خرج أعرابي ذات يوم، يسير على غير هدى في الصحراء، وهو يشعر بالحزن الشديد، بعد أن مل الوعيد، فلا مال يغنيه، ولا يبدو شيئاً في الأفق سيأتيه، وفيما هو يسير، تعثر بقطعة حديدية، فنهض على الفور والتقطها، وهنا كانت المفاجأة، أنه"مصباح علاء الدين". فرك الأعرابي عينيه بقوة غير مصدق، ثم استوعب على الفور أنه يجب أن يفرك المصباح لا عينيه، فأخذ يمسحه من كل جهة بحركات هستيرية إلى أن خرج المارد، ارتبك الأعرابي قليلاً ثم سأله، مالي أراك قد هرمت، فوالله ما عهدتك أشيباً، ضحك المارد ضحكة اهتزت لها الصحراء، ثم بكى وعاد، وقال: لم أعد أملك حيوية الشباب، والشيب قد ضرب في رأسي أطناباً، وأصبحت عاطلاً عن العمل، ما أصابني بالملل. استغرب الأعرابي كثيراً وسأله متعجباً، أليس لديكم حافز؟ فأجابه، وقد بدا عليه الضيق،"اخلص الله يهديك"وقل حاجتك أقضها لك، فعاجله بالقول، حسناً أريد أن تأتيني بأموال الكون جميعها، فتعجب المارد، وقال: يا إلهي، هل هناك من لديه مثل هذا الفكر في القرن الواحد والعشرين؟ فلتطلب أمراً معقولاً يافتى، فكّر الأعرابي، ثم قال: حسناً سأكتفي بمقعد على الخطوط السعودية من الدمام إلى الرياض، بُهت المارد، وقال على الفور: أتريد الأموال بالريال أم بالدولار؟ [email protected]