أثار إعلان في صحيفة إعلانية محلية، يبحث عن شعراء ومنشدين، غضب عدد من الشعراء والمنشدين السعوديين، كونه مسيئاً لهم، ومن شأنه أن ينزل من قيمتهم في شكل عام. ولم يحدد صاحب الإعلان الهدف الرئيس من بحثه عن الشعراء والمنشدين، إذ اتصلت"الحياة"على الرقم المذيّل في الإعلان، لكنه مغلق طوال اليومين الماضيين. واعتبر الشاعر والإعلامي تركي المريخي الإعلان"مأساة"، لما فيه من تهاون بقيمة الشعراء، وقال المريخي ل"الحياة":"لم يحدد المعلن عن نيته من الإعلان، وماذا يريد بالشعراء. مع احترامي للمنشد والفنان لم يصلا إلى صف الشاعر، الذي يحمل رسالة ثقافية سامية، ويجب أن يبحث عنه في شكل جميل، ويوضع في منصات لائقة". وأضاف:"يجب أن يحصل الشاعر على احترامه من الجهات الرسمية والمجتمع بما يليق به، لأنه لسان المجتمع واللسان الرفيع المتحدث بهموم المجتمع وقضاياه، وليس العبث باسم الشعراء". ويتوقع المريخي أن يكون هذا النوع من الإعلانات متاجرة بالشعر،"من الممكن البحث في الصحف الإعلانية عن المهندسين والأطباء وأصحاب المهن العلمية، لكن الشعر موهبة من الله ويجب وضع مالكها في المكان المناسب"، لافتاً إلى أن الشعر أصبح وسيلة سهلة للبروز والشهرة، كونه يعتبر مدعاة للفخر والاعتزاز، وباباً محترماً للشهرة. وأكد الشاعر هلال المطيري، أن الشعراء في الوقت الحالي أكثر من عدد الصيدليات في الرياض،"أنا ضد التسويق للشعراء، ومع التسويق للشعر. لكن هذا الإعلان امتداد لمكاتب بيع الشعر والحفلات والمناسبات الخاصة، التي تبعها التسويق للمديح، حتى أصبح الناس كلهم شيوخاً وشعراء"، معتبراً الإعلان مهيناً للشعر والشعراء. ويرى المنشد محمد فراج الأكلبي، أن هذا الإعلان حمل إهانة غير مباشرة، كون الشعر والإنشاد يعيشان عصرهما الذهبي، حتى أصبحا مطمعاً لأي مرتزق ومتسلق. وقال الأكلبي:"لا مانع من الحاجة حتى في هذا الشكل، ويجب ألا نسيء الظن، فقد يكون هناك من يقدّر الشعر والإنشاد، لكنه بعيد جداً عن الساحة ولا تربطه أية علاقة بمنشد أو شاعر، ولا يجد سبيلاً للتواصل معهم، فعمد إلى الصحيفة لإلقاء سنارته بحثاً عنهم، ولكن هناك أبواب للبحث أفضل من هذه الطريقة، وتظل الفروقات في التفكير والتصرفات البشرية ظاهرة صحية للتفريق بين المصيب والمخطئ". وشهدت عدد من المواقع الإلكترونية إعلانات لشعراء يكتبون أشعاراً للمناسبات الخاصة، كالأعراس وأعياد الميلاد وحفلات التخرج، لكن أصحاب تلك الإعلانات لم يكشفوا عن أسمائهم الحقيقية، وذلك في مقابل مبلغ مادي يصل إلى 1000 ريال للقصيدة الواحدة.