«ما أكثر الفنانين حين تعدهم لكنهم في الأعمال الجيدة قليل»، وفي شهر الخيرات، رمضان، تكثر الأعمال الفنية ويتبارى مخرجوها ومنتجوها، ويستعد الصائم لوجبة دسمة من الأعمال الفنية فيفاجأ في نهاية المطاف بأعمال هابطة لا تخرج عن التهريج، يتضح من خلالها أن المقياس دائماً لا رضا المشاهد وتعزيز ثقافته أو على الأقل الترفيه عنه، بل هو الرقص على أعتاب بوابة إثارة الجدل للحصول على أعلى نسبة مشاهدة. وبطبيعة الحال لا بأس من أي عمل أن يكون تجارياً صرفاً، لكن لا يمنع هذا التجاري أن يكون هادفاً وأن يتم تقديمه وفق قالب مقبول اجتماعياً يحقق أهدافه من الجوانب كافة، لكن طالما كان الأداء بهذا السوء فهو يؤكد لنا أننا نعيش أزمة كتاب ومؤلفين يحسنون قراءة المجتمع وثقافته وحاجاته، في المقابل نجد أنه، على رغم الانتقادات التي كانت توجه له، والدعاء على أبطاله في الجوامع والمساجد، إلا أنه لم يتمكن أي عمل فني من احتلال المكان الذي خلفه «طاش ما طاش» الذي افتقده رمضان هذا العام، وبدا واضحاً أن هذا العمل الفني، على رغم ما أصابه من ترهل اتضح عليه خلال السنوات الأخيرة، إلا أن ذلك لا يمنع أن الأعمال التهريجية التي شاهدناها لم ترتق حتى لحال الترهل التي أشرنا إليها، بل على العكس ترك فراغاً كبيراً لم تتمكن الأعمال الأخرى من احتلاله، وشاهدنا بعض تلك الأعمال تستجدي ابتسامة المشاهد، ما دعانا للشعور بالشفقة على طواقمها عطفاً على ما يبذلونه من كوميديا مفتعلة أو ابتسامة مصطنعة تصب في مجملها على السخرية من برامج وأشخاص ولهجات لدول أو أفراد في واحدة من أرخص أنواع الكوميديا. أما أعمال المساء والسهرة فتلك «قصة ورواية» لما تضمنته من سقطات أيقظت «إعرابينا» من نومه لأنها لا تتناسب مع حجم ما تم الترويج له من استعدادات ومبالغ لإنجاحه، جعلته يخرج متقزماً لما صاحبه من خيبة أمل بعد الخيبات المتتالية، قلنا وماذا يقول الأعرابي؟ هلا قصصت علينا شيئاً من حديثه؟ فقال يحكى أن أعراباً سكتوا دهراً ونطقوا كفراً، فبعد أكثر من 20 عاماً على غزو أصابهم وبعد أن راح من راح وأتى من أتى، خرج علينا عمل فني هزيل ليقص رواية «مسيلة للدموع» دليلها «الكب كيك». قلنا وما «الكب كيك» يا مولانا، فقال، هو عمل «إرهابي» لا يتقنه إلا السعوديات، فاستغربنا كثيراً وقلنا إن احتجاجات طالت المسلسل لأنه لم يذكر الدور السعودي الذي لولاه لما عادت الكويت لأهلها، فكشر عن أنيابه وقال، ويحكم ألا يكفيكم «الكب كيك» فهو سعودي بامتياز! قلنا على مضض حسناً وماذا لديك أيضاً، فقال الأعمال الفنية التي سعت إلى تجسيد حقب زمنية قديمة كانت مخيبة للآمال، ففي مسلسل عمر هناك سيارة أبو سفيان تقف على قارعة الطريق «منذ مبطي» ولم يسعفه أحد، قلنا لعلها بحاجة «لاشتراك»، فضحك ويقال إن ضحكته وصلت إلى أطراف الكوفة، ويُروى أن أعرابياً أيام الجاهلية سمع عن الأجهزة اللوحية، فذهب لاقتناء إحداها فسأله البائع، هل تريد «ثري جي» أم «واي فاي»، فأجابه «واي فاي» أو طارق وهيونه، ويقال إن الأعرابي إلى الآن في المستشفى. [email protected] Saud_alrayes@