يُحكى أن حكيماً مرّ بأعرابي وهو يئن أنين المرضى ويبكي بكاء العجوز التي فقدت زوجها «فصعب عليه» وسأله: ما ألمّ بك ولأي شيء تبكي يا رجل؟ فالتفت إليه الأعرابي مذعوراً وقال والله إني لم أعد اعرف يميني من يساري، فقال له الحكيم بأي يد تأكل، فقال بيميني ثكلتك أمك، فقال الحكيم إذاً يسارك هو باتجاه اليد التي لا تأكل بها. نظر إليه الأعرابي مستنكراً وأخذ يبكي بحرقة، فأنكر عليه الحكيم ذلك، وقال ما بالك؟ مشكلتك وقمنا بحلها، فاعتدل الأعرابي في جلسته وقال مخاطباً الحكيم: مشكلتي أن قومي اتفاقهم اختلاف، وهم لأجل ذلك جماعات وأحلاف، يعبثون بالفكر بحثاً عن الأجر، قال الحكيم، أفصح يا فتى. استرسل الأعرابي في حديثه وقال: خرج علينا فريق يريد بالرائي تجسيد الصحابة، وعندما سئلوا قالوا تلك مهابة، فأطرق الحكيم برهة ثم قال، وما يزعجك في ذلك، فأجابه، إني لأعجب فلا أعرف أي فريق أصوب، فهم كانوا يحرمون الرائي واليوم يشجعون المرائي، فقال الحكيم حسناً هل تريد القصاص أملاً في الخلاص، فقال إي والله أيها الحكيم، فصمت الحكيم برهة وهو يمسك بلحيته الشعثاء ثم قال: يا غلام طالما أنهم لا يرون بأساً بغلمان تجسد الصحابة، عليك بالمرأة كما يفعلون، اقحمها واسألهم هل يوافقون على قيام نصرانيات بتجسيد دور الصحابيات...! [email protected]