أحيانا تتحقق الشهرة والنجومية لمنشدين محدودي الموهبة في المقابل تكون هناك أصوات عتيقة ومبدعة بكل المقاييس لكن ليس لها حظ في النجومية، ويتساءل البعض عن الأسباب الحقيقية في نجومية منشد وخفوت الآخر " الرسالة" من خلال دورها الإعلامي حاولت تسليط الضوء على هذه الظاهرة، ومدى انتشارها في أوساط المنشدين.. ومن المسؤول عن غياب الصوت الموهوب في ظل تنامي الصوت الأقل موهبة إن لم تكن تلك الموهبة في إعداد الموتى؟.. وما الدور الذي تعلبه الفلاشات المتعلقة بالصوت والصورة في صعود منشد على حساب منشد آخر؟ فإلى مضامين هذه الاسطلاع: بداية أوضح الشاعر والمنشد عبدالله الحميداني أن هناك أمورا يخطئ فيها كثير من المنشدين و الفنانين بشكل عام و إذا رجعنا للأسباب وجدنا أن هناك سببا رئيسيا ألا وهو عدم الإلمام بالشعر بصورة عامة، فيكون نطق بعض الكلمات بشكل خاطئ وخصوصا إذا كانت من المصطلحات الشعرية المستنبطة من شعر التراث، كما هناك أيضا أخطاء فادحة و كثيرة تحصل للمنشد والفنان في ( كسر البيت ) وخروجه عن بحر القصيدة ( وزن القصيدة ) و لا يحصل هذا إلا لجهل من المنشد والفنان في قضية ( الوزن ) لذلك فالمنشد الشاعر يختصر على نفسه المسافة في ضبط أدائه قبل الوقوع في مثل هذه الأخطاء. ويضيف إن هناك أيضا ايجابيات للمنشد الشاعر فإذا كان المنشد يستطيع تلحين قصائده و معرفة بحور الشعر و التمييز بينها قد يسهل عليه البحث عن اللحن المناسب للنص الشعري المطلوب إنشاده، وعندما يحصل المنشد على لحن على بحر ( الصخري) أو ( الهلالي) أو ( المديد ) يقوم بحفظ هذا اللحن وهو يدرك أي بحر يناسب هذا اللحن حين تم حفظه، وحين يطلب منه إنشاد نص شعري يقوم بتمييز البحر الشعري للنص و معرفة أي الألحان المناسبة للبحر . النص الشعرى وبين الحميداني أن هناك نسبه كثيرة من المنشدين الذين لا يعطون اهتماما لانتقاء النصوص الشعرية و هو ما يؤثر على جمالية الأنشودة بوجه عام ،و يقلل من تأثير أصداءها بين جماهير الشعر والإنشاد :" ومن الأولى أن يجتهد المنشد في البحث عن النص المؤثر و الهادف حتى تتفاعل مشاعره مع هذا النص و يؤديه بروح عاليه توصله إلى مشاعر الآخرين ليتفاعلوا مع ما يقدّمه و قد يكون عكس ذلك تماما عندما يستجدي التفاعل في نص شعري لا توجد فيه هذه العناصر". وأضاف :" من الجميل أن يكون النص يحمل اسم شاعر له بصمة خاصة و ذا نجومية بين جماهير الشعر و الإنشاد مما يضيف للمنشد و يخدمه إعلاميا وتجارياً ،فالمنشد وسيلة الوصل الحقيقية بين الشاعر و جماهير الشعر ولربما خدم المنشد شاعرا حقيقيا مغمورا، ولربما اخفق المنشد باسم شاعر علم". وأوضح أن المنشد عندما يقوم بإنشاد نص جيّد ومؤثر لشاعر مغمور ويبدع في تقديم ذلك العمل من ناحية الأداء و اللحن، فسوف يتفاعل الجمهور مع ذلك العمل و يكون المنشد قد خدم الشاعر المغمور حين قدّمه للجمهور بطريقه لبقة ومميّزة ،بينما يقوم المنشد الآخر بإنشاد قصيدة لشاعر مشهور ويسيء اللحن فيها والأداء ، وهنا يكون المنشد قد أضر بنفسه وأضر بقصيدة الشاعر المشهور وأصبح محل النقد لجماهير الشعر و الإنشاد، لذا فالأمر جدا حساس ويحتاج للتأني فيه". دور الكاميرا أما المختص بتصوير الحفلات الإنشادية كريم الشبل فأكد أن الكاميرا تلعب دورا هاما في نجاح الكليب أو الحفل أو الأوبريت الإنشادي الذي يعرض على شاشات التلفزة ومواقع الإنترنت، وجودة ووضوح الكاميرا من ناحية التقنية تلعب دورا هاما في وضوح التصوير وجودة الكليب أو الحفل، لكنها في نفس الوقت ليست بأهمية ما لم يكن هناك مصور مبدع. وبين الشبل أن جميع الكليبات الناجحة للمنشدين والمغنيين شديدة الوضوح من ناحية التصوير و الصوت وفن التصميم، :"وهذا من أقوى الأدلة على نجاح المنشد بنجاح من يعاونه ويساعده وليس بالمنشد فقط كما يعتقد البعض". ونوه أن هناك الكثير من الكليبات والحفلات التي لا يعلم عنها أي أحد ولا تجد لها أثرا أو سمعة في السوق:" لأنه وبكل بساطة لا نرى ذلك الإبداع فيها، فقد تكون هناك مجهودات فنية عديدة في إعداد الكليب لكن أهمل جانبا واحد كتجويد الصوت أو تصوير الكليب مما يجعل الناس لا شعوريا لا يستسيغون مشاهدته ". الأهمية الحقيقية من جهته يرى المنشد الشاب محمد الحداد أن اجتهاد المنشد في إلقاء الأنشودة هو من له الأثر الأهم والبالغ عند الجميع، فالأنشودة التي لا تجد شخصا يلقيها ببراعة تجعلها رديئة والدليل على ذلك أن أكثر المنشدين الكبار تجدهم ينشدون في بعض القنوات الفضائية دون أن تكون لديهم أي أجهزة مطورة أو هندسة صوتية أو مرددين أو ملحنين ومع ذلك ينالون استحسان الجماهير ، بخلاف البعض ممن يدعوا أنفسهم بالمنشدين ولا تجدهم يمتلكوا أي مقومات تأهلهم لهذا الجانب،:" فهنا يتبين أمام الملأ المنشد المستحق للشهادة بالنجاح بخلاف المنشد الآخر الذي لا يستحق ".