رصد جميل العميري أبو مصعب المسؤول عن مجموعة "فرح جدة" الترفيهية ومقدم البرامج التليفزيونية مجموعة من المعايير التي تميز المنشد الموهوب عن غيره داعيًا القائمين على القنوات الفضائية الاهتمام بشباب الإنشاد الحقيقي ورعايتهم حتى لا تضل الأصوات الواعدة طريقها إلى مجالات أخرى بعيدة عن الإنشاد والذي بحاجة فعلاً إلى مواهب متمرسة ترضى الجمهور العريض لذلك الفن الرفيع. "الرسالة " التقته وطرحت عليه عدة تساؤلات صريحة جدًا حول مدى رضاه كقائد لفرقة إنشادية متميزة عن واقع الإنشاد الحالي، ورؤيته لمستقبل هذا الفن، ومن هم أقوى منشدين على الساحة من وجهة نظره ولماذا أصبح بعض النقاد يصفون الإنشاد بأنه "مجرد تقليد" للغناء.. وتساؤلات أخرى.. فإلي الحوار. *بحكم تخصصك في المجال الإعلامي.. والمشرف على فرقة إنشادية.. كيف ترى واقع الإنشاد حاليًا؟ أرى حال الإنشاد في تقدم مع كثرة المنشدين والملحنين ومهندسي الصوت والشعراء وهناك اتجاه في الوقت الحالي إلى الكلمات الإنشادية ومع دخول التطور في التكنولوجيا الحديثة أصبح المنشد باستطاعته أن يرسل أناشيده إلى المهندس للصوت وهو في دولة أخرى فيخرجه له في أحسن صورة دون عناء السفر الذي كان يرهقهم في الماضي. مبدع.. موهوب * وكيف نستطيع الحكم على شخص ما بأنه مبدع وموهوب في المجال الإنشادي؟ يتم الحكم على المنشد بإبداعه من خلال حسن الصوت، والإلمام بالمقامات، والقدرة على توظيف الأناشيد حسب المناسبة، وكثرة الحفظ للأناشيد وتجديدها والإلمام بالتراث الشعبي، وتفاعله مع الحضور وجرأته وقوة تأثيره وهذا ما يميز المنشد الجاد عن غيره. * وما هي اقتراحاتك للإنشاد في المستقبل القريب والتي تحب أن توصلها لوسائل الإعلام؟ هناك بعض المسابقات الإنشادية والتي تساهم في تعريف الجماهير بالفرق الإنشادية ورجالها وقد استقطبت بعض القنوات أبرز المنشدين في بلدنا الحبيبة وأنا على المستوى الإعلامي ساهمت في التعريف بهم عربيًا وعليه اقترح أن تكون هناك مسابقات محلية تقام على مستوى المملكة لإبراز هذا الفن الجميل والمتأصل أساسًا بالجزيرة العربية. رسالة مهمة وما هي الرسالة للقائمين أو المؤثرين في الساحة الإنشادية ؟ هناك رسالة مهمة أقدمها لأصحاب القنوات الفضائية المحافظة بأن تأخذ بيد الفرق الإنشادية وتساعدهم وتنشر إنشادهم وتعرفهم بالجمهور.. واقترح فتح أكثر من قناة متخصصة في تسجيل حفلات الأفراح فقط لتعرف الناس بأن الإنشاد الآن أصبح مطلوبًا في كل المدن وعلى مستوى المجتمعات.. ثم أوجه رسالة للقائمين على شأن الثقافة والفنون بفتح قسم خاص للإنشاد تضم المنشدين الجدد والراغبين في الدخول بهذا المجال وتطور أدائهم، وتصقل مواهبهم عبر دورات تدريبية في فن المقامات ولو كان بملغ رمزي. أقول: نعم *"بكل صراحة" هل أنت راض عن واقع الإنشاد الحالي؟ مع كثرة المنشدين وتنوعهم في الطرح الفني للنشيد.. أقول "نعم" أنا راض عن الأداء الإنشادي ..والآن رأينا شباب ومنشدين صاعدين شقوا الطريق إلى النجومية وخاضوا المنافسات الدولية في الإنشاد فوصل الإنشاد إلى بقاع المعمورة.. وعلى سبيل المثال لا الحصر المنشد الكبير مشاري العفاسي الذي انتشرت أعماله في أمريكا ودول أخرى وله كليبات إنشادية غاية في الجمال والإبداع. * ومن هم أقوى منشدين على مستوى الساحة من وجهة نظركم ؟ولماذا؟ المنشدون كثر ومتنوعون كما ذكرت في الطرح ولكن يعجبني المنشد الذي يتمسك بلونه الخاص وما يصاحبه من إيقاعات ومؤثرات ويحرص على طرح الشيء الجديد، بالإضافة إلى المحسنات والإيقاعات وغيرها ومن أهمهم العفاسي وسمير البشيري.
مجرد تقليد *وما الذي تراه عيبًا على الساحة الإنشادية وترجو تغييره في المستقبل القريب؟ قالها ضاحكا: "والله أخشى أن يقلبوه لأغاني بصراحة، زادت حكاية المؤثرات والإيقاعات عن الحد المعقول.. وأرجو التخفيف من ذلك حتى لايفقد النشيد خواصه الفنية. * البعض أصبح يصف الإنشاد بأنه "مجرد تقليد" للغناء.. فهل تعتقد أن هذا الكلام صحيحًا؟ نعم وبكل صراحة هناك بعض الحالات خلطت بين الأغنية والنشيد لأنهم مثل ما ذكرت أكثروا من المؤثرات والآن أدخلوا الموسيقى فأطلق على الأغنية نشيدا.. والله المستعان. مشكلة كبيرة * بعض الجدد في ساحة الإنشاد يدع بأنه منشد.. ثم عند شهرته يتحول للغناء.. فما هي الطريقة المثلى في التعامل مع هؤلاء ؟ هذا التحول من مجال الإنشاد إلى الأغنية مشكلة "كبيرة" فربما يكون المنشد بعيدًا عن كلام الله والمصحف، وربما أصابه غرور فتحول إلى أغان غير مباحة شرعًا فنسأل الله الثبات لنا، لكن يجب على إخوتنا المنشدين الثبات وأوصيهم بأن يضعوا الله أمام أعينهم فالشهرة زائلة في يوم من الأيام. الطباع الجميل *أخيرًا.. كيف ترى الآثار الاجتماعية الإيجابية لفرق الأفراح في حفلات الزواج ؟ آثار الفرق الإنشادية في الأفراح ومن باب خبرة 9 سنوات أنها تعطي طابعًا جميلاً لحفل الزفاف أو المناسبة السعيدة بشكل عام.. ويكفي بأن أسرة تنشأ على عدم دخول معصية لله من أغاني ومزامير وموسيقى وغيرها.. والفرق الإنشادية أثبتت وجودها في الساحة وأصبحت مطلوبة، وعلى سبيل المثال أذكر أن هناك بعض أقارب العريس في الحفلات يدفع مبلغًا من جيبه الخاص لإحياء الفرح بفرقة إنشادية بدلاً أن يحييها بفرق غنائية فيها معصية وهذا يدل على أن هناك نسبة كبيرة من الناس تحب الخير ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.