السعوديون في آسيا.. لم ينجح أحد!!

اليوم تفتح ملف غياب الكفاءات السعودية الرياضية قاريا وعالميا

بين الفينة والأخرى تتجدد الأسئلة الحائرة عن ضعف ممثلي اتحاد القدم السعودي قاريا ودوليا، ومع كل قضية تخص الرياضة السعودية تتكرر التساؤلات وتعود للواجهة من جديد، أسئلة تترى يقابلها صمت مطبق من قبل من يعنيه الأمر في اتحاد القدم.
«اليوم» -وعبر قضية الأسبوع- تحاصر عددا من الخبراء حول ضعف ممثلي اتحاد القدم قاريا مقارنة ببعض الدول المنطوية تحت لواء الاتحاد الآسيوي، فإلى ثنايا القضية:
سلطان المهوس
المهوس: شلة الرئيس والمصلحجية اغتالوا أحلامنا!!
أكد الإعلامي والناقد الرياضي سلطان المهوس أن الأسماء موجودة لكن البيئة الحقيقية للتواجد الفعال غير موجودة خاصة في السنوات الأخيرة، حيث تم إهمال المصلحة العامة واتخاذ مسار المصالح الشخصية للتمثيل الخارجي الذي أصبح بمثابة العطايا للناخبين وشلة الرئيس دون أي اعتبار لمصلحة العمل.
وأضاف: «لا بد أن نعي أن التمثيل الدولي مسؤولية، حيث يعتبر ممثل البلاد سفيرا رياضياً بعطائه وتأثيره وعلاقاته في أي موقع كان، وما نراه اليوم هو الحرص على المكتسبات الشخصية بعيدا عن إيجابية التمثيل، بدليل أنه لا اجتماعات دورية لممثلينا ولا إدارة خاصة بهم ولا ميزانية ولا أي شيء، وهذا الأمر كارثي جدا وعلينا ألا نتباكى على ضعف تأثيرنا الخارجي؛ لأننا ننطلق من واقع ضعيف وكئيب وغير منظم».
وطالب المهوس بسرعة إنشاء إدارة خاصة للتمثيل الدولي، يكون مرجعها المباشر رئيس اللجنة الأولمبية، ويكون لها أمين عام يتابع ويسهل العمل والمتطلبات ويناقش الصعوبات، بالإضافة لمحاسبة المقصر وعدم ترك الترشيحات للمصالح الشخصية والأهواء التي مللنا منها.
وكشف المهوس عن أن «من يترحمون على الغالي الكبير عبدالله الدبل يجب أن يعرفوا أنه قضى عشرين عاما يرسم العلاقات مدعوما من الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- والأمير سلطان بن فهد، واليوم نحن لا نتحمل وجود أي شخصية تتابع التمثيل الدولي؛ لأن التفكير العقيم ذبح أهدافنا واغتال (ألف باء) العلاقات الدولية».
واستغرب المهوس من وجود أكثر من ممثل سعودي يصل للعدد «11» في لجان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم دون أن يجتمعوا ولو لمرة واحدة لمناقشة خططهم بل لم يجتمع اتحاد الكرة معهم بل الطامة أن بعضهم لا يعرف البعض!! واختتم المهوس حديثه بقوله: «علينا أن نقرأ واقعنا بكل شفافية؛ لأن العالم يتحرك بسرعة والعلاقات الدولية التي تتسم بالقوة تجعل من حراكنا أقوى وأسرع وأضمن للنجاح، وإذا ظللنا على واقعنا الحالي فعلينا ألا نلوم سوى أنفسنا؛ لأننا فاشلون بأبجديات العلاقات الدولية، ولولا قوة ودافعية تركي آل الشيخ حاليا لوجدتنا ضمن أضعف الدول تصنيفا بمسار العلاقات الدولية».
عدنان المعيبد
المعيبد: كثرة التغيير غير منطقية
وأشار عدنان المعيبد عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق أنه من الضروري استمرار الأعضاء المنتخبين في مواقعهم في لجان الاتحادات القارية والدولية ما داموا يملكون الخبرة والكفاءة اللازمة للعمل في الاتحاد القاري، وعدم تغيير هؤلاء الأعضاء لمجرد انتخاب اتحاد جديد؛ لأنه بكل بساطة العضو يمثل الاتحاد الأهلي ولا يمثل نفسه، وبالتالي التغيير المستمر للأعضاء يضعف الأعضاء الجدد ولا يتيسر لهم التأثير المباشر في قرارات اللجان. وتم انتخاب 10 أعضاء في الاتحاد السابق عام 2015، ونفاجأ بأن الاتحاد الجديد قام بتغييرهم جميعا وبالتالي نبدأ من الصفر، والتواجد المستمر في اللجان يعطي العضو والاتحاد القدرة على فهم أسلوب العمل وخلق علاقات ممتازة مع الاتحادات الأخرى من خلال أعضائهم وممثليهم، وبالتالي القدرة على المناورة وإيجاد مجموعة ضغط داخل لجان الاتحاد ودعم مواضيع معينة مقابل الدعم في مواضيع نحتاجها، وكل هذا لا يتحقق بدون استمرار الأعضاء لأكثر من فترة انتخابية.
وأضاف: يجب أن يكون الاختيار وفق معايير مهمة، أولها الكفاءة والخبرة والشخصية القيادية والنجاح في الاتحاد الأهلي قبل الترشح للاتحادات الأخرى.
وقال: يجب الانفتاح على اتحادات الدول الأخرى، سواء داخل القارة أو خارجها والدخول في شراكات عمل واضحة مع المجموعات الانتخابية في الاتحادات القارية مثل اتحاد أوقيانوسيا واتحاد شرق قارة آسيا، وخصوصا الدول الناشئة في مجال كرة القدم والمجموعة الأفريقية، فهذه الكيانات تشكل أكثر من نصف أعضاء الجمعية العمومية سواء للاتحاد الآسيوي أو الفيفا. ونحتاج حملة علاقات عامة كبيرة ومؤثرة وعرض برامجنا ورؤيتنا لهذه الاتحادات، وأن يكون لنا أكثر من صوت عبر إيجاد مجموعة عمل من أكثر من اتحاد، وبالتالي يمكن لنا التأثير في عمل الاتحادات سواء القارية أو الفيفا.
محمد السراح
السراح: تهميش الخبراء السبب!!
اعتبر محمد السراح رئيس نادي التعاون وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم السابق أن هذا الأمر يعود إلى كثرة التغيير الذي يطرأ على المناصب القيادية من حين لآخر، وتصنيف الكوادر الإدارية وتحديد ولائها وانتمائها كعنصر أساسي في عملية الاختيار لهذه المناصب وتهميش الخبرات الرياضية والاعتماد على القفز دون أن يكون لديها تجارب ناجحة داخلياً، ولا يوجد لدى اتحاد كرة القدم والهيئة قاعدة بيانات تعتمد عليها في اختيار القيادات الرياضية التي تمثل الوطن قارياً وعالمياً.
وأضاف: هناك حلول يجب العمل بها، وهي إقامة مجالس رياضية في كل منطقة عبارة عن 10 أشخاص ممن يحملون المؤهلات العلمية والتجارب العملية سواء في الأندية أو الاتحاد السعودي لكرة القدم، ودعم كل من ينجح داخلياً وترشيحه بشكل تدريجي لمهام رياضية في الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ حتى يكتسب الثقة ويكون مؤهلا لتمثيل الوطن في الاتحادات القارية والدولي «فيفا».
أحمد الشمراني
الشمراني: في عهد آل الشيخ تم تطهير الفساد الآسيوي
عبر الإعلامي القدير والناقد الرياضي أحمد الشمراني أنه لا بد من الاعتراف أن الاختيار لم يكن موفقا مع احترامي لكل من مثلونا في هذا الاتحاد، إلا أن هذا ليس سببا وحيدا، ففي الاتحاد الآسيوي تحديدا زرع الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي محمد بن همام دائرة من الفساد لا يمكن أن تتم حلحلتها بسهولة، وإن كنت هذه المرة متفائلا جدا في ظل وجود المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة بهدم إمبراطورية الفساد التي بناها ابن همام، والذي وجه عدة رسائل لهذا الاتحاد أشبه بما تكون إنذارا شديد اللهجة، كشف من خلاله أن زمن التساهل والمجاملات لهذا الاتحاد انتهى إلى غير رجعة، وهذه أولى خطوات التصحيح، مع إيماني أن الشيخ سلمان بن خليفة الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي يحاول إلى حد ما اجتثاث هذا الفساد، لكن المشكلة أنه منتشر في مفاصل الاتحاد، ويحتاج إلى «سلخ جلد»، وهذا لن يأتي في يوم وليلة، لا سيما أن الشيخ أحمد الفهد دخل اللعبة من خلال فرض وصاية على الاتحاد الحالي كشف خيوطها معالي المستشار تركي آل الشيخ، ويعمل مع الشرفاء على بتر كل عضو أو وصي على هذا الاتحاد.
عبدالكريم الجاسر
الجاسر: غياب الدعم والكفاءة وراء الضعف!!
أكد الإعلامي عبدالكريم الجاسر أن التمثيل الخارجي للرياضة السعودية إدارياً على الصعيد القيادي يكاد يكون في أضعف حالاته على مدى مرحلة تصل لعشرين عاماً متواصلة، ونحن نفتقد للأسف أولاً للتأثير الدولي كاتحاد سعودي، وثانياً للتأثير داخل المنظمات واللجان القارية؛ وهذا يعود لعدم وجود قيادات ناجحة محلياً يمكن لها أن تنتقل للتأثير الخارجي، فنحن نكاد لا نستطيع صناعة الرجل القيادي؛ نظراً لسوء الاختيار لمن يعمل في الاتحادات واللجان ثم عدم وجود الرجل القائد الذي يستطيع دعم الكفاءات القادرة على النجاح وأيضاً منحها الوقت الكافي لاكتساب الخبرة والتجربة وبناء العلاقات اللازمة للنجاح والتأثير قارياً.
وأضاف: إن هناك نقطة تسببت بهذا الضعف، وهي أننا أمضينا فترة طويلة ونحن نعيش حالة من الانغلاق على أنفسنا والاكتفاء بالتنافس والتناحر داخلياً.
أحمد المصيبيح
المصيبيح: تأهيل الكوادر كفيل بحل المعضلة
أشار الإعلامي والناقد الرياضي أحمد المصيبيح أن الأسباب مختلفة في عدم ظهور أسماء سعودية ممثلين لاتحاد كرة القدم السعودية، ومن أهمها عدم الدقة في اختيار الأفضل والأنسب أصحاب الكفاءات الرياضية، وعدم الاستمرارية للأسماء التي يتم اختيارها، وكذلك إبعاد الكفاءات الجديرة بتمثيل الكرة السعودية خارجيا مثل ياسر المسحل، الذي تمنيت أن يدعم حتى يصل لرئاسة الاتحاد الآسيوي؛ لأنه يمتلك كل المقومات التي تساعده على النجاح، إضافة إلى أن معظم ممثلينا لا يجيدون اللغة الإنجليزية، وهذا خطأ جسيم ويعرقل من فعالية حضورهم سواء كان في الاتحاد القاري أو الدولي، كما أتمنى أن تختفي المجاملات والمصالح ودعم الأفضل لمصلحة الوطن وهذا هو الأهم.
وأضاف: لا بد أن نعمل على تأهيل الشباب المتخصص خارجيا، والصبر عليهم للاستفادة من تجربتهم؛ حتى تكون لديهم القدرة على الحضور والإقناع آسيويا ودوليا، وأن لا يكون الاختيار من باب «التكريم»، ومنح الفرص لأسماء تجاوزت العمر المطلوب للتعلم وتطوير القدرات، ولعل مشكلتنا الأزلية أن الترشيح يختلف وتسحب الثقة مع كل تغيير في المنظومة الرياضية.