كثيرون ممن التقيت بهم من منسوبي الوسط الرياضي في مناسبات عامة عدة أو في حوارات جانبية، يحدثونني عن قلة وندرة الكفاءات السعودية الرياضية، وهو حديث بات الوسط الرياضي كافة يردده، حتى غدا أمراً واقعاً ومحسوماً، وهذا حكم قاسٍ ومتجنٍ وغير صحيح. ولعل هذا الرأي ومن يتبناه، هو الذي أسهم وصنع هذا التراجع الذي تعيشه كرة القدم السعودية على مستوى منتخباتها، أو كان على مستوى الأندية في مشاركاتها الخارجية، أو حتى تأثيره على الدوري العام الخاص بالأندية الممتازة، لنعترف أننا لا نريد أن نبحث عن الكفاءات، ولو أردنا ذلك، وكانت لدينا الرغبة الصادقة لوجدنا كل ما نبحث عنه في الوزارات والشركات والجامعات والمؤسسات العلمية الكبرى، وسنجد من يحملون التخصصات العلمية والإدارية والتربوية العليا. إنني أستغرب كثيراً أن يقال إننا بلد تغطي الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة كل مساحاته، ليس به كفاءات في مجال الرياضة، بينما نجد أن هناك وزارات وشركات وقطاعات أخرى في الدولة لديها من الكفاءات الوطنية المتخصصة والمؤهلة ما يفوق حاجتها!، أليس ذلك مثالاً قريباً منا؟، ولو سألنا أنفسنا كيف استطاعت هذه الجهات في الدولة ولم أقل القطاع الخاص أن يكون لديها هذه الكفاءات المؤهلة، لتوصلنا بالتالي إلى الإجابة التي ظلت غائبة عن المؤسسة الرياضية اتحاد كرة وأندية واتحادات عقوداً من الزمن...!، إذا أردتم، فعليكم أن تلقوا نظرة على أسماء بعض من يعملون في المؤسسة الرياضية مع التقدير لجهودهم ، وألقوا نظرة أخرى على قائمة أسماء بعض أعضاء مجالس الإدارة في بعض الأندية الكبيرة، وقارنوها بقائمة مجلس إدارة نادي الهلال...!، من هنا يتفوق الهلال ويتراجع البقية، لأن الهلاليين بحثوا فوجدوا، ثم منحوا الذين انضموا لهم كامل الثقة والصلاحيات، فنجحوا وتفوق الهلال، وهذا الأمر لم يفعله الآخرون، فاستمروا خلف الهلال، وقد يستمرون طويلاً ولن يلحقوا به. لكنني أشيد هنا بخطوة اتحاد كرة القدم، الذي يؤكد مع رئيسه الجديد الشاب الأمير نواف بن فيصل بن فهد، رغبة واضحة في التطوير واستقطاب الكفاءات المؤهلة علمياً وإدارياً، عندما فاجئنا باختياره لعضو مجلس إدارة نادي الاتفاق، زميلنا الكاتب الرياضي بهذه الصحيفة"الحياة"، محمد المسحل رئيساً لشؤون المنتخبات السعودية، وهذا في رأيي نجاح كبير يسجل لاتحاد الكرة، فقد بدأ أولى الخطوات في البحث عن أصحاب الخبرات العملية، والمؤهلات العلمية، وهو توجه جديد أخذ اتحاد كرة القدم في العمل به، وهذا ما سيساعد على تحقيق الأهداف والطموحات التي ينتظرها الشارع الرياضي السعودي في المقبل من المشاركات. لكننا لا يمكن أن نغفل أو نتجاهل من كان سبباً بعد الله في وصول الزميل محمد المسحل إلى هذا المنصب الهام والحساس، وأول هؤلاء هو نادي الاتفاق الذي لولاه لما ارتبط اسم المسحل بالرياضة إدارياً، ثم يأتي دور صحيفة"الحياة"التي اكتشفت موهبة الكتابة والفكر الرياضي لدى هذا الشاب المدعوم بالخبرات العملية، فمنحته فرصة الظهور كاتباً أسبوعياً، ثم سهلت له الطريق للوصول لاتحاد كرة القدم، فشكراً للاتفاق، النادي الذي يأتي بعد الهلال من حيث اختياره للأسماء المؤهلة إدارياً وعلمياً، وشكراً ل"الحياة"، وقسمها الرياضي ممثلاً في نائب رئيس التحرير المساعد الزميل طلال آل الشيخ، ورئيس القسم الزميل منصور الجبرتي، فقد قدما لاتحاد الكرة اسماً مؤهلاً، وكفاءة إدارية شابة تحمل الكثير من الأفكار الجديدة. [email protected]