قدّر شيخ طائفة الصرافين في مكةالمكرمة عادل ملطاني حجم الأموال المتداولة في الصرافات خلال موسم حج العام الحالي بما يتراوح بين 30 و 35 مليون ريال، بانخفاض بنسبة 40 في المئة مقارنة بموسم الحج الماضي، وأرجع هذا الانخفاض الكبير إلى نقص السيولة لدى الحجاج، بسبب آثار الأزمة المالية العالمية على بلدانهم. وطالب الملطاني في تصريحات إلى"الحياة"بضرورة تفعيل الجهاز الرقابي لمؤسسة النقد السعودي لمكافحة محال الصرافة الوهمية وغير الرسمية في العاصمة المقدسة، مشيراً إلى أن"محال الصرافة أصبحت أكثر من محال الخردوات، وكل من لديه رأسمال يستخرج تصريحاً لمزاولة أي نشاط تجاري من أقرب فرع للبلدية ثم يحول محله إلى صراف ليتاجر في الأموال من دون تصريح، ما يكبّد المستثمرين في قطاع الصرافة خسائر جمة". وأشار إلى أن قرابة 40 محلاً للصرافة تعمل في العاصمة المقدسة من دون تصاريح من"ساما"، في حين يمكن حصر المحال المصرّح لها من المؤسسة التي تزاول نشاطها بصورة شرعية على أصابع اليد الواحدة. وذكر أن الدولار الأميركي واليورو الأوروبي يأتيان في مقدم العملات التي يحملها حجاج بيت الله الحرام، موضحاً أن الكثير من الحجاج يحرصون على استبدال عملات بلدانهم قبيل قدومهم إلى الأراضي السعودية بعملات أجنبية قوية، رغبة منهم في الظفر بأكبر قدر من الريالات السعودية عند صرفهم تلك العملات في مكةالمكرمة. وأعرب الملطاني عن استيائه من ممارسات بعض سماسرة العملات الذين يجوبون الطرقات موهمين الحجاج المتجمهرين حول محال الصرافة الرسمية بأن أسعارهم أقل من سعر الصرف، مستغلين جهل فئة كبرى من الحجاج بأسعار الصرف، إذ يقومون بالصرف بمبالغ لا تلتزم بالسعر الحقيقي، ويجنون أرباحاً فلكية بشكل غير شرعي، ما يسيئ إلى سمعة الوطن. من ناحيته، حذّر الخبير الاقتصادي الدكتور علي دقاق من أن الإقبال الكبير على الصرافات غير المرخصة والتي لا تخضع لرقابة نظامية يشكل خطراً، لاحتمال بيعها عملات مزيفة. أما في ما يخص المتلاعبين في الأسعار، فأوضح دقاق أن المسألة لا تعدو كونها تصرفات فردية تقوم بها قلة من ضعاف النفوس، ممن يستغلون الزحام والتكتلات البشرية لجني الأموال بأية وسيلة، واستبعد استمرارها وتكاثرها بسبب زيادة الوعي لدى الناس في الفترة الحالية ومعرفة جلهم بأسعار الصرف العالمية الحقيقية. وكانت"ساما"طالبت في وقت سابق بضرورة أخذ الحيطة والحذر من محاولة بعض ضعاف النفوس والمغرر بهم إدخال وتصريف عملات مزيفة إلى السوق السعودية، نظراً إلى قيام العصابات الدولية باستغلال المواسم الدينية لتسريب العملات المزيفة للداخل مع بعض الحجاج، الذين يجهل معظمهم مواصفات العملات الحقيقية ويقعون ضحايا لهذه العصابات. وكانت عدد كبير من الصرافين"غير النظاميين"طالبوا مؤسسة النقد السعودي بضرورة فتح المجال لإصدار تراخيص جديدة في مهنة الصرافة، إذ تقتضي الحاجة في الوقت الحالي توسع هذا النشاط لمواجهة الطلب الكبير على محال الصرافة في ظل تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين في كل عام. وكشف محمد عباسي موظف في إحدى محال الصرافة عن وجود ضغط كبير على محال الصرافة في المنطقة المركزية للحرم، موضحاً أن المحال القائمة حالياً لا تستطيع أن تواجه الضغط الكبير من الحجاج والمعتمرين والإقبال على تبديل العملات. وطالب بفتح فروع لمحال الصرافة التي حصلت منذ فترة ماضية على تراخيص من مؤسسة النقد.