أكد متخصصون في مجال الصرافة في مكةالمكرمة أن سوق الصرافة بدأت تخرج من حال الركود التي ضربتها بعد انتهاء موسم العمرة ومغادرة المعتمرين إلى بلادهم، وقدروا معدل نمو تبديل العملات خلال الأيام الجارية مع وصول أكثر من 200 ألف حاج بأكثر من 35 في المئة، غير أنهم توقعوا أن تتراجع قيمة عمليات تبديل العملات خلال موسم حج هذا العام بنسبة 40 في المئة مقارنة بمواسم الحج الماضية، وذلك لتقليص عدد الحجاج جراء التوسعة التي تتم في الحرم الشريف. واعتبر عاملون في القطاع أن سوق الصرافة تشهد هذه الأيام أهم مواسمها، إذ أكدت تقديرات أولية أن حجم سوق الصرافة يراوح بين 15 و20 مليون ريال يومياً في مكةالمكرمة فقط، وفقاً لتقديرات موسم الحج الماضي. وأوضح الخبير في أسواق الصرافة محمد عباس، في حديثه إلى"الحياة"أن نشاط تبديل العملات بدأ يشهد نمواً كبيراً مع بدء توافد الحجاج ووصول أكثر من 200 ألف حاج حتى الآن لأداء الفريضة، موضحاً أن مكةالمكرمة ستشهد خلال أيام الحج أداء جيداً لسوق الصرافة، لافتاً إلى أن الدولار الأميركي يعد من العملات التي يتعامل بها أصحاب المحال التجارية في مكة، ولكن ليس في شكل كبير. وأضاف عباس:"يعد الدولار العملة الأكثر عرضاً للتبديل لأن الكثير من الحجاج يأتون به من بلدانهم، في حين يعد الريال الإيراني والجنيه المصري من أكثر العملات تبديلاً". وأكد أنه على رغم النمو في عمليات تبديل العملات، فإن هناك انخفاضاً في كمية العملات التي يتم تبديلها نتيجة الأوضاع السياسية في عدد من البلدان المجاورة، ومن المتوقع ألا يكون هناك حضور كبير لبعض العملات كما كان في السابق وبخاصة الليرة السورية. من جهته، قال العامل في سوق الصرافة بمكة علي الزهراني إن التنظيم الجديد الذي أقرته مؤسسة النقد العربي السعودي ساما أتاح كثيراً من الفرص للراغبين في دخول سوق الصرافة ولكن وفق منظومة متكاملة تكفل لهذه السوق تنظيماً يمنع نشوء كثير من السلبيات التي كانت تظهر من قبل، خصوصاً المتلاعبين في أسعار الصرف من المتعاملين غير الرسميين الذين كانوا يترقبون الفرصة في السابق وينشئون سوقاً سوداء لتبديل العملات بفروقات كبيرة تضر بالحجاج الذين يقومون بتبديل العملات، سواء من السعوديين أم القادمين من خارج المملكة. وكانت مؤسسة النقد طبقت خلال الفترة الماضية تنظيماً أسهم في ضبط السوق وقلص عدد من يمارسون ذلك النشاط، إذ كان يوجد في السابق نحو 33 محل صرافة، نصفها تزاول المهنة من دون ترخيص، لكن بعد التنظيم انحصر الأمر في 11 محل صرافة، فيما يرجح عاملون في القطاع التصريح لثلاثة محال خلال الفترة المقبلة. وتشترط السلطات النقدية - وفقاً للتنظيمات الجديدة التي استهدفت ضبط عمل السوق وآليات الرقابة عليها - ألا يقل رأسمال أي منها عن مليوني ريال. وتقدم محال ومكاتب الصرافة خدماتها لضيوف الرحمن، وغالبية تعاملها مع الحجاج المصريين ومن دول آسيوية ومن تركيا، إضافة إلى العديد من الدول الأخرى التي يفد حجاجها لأداء الحج.