أدى تسرب غاز الأسيد صباح أمس الأربعاء من أحد المصانع في صناعية الدمام الأولى إلى إصابة خمسة مقيمين بأعراض منها صعوبة في التنفس وحرقة في العينين واحتقان بالحلق، وكانت قد لوحظت منذ مساء الثلاثاء رائحة غاز قوية شبيهة برائحة غاز الآيبوكس في محيط الصناعية السكاني ولا تزال حتى مساء أمس الأربعاء تغطي محيط مصنع الشرق الأوسط رغم القراءات المطمئنة لأجهزة الرصد في المنطقة. وقال مدير الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية اللواء محمد الغامدي بأنهم سيعدون تقريرا عن المصانع عالية الخطورة وسيتم الانتهاء منه في غضون أيام، وأكد الغامدي أنه رغم المخاطر الموجودة في المدن الصناعية نتيجة طبيعة أنشطتها إلا أنها تحت إشراف الجهات الحكومية مثل الأمانة والدفاع المدني وهيئة المدن الصناعية والأرصاد وحماية البيئة، ووصف عملية التسرب والأبخرة التي تسببت في إصابة خسمة أشخاص صباح أمس بأنها حالة «لحظية» ولم ترصد القراءات التابعة للدفاع المدني أي خطورة وكانت جميعها مطمئنة، كما اعترف بعد توصلهم بعد للمصنع المتسبب، وأضاف «لو تم التعرف على المصنع المتسبب سيتم فورا تطبيق الغرامة المناسبة». كما أوضح أنه لم يتم الانتهاء من التحقيق في تسرب مادة «الآيبوكس» في مصنع الشرق الأوسط الثلاثاء قبل الماضي وأنه سيتم الإعلان عن النتائج فور الانتهاء منها. ومن جانب آخر، قال الناطق الإعلامي في الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري إن غرفة عمليات الدفاع المدني بلغت صباح أمس بإصابة خمسة من المقيمين بأعراض تتمثل في حرقة في العينين واحتقان في الحلق وبمراجعتهم أحد المستشفيات القريبة من الصناعية الأولي تمت معالجتهم وخرجوا في حينه. وأضاف «كانت فرق التدخل في حوادث المواد الكيميائية قد قامت فور تلقي البلاغ بتمشيط الصناعية الأولي والمواقع المجاورة وسجلت جميع أجهزة الرصد قراءات مطمئنة بخلو الجو من أي غازات أو مواد خطرة وترجح التحقيقات الأولية أن الإصابات حدثت إثر تعرضهم لأبخرة مادة الأسيد الصادرة من أحد المصانع وسوف يتم إحالته إلي لجنة النظر في مخالفة نظام الدفاع المدني لإصدار غرامة مالية ولا يزال التحقيق جاريا في هذا الحادث». وقال الدوسري «المدن الصناعية معرضة لوقوع مثل هذه الحوادث؛ نظرا إلى طبيعة أنشطتها»، ولم تكشف المصادر بعد عن المصنع أو المصانع المتسببة بتسرب الغازات رغم انتشار أجهزة الرصد التابعة للدفاع المدني والهيئة الملكية بالجبيل الصناعية التي تشارك بدورها في رصد الغازات في الصناعية الأولى بالدمام منذ الثلاثاء الماضي. وأكدت مصادر في المستشفى الذي نقلت إليه حالات الإصابة جراء الغاز بأن خمس حالات راجعت المستشفى صباح الأربعاء اثنتان منها بسيارة إسعاف وجميعها غادرت المستشفى، فيما اشتركت جميع الحالات في نفس الأعراض وهي صعوبة في التنفس واحمرار في العين واحتقان بالحلق. وأوضح عدد من عمال المصانع في الصناعية الأولى بالدمام ل«شمس» تخوفهم من هذه الانبعاثات والأبخرة التي أصبحت سمة للصناعية الأولى مؤكدين أن هذه ليست المرة الأولى ولا الثانية التي يحدث فيها تسربات غازية من هذا النوع، ولكن قضية تسرب غاز «الآيبوكس» التي حدثت الأسبوع الماضي سلطت الأضواء على مشكلات المدينة الصناعية. كما أكد عدد منهم تخوفهم من تبعات عملهم في هذه البيئة الخطرة وما تؤثره هذه الغازات عليهم صحيا في المستقبل، مطالبين بوضع حد لتهاون مديري بعض المصانع في إجراءات السلامة وعدم فحص وتغيير بعض القطع في المصانع بشكل احترازي ودوري مما قد يتسبب في كوارث صحية وبيئية للعمال والسكان في محيط المدينة. في حين تضاربت الأقاويل حول المصنع المتسبب في تسرب الغاز، حيث عمد أكثر من مسؤول عن المصانع القريبة من منطقة التسرب إلى إلقاء اللوم على مصانع أخرى. وكانت شمس قد قامت بجولة التقت فيها عددا من مديري وأصحاب المصانع في الصناعية الأولى بالدمام الذين أكدوا أن دوريات الدفاع المدني قامت بزيارة مصانعهم مصنعا تلو الآخر في جولات تفتيشية وتحقيقية للتثبت من المصنع المخالف. فيما طالبت اللجنة الصناعية قبل حدوث التسرب الأخير بإنشاء برامج لإزالة التلوث في الصناعية الثانية في إشارة إلى أنها هي الأخرى تمثل خطرا على الصحة العامة والبيئة. ويأتي هذا التسرب الثاني للغازات الخانقة للمدينة الصناعية الأولى بالدمام بعد أن عادت الحياة منذ الجمعة الماضية كما كانت عليه في السابق بعد إغلاق استمر لمدة ثلاثة أيام على إثر تسرب غاز «الآيبوكس» منذ مساء الثلاثاء الماضي. «وكان تسرب غازات منها مواد الهيدروجين والنيتروجين والكربون» «الآيبوكس» من أحد المصانع في الصناعية الأولى بالدمام قد تسبب في إصابة 28 شخصا منهم 13 رجلا و15 أنثى جميعهم سعوديون ما عدا سيدة سودانية جميعهم دخلوا المستشفى وأخذوا العلاج اللازم وخرجوا في الوقت نفسه. وعلى إثر هذا التسرب مساء الثلاثاء الماضي نفذ الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية خطة طوارئ لاحتواء أضرار هذه الأبخرة وتم تعليق الدراسة في عدد من المدارس القريبة من المدينة الصناعية، وتم تحذير السكان في الأحياء القريبة بالبقاء في منازلهم وعلى مسافة كيلومترين عن المدينة الصناعية وفي مساء الأربعاء وبعد 24 ساعة تم الإعلان عبر الدفاع المدني بأن نسبة التسرب انخفضت 70 % عما كانت عليه، فيما انخفضت يوم الخميس إلى 90 % وتم التأكد من أن جميع الأحياء في محيط المدينة الصناعية آمنة بإذن الله عبر قراءات أجهزة الرصد لوحدة مكافحة الحوادث الكيميائية بالدفاع المدني. من جهة أخرى أوضح المستشار القانوني والمحامي فهد الحطابي ل«شمس» بأن كل من تضرر من الأفراد سواء باختناق أو غيره له الحق في طلب تعويض عما أصابه جراء هذا التسرب الغازي؛ وذلك من الشركة المتسببة في هذه الحالات لديهم؛ وذلك بإرفاق التقارير الطبية التي تثبت الحالة الطبية كاملة كما أكد الحطابي أن للمصانع والشركات التي توقفت عن العمل الحق أيضا في طلب تعويض فوات الكسب والخسارة أيضا وجميعها يكفلها نظام القضاء في المملكة