ارتفعت أسعار تذاكر الطيران للرحلات المغادرة من السعودية، وحجوزات الطيران والفنادق المحلية في المدن المقدسة"مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة"، خلال فترة إجازة نصف العام الدراسي، والتي تبدأ من نهاية الاختبارات في 28 صفر/ 12 شباط فبراير بنسب تراوحت بين 30 في المئة، إلى 40 في المئة، مقارنة بالأسعار خلال النصف الأول من كانون الثاني يناير الجاري، بحسب مسؤولين في شركات طيران وسياحة عاملة في المنطقة. وأوضحوا أن الأسعار ستكون وفق"الموسم المتوسط"حيث يبدأ في الارتفاع من"الموسم المنخفض"مع بداية الإجازة النصفية، ثم سيعود إلى"الموسم المنخفض"، ويستمر إلى إجازة الربيع ليرتفع من جديد إلى"المتوسط"، مؤكدين أن هذا التصنيف تعمل به شركات الطيران والفنادق وفق حجم الحجوزات لديها. وأشار مدير مكتب معالم للسفر والسياحة فوزي محمد إلى أن الوجهات العربية مثل لبنان وسورية ومصر، حظيت بالإقبال الأوفر في الحجوزات، ما دفع بشركات الطيران إلى التخطيط لزيادة الرحلات، خصوصاً أن الحجوزات منذ الآن أصبحت مغلقة بسبب الإقبال، وأضاف أن الوجهات الأكثر إقبالاً في آسيا مثل ماليزيا واندونيسيا والفيليبين لم تشهد الارتفاعات السعرية بسبب بعدها عن المنطقة وقصر فترة الإجازة التي ستكون في حدود 11 يوماً فقط، في الوقت الذي استقرت الأسعار على الرحلات المقبلة إلى المملكة، موضحاً أن هذه الأسعار من المتوقع أن تتغير. وأوضح أن الارتفاع في أسعار تذاكر السفر امتد إلى مختلف الناقلات الجوية بما فيها شركات الطيران المنخفضة التكاليف، اذ اتبعت معظم الشركات سياسة"غلق الرحلات"خلال فترة الإجازة ذهاباً وإياباً، مؤكداً أن بعض العاملين في هذه الشركات يتحدثون عن"تأجيل طرح نسبة من المقاعد لحين اقتراب الموسم للحصول على أفضل سعر، تحسباً للطلب المتوقع خلال فترة الإجازة بما يضمن لهم زيادة في الأرباح. وأشار إلى انه ومنذ أكثر من أسبوعين كانت الحجوزات إلى المدينةالمنورةوجدة والطائف بنسبة 100 في المئة، وأنه من المتوقع أن تقوم شركات الطيران برحالات إضافية خلال أسبوع الإجازة، بسبب الطلب الكبير. وقال إن ارتفاع الأسعار في الإجازات أمر معتاد، كما أن أسعار التذاكر ترتفع على المقاعد المتاحة على الرحلات في فترات السفر الأكثر رواجاً، ويزداد السعر تدريجياً بحسب مستويات الدرجات، وهو ما يحدث في إجازة الصيف وفي الإجازات الموسمية التي تكون مجدولة. وأضاف أن الطلب في هذه الفترة لن يكون بمستوى الطلب في فترة إجازة الصيف الطويلة، خصوصاً أن قصرها يجعل من الأماكن المقدسة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، والأماكن السياحية الداخلية منافساً للخارج في جذب المسافرين، إلا أن الفترة في حد ذاتها تمثل موسم سفر بالنسبة لشركات الطيران والفنادق، وبالتالي فالسعر محكوم بالطلب، والزيادة تتوقف على تاريخ ومكان السفر، وتوقيت الحجز، فالحجوزات المبكرة تكون الزيادة عليها ليست كبيرة وتبدأ الزيادة من 20 في المئة، وترتفع بالتدريج بحسب مستوى الدرجة لتصل إلى 40 في المئة، وربما أكثر في حالات الحجز المتأخر أو الطارئ. من جانبه، قال نائب مدير شركة هانكو للسفر والسياحة محمد العلي:"إن الطلب خلال فترة الإجازة النصفية لن يتطلب إضافة رحلات، بل تتم تغطيته عن طريق وسائل أخرى، مثل تكبير الطرازات على الرحلات الأكثر طلباً، وهي سياسات معتادة في شركات الطيران، ومن النادر أن تقوم شركات الطيران بزيادة كبيرة في عدد الرحلات في مثل هذه الفترة وحتى وإن بلغت نسبة الإشغال عليها نحو 100 في المئة". وأكد أن حجم الطلب على السفر خلال إجازة نصف العام الدراسي أعلى من الفترات العادية، وقياساً على الطلب خلال الشهرين الماضي والجاري، فهناك حركة سفر أعلى اعتباراً من نهاية يناير، إلا أنه من الصعب في هذه الفترة تحديد إن كان أقل أو أكبر من الفترات المماثلة من العام الماضي، والسنوات السابقة، لطبيعة الكثير من المواطنين الذين يقررون السفر في اللحظات الأخيرة. وأوضح أن الطلب الرئيسي الحالي منصب على الدول العربية، مرجعاً قلته على دول شرق آسيا إلى بعدها، والدول الأوروبية إلى قصر أيام الإجازة وظروف السفر إليها خصوصاً خلال شهور الشتاء، والعوائق أمام الحصول على التأشيرات. وقال:"نتوقع أن تكون الرحلات إلى بعض الدول العربية كاملة العدد، وبعض الوجهات السياحية الآسيوية"، مرجحاً أن تكون دبي وجهة رئيسية في سفر السعوديين خصوصاً في الفترة الممتدة على مدى شهر فبراير، بالتزامن مع انطلاق فعاليات مثل مهرجان دبي للتسوق، الذي يدعمه انخفاض كبير في أسعار الفنادق بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها. من جانبه، أوضح سعيد ملا أحد العاملين في وكالة سفر وسياحة، أن المهم للسائح أسعار الفنادق وتذاكر الطيران، وهما بالتحديد أول المتأثرين بأسعار المواسم، مشيراً إلى أن العطلات الرسمية تعتبر من المواسم التي تجدولها شركات الطيران والفنادق، وتقوم برفع الأسعار بحسب حجم الطلب عليها، وكلما اقترب من الموسم ارتفع السعر أكثر. وأضاف أن أسعار السفر إلى الدول الأوروبية لم تتغير، إذ لا تزال تصنف ضمن"الموسم المنخفض"، بل إنه من المتوقع أن تقوم بعض شركات الطيران بتقديم عروض على رحلاتها إلى بعض الدول الأوروبية، بينما رفعت الشركات نفسها أسعار التذاكر إلى دول أخرى يكثر عليها الطلب مثل لبنان ومصر وسورية ودبي، مشيراً إلى أن دول المغرب العربي في هذه الفترة تصنف على أنها دول"موسم منخفض".