساعة. وبدأت حالات الإصابة بالتسمم تظهر، إثر إصابة 13 شخصاً، منهم اثنان من عناصر الدفاع المدني، بحالات اختناق، نقلوا إثرها إلى عدد من المستشفيات، وغادروها في وقت لاحق، بعد تلقي العلاج، باستثناء طفلة، تم تنويمها، لحين استقرار وضعها الصحي. وانتشرت روائح نفاثة «كريهة»، جراء انبعاث الغاز السام، الذي قدرت مصادر ل «الحياة»، كمياته بنحو 40 ألف لتر من المصنع المخصص للمعدات الكهربائية. وأكد مدير الدفاع المدني في الشرقية اللواء محمد الغامدي، قيامهم بالاتصال «بجميع الجهات الحكومية المعنية واستنفارها لمواجهة تداعيات الحادثة. وقامت كل جهة بالدور المنوط فيها، وفق الخطة المُعدة سلفاً. كما جرى تقدير الموقف، والتعرف على طبيعة المواد الكيماوية». وذكرت مديرة مركز مراقبة السموم في المنطقة الشرقية الدكتورة مها المزروع، أن أخطر ما في غاز «الأيبوكس»، الذي تسرب من المصنع، أنه «قد يتفاعل مع مواد كيماوية أخرى عالقة في الجو أو في الأرض، في ظل درجة حرارة عالية وضغط عال، ما يؤدي إلى حدوث انفجارات، تسبب أضراراً بالغة»، مبينة أن سرعة السيطرة على التسرب «قلص حجم الأضرار». وأكدت أن النسبة التي تسربت «لا تشكل خطورة عالية».