بعد أن أمضت مؤسسة «روتانا» عقداً من الزمن أو يزيد، مقتصرة في ما تقدم على الجانب الغنائي، ارتأت أن تنفتح على جمهور آخر ربما كان يحاربها سابقاً، وذلك بمصافحته عن طريق احتواء «المنشدين» وضمهم تحت أقبيتها، ولا يدرى هل الهزة المالية التي تمر بها الشركة هي الدافع وراء ذلك؟ أم أنها الرغبة في مغازلة جماهير الإنشاد التي انتشرت بشكل لافت؟ كلام المدير العام لشركة روتانا للصوتيات سالم الهندي ل «الحياة» الأسبوع الماضي حول الرغبة في التعامل مع أهل الإنشاد، لاقى قبولاً واستحساناً لدى عدد من المنشدين، ربما طمعاً في الترسانة الإعلامية والمالية التي تمتلكها الشركة، وخبرتها في التسويق، إلا أن المنشدين حريصين على أن يحتفظ «الإنشاد» بهويته الخاصة، لكن السؤال هل ستقبل التسجيلات الإسلامية التعاون مع «روتانا» ونشر أشرطتها فوق رفوفهم؟ المنشد الإسلامي محسن الدوسري والمكنى ب «أبي عبدالملك» يتمتع بجمهور محافظ، ويعد من المنشدين الذين حافظوا على مكانتهم السابقة بعدم إدخال المؤثرات الصوتية أو الموسيقية، إلا أنه لم يرفض التعاون مع «روتانا» معتبراً خطوة التقارب أمراً إيجابياً إذ يقول ل «الحياة»: «التعاون بين المنشدين وشركة روتانا لا شك عمل إيجابي يفرح الطامحين إلى المزيد من التميز الإعلامي في مجال الإنشاد والإنتاج البناء». وأضاف: «ليس عندي أدنى شك أن تقبل الجمهور المحافظ سيكون إيجابياً ما دام الأمر في خدمة الخير والفضيلة». وذكر أن «بعض المؤسسات الإسلامية إن صحت التسمية سبق ووزعت ألبوماتها في المحال الغنائية وأنا برأيي المتواضع أعتبر هذه خطوة جيدة على رغم جرأتها»، لافتاًَ إلى «أن اجتماع الأغنية مع النشيد في إعلان سيحجب هذا الإعلان عن دخول البيوت التي لا تستمع للأغاني ولا ترى جوازها». من جانبه، رحب المنشد سمير البشيري بمصافحة المدير العام لشركة روتانا للصوتيات سالم الهندي للمنشدين، ولم ير أن خطوة الهندي جاءت متأخرة، معللاً ذلك بأن «الإنشاد لم يكتسب الشهرة الإعلامية إلا في وقت متأخر ومن الطبيعي أن تبحث الشركة عن مصلحتها من خلال مراقبة نجاح الخطوة قبل دخول السوق»، مشيراً إلى أن «الظهور الإعلامي للإنشاد كان متأخراً، فالسنوات الماضية لم تشهد ظهوراً لهم في الصحف، ولم يظهر الإنشاد إعلامياً بالشكل المطلوب إلا في السنتين الماضيتين فقط». وأكد في حديث مع «الحياة» أن للإنشاد جمهوراً معيناً و «المنشد منذ سنوات وهو يتعامل مع جمهوره لذا لا بد أن يراعيه ويحترم ذوقه»، مؤكداً بأن المنشد متى وجد العقد المناسب من أي جهة كانت بشرط أن يخرج المنتج بثقافته الإنشادية، فلن يتردد في التعاون، وأضاف: «كما يحظى المطربون من الشركات بالدعم والتسويق بهدف صناعة النجوم هو حق أيضاً للمنشدين للوصول للنجومية». وأشار إلى أن الأناشيد تحمل مضامين جميلة، لكن ينقص المنشدين التسويق الذكي، خصوصاً أنهم لا ينفقون مبالغ تذكر في التسويق، واستشهد بحفلة التدشين لشريطه الأخير «أجامل»، والذي أقيم في قاعة المقصورة بإشراف من مؤسسة «بارقة» التي دعت عدداً من نجوم الفن والرياضة، وانعكس ذلك على حركة المبيعات بشكل كبير ولافت، مقراً أن أهل الفن الغنائي لهم باع طويل في التسويق ولهم قنوات وإذاعات فاعلة بعكس الحركة الإنشادية. وحول توقعه لمدى تقبل الجمهور المحافظ لذلك، قال: «بلا شك أن هناك جمهوراً سيرفض هذه الخطوة، وهناك من يخشى على المنشد أن يتنازل عن هويته أو يلبس ثوباً آخر ليس له»، مفيداً أنه يتعامل مع هذا الجمهور بالتدرج، «الثقافات الجديدة مع الأيام ستتقبل»، أما عن رد فعل التسجيلات الإسلامية فقال: «أنا لست صاحب مؤسسة أو تسجيلات إسلامية لكن الموضوع حساس بالنسبة إليهم وقد ترفض تسويق شريط في محالها متى وجدت عليه شعار مؤسسة فنية غنائية، لكن حين تلمس النجاح سيكون من الصعب عليهم تجاهله». من جانبه، تفاءل المنشد الشاب أسامة السلمان بتعاون روتانا مع المنشدين، واعتبرها «خطوة جريئة ومثيرة» وتفاءل خيراً بها، وتوقع أن الجمهور المحافظ «ربما يتقبل هذه الخطوة بارتياب، إلا إذا رأوا جديتها». وتساءل ما المانع لو وزعت شركة روتانا أشرطة المنشدين في المحال الغنائية أو أعلنت عن شريط غنائي وآخر إنشادي في إعلان واحد؟ مؤكداً أنه سيوافق إذا كان هذا الأمر للتسويق فقط.