أعلن الدكتور يعقوب ابو شورة وزير الري السوداني ان القرن الحادي والعشرين، اذا شهد حرباً فانها ستكون بسبب توزيع المياه. وأكد الوزير السوداني ان بلاده ستقف امام اية محاولة اسرائيلية للحصول على اي نصيب من مياه النيل. وقال الوزير ابو شورة، في حديث لپ"الوسط"، ان السودان ملتزم بكل بنود اتفاقية مياه النيل وما تتفق عليه دول الحوض خلال اجتماعاتها الدورية، وان اجتماعا سيعقد في الشهر الجاري في العاصمة الاوغندية كمبالا لمتابعة المشاريع الاستثمارية لمياه النيل. وعن قناة جونقلي التي توقف العمل فيها منذ عام 1983، بسبب اعتداء حركة العقيد جون قرنق على الحفارة والعاملين الفرنسيين الذين كانوا يقومون بحفر القناة في عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري، قال وزير الري ان الشركة الفرنسية طلبت انهاء العقد وتم التوصل معها الى اتفاق جديد يقضي بتنازلها عن كل الآليات الموجودة في موقع المشروع للحكومة السودانية التي ستدرس امكانية تنفيذ الجزء المتبقي من القناة والذي يبلغ 40 في المئة فقط منه، ولم يوضح الوزير تفاصيل تكملة العمل. والمعروف ان مشروع حفر قناة جونقلي كان من بين الحلول لحل ازمة المياه وزيادة نصيب مصر والسودان بما مقداره 4 مليارات متر مكعب توزع مناصفة بينهما. ويبلغ طول القناة 360 كيلومتراً، وتم حفر 270 كليومتراً منها فقط، وكانت الشركة المنفذة طلبت تعويضاً بلغ 60 مليون دولار، الا ان الحكومة السودانية لجأت الى محكمة دولية قررت ان تدفع للشركة 18 مليون دولار فقط، لكن الاتفاق الاخير بتنازل الشركة عن كل الآليات يأتي كحل اخير للأزمة بين الشركة والحكومة السودانية. وعن المشاريع الجديدة التي تدرس الحكومة السودانية تنفيذها لزيادة مياه النيل، قال وزير الري ان مشروع حفر قناتي الرهد وكنانة على النيل الازرق يأتي في مقدمة المشاريع، وان العمل فيه سيبدأ بجهود سودانية. ومن المتوقع ان يكتمل بعد اربع سنوات وسيساهم في زيادة تبلغ مليوناً ونصف المليون فدان للرقعة الزراعية الحالية. واوضح الوزير ان هناك مشروعاً آخر لتعلية خزان الروصيرص على النيل الازرق بجهود سودانية. الحديث عن حرب القرن المقبل المائية فرضته ظروف عدة، منها نهاية الحرب الباردة وانحسار الصراع الدولي. ويعتبر حوض نهر النيل اكبر مصدر للمياه على رغم ان ايراداته من المياه معرضة للانخفاض في القرن المقبل بسبب الجفاف. وكانت الخلافات بين مصر والسودان اوشكت ان تشمل مياه النيل الا ان المسؤولين في البلدين تعاملا بحرص شديد حول هذا الموضوع واعلن مسؤول في وزارة الري المصرية استعداد مصر لمساعدة السودان للاستغلال الكامل لحصته من مياه النيل والتي تبلغ 5.18 مليار متر مكعب، حسب اتفاقية عام 1959 التي تمنح مصر 5.55 مليار متر مكعب، وذلك حسب استغلال كل بلد لتلك الفترة. وكما اكد السودان وقوفه بشدة امام اي اتجاه اسرائيلي للحصول على مياه النيل فان مصر ايضاً اعلنت ذلك على لسان المهندس عصام راضي وزير الري عضو لجنة مياه النيل الذي اوضح ان اسرائيل ليست عضواً في مجموعة حوض النيل مضيفاً ان مصر تنوي شق ترعة السلام من النيل حتى صحراء سيناء، وهي ارض مصرية.