توقع خبراء في السياحة والسفر عزوف السعوديين عن السفر إلى مناطق تعودوا على السفر إليها كمصر ولبنان، في مقابل تزايد الطلب على السفر إلى دول ومدن خليجية، كونها الأكثر استقراراً. وأشاروا إلى أن المنطقة الشرقية مرشحة بامتياز لاستقبال غالبية الراغبين في قضاء إجازة داخلية، في ظل الظروف التي تعيشها جدة، بعدما أصابها جراء الأمطار التي تسببت في ما سمي «كارثة جدة الثانية». ورجحوا أن تأخذ مناطق داخلية والرحلات البرية وبعض دول الخليج الحصة الأكبر في كعكة السياحة خلال إجازة الربيع التي تبدأ بعد أيام قليلة، عازين ذلك إلى قربها وتوافر الأمن. ورشح خبراء مدينة دبي لتكون الوجهة السياحية الأولى المتوقعة في هذه الفترة، في ظل الأوضاع المضطربة في كل من بيروتوالقاهرة وتونس، مشيرين إلى أن المنطقة الشرقية والبحرين والكويت تأتي على التوالي بعد دبي كوجهات سياحية مطلوبة. ولفتوا إلى ارتفاع يصل إلى 15 في المئة في أسعار التذاكر والفنادق في هذه المناطق، بينما ستنخفض في مصر ولبنان بسبب المشكلات السياسية والأمنية. وتعتبر مصر ولبنان الوجهتين المفضلتين لدى كثير من السعوديين، الذين اعتادوا على قضاء إجازاتهم خارج السعودية. من جهته، أكد رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية محمد المعجل أن الأمن أساس السياحة الخارجية، متوقعاً انخفاض الحجوزات على مصر ولبنان لما تمر به من مشكلات سياسية وأمنية. وأشار إلى انخفاض يصل إلى 10 في المئة في أسعار الحجوزات في هاتين الدولتين. كما توقع أن تكون هذه الإجازة خليجية بامتياز، «لبعدها عن المشكلات السياسية»، مشيراً إلى أن التوقعات تشير إلى توجه المواطنين إلى الرحلات البرية لجمال الجو وسقوط الأمطار عليها والأجواء الهادئة. ويبدو أن المنطقة الشرقية ستكون من الوجهات السياحية الداخلية الأبرز هذه الإجازة «هناك زيادة في أسعار الحجوزات في الخليج والمناطق السياحية الداخلية تقدر ب15 في المئة. وعما إذا كانت أوروبا ستنال حظاً من السياح السعوديين، استبعد المعجل ذلك «دول أوروبا وشرق آسيا في هذه الفترة لن يكون لها نصيب، لقصر الإجازة و أجوائها الباردة، والسائح في هذا الوقت يبحث عن المناطق الدافئة والأجواء الهادئة». في حين أيدت توقعات رئيس مجموعة الطيار السياحية ناصر الطيار التوجه السياحي للداخل، خصوصاً المنطقة الشرقية وينبع «لجمال الجو وارتفاع درجة الحرارة قليلاً عن مناطق المملكة، وفيما يخص السياحة الخارجية، فتعتبر دبي الوجه الخارجية الأولى لسياح السعوديين، وكذلك بعض دول الخليج». وأكد بدروه أن مصر ولبنان تعتبران الأكثر تأثراً من ناحية العزوف عن السفر إليهما «لما تمران به من ظروف سياسية وأمنية مقلقة، فضلاً عن تعليق رحلات الطيران». وأشار إلى توجه واضح إلى الرحلات البرية في الرياض، متوقعاً أن تقفز أسعار الحجوزات إلى نحو 15 في المئة في دول الخليج ومناطق المملكة. من جانبه، أكد رئيس الفنادق والشقق المفروشة للجنة السياحية بالرياض عبدالرحمن الصانع نظرية الإقبال على دبي «أغلقت الحجوزات على دبي، لاكتمال المقاعد قبل أسبوع، تليها الكويت التي بدا الإقبال عليها واضحاً، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحجوزات». وأشار إلى ارتفاع في أسعار الشقق المفروشة في المناطق السياحية الداخلية «التي يتوقع أن تزدحم بالسياح السعوديين والخليجيين، كالمنطقة الشرقية، مستبعداً أي توجه إلى جدة، بعد الأحداث المأساوية التي وقعت الأسبوع الماضي». وكشف الصانع عن إلغاء جماعي للحجوزات على القاهرة، وتحويلها إلى دبي ودول خليجية، مشيراً إلى أن جدة ستفقد هذه الإجازة كونها الجهة الداخلية الأولى. من ناحيته، أكد مدير شركة العميقان للسياحة والسفر مأمون فريد أن الإقبال على دول الخليج ارتفع بنسبة 150 في المئة، نظراً إلى ما يحصل في بعض الدول العربية من انعدام في الأمن وعدم الاستقرار، مؤكداً ان معظم المسافرين تحولوا من مصر ولبنان إلى دبي. وأشار إلى أن ثلاث أو أربع رحلات يومية إلى دبي «لا تكفي»، مطالباً الخطوط السعودية بزيادتها إلى 6 رحلات يومياً، بعد ما تحول معظم المسافرين إلى دبي، لافتاً إلى ان جدة خرجت من معادلة السياحة في هذه الإجازة. وأوضح أن انخفاضاً بنسبة 40 إلى 50 في المئة على الرحلات إلى مصر «معظم المسافرين ألغوا رحلاتهم من الرياض إلى القاهرة وشرم الشيخ وتحولوا إلى دبي». في الوقت نفسه، ذكر مدير فرع للسفر والسياحة عبدالفتاح رشاد أن ازدياداً في الطلب على السياحة الداخلية بنسبة 100 في المئة، خصوصاً المنطقتين الشرقية والجنوبية مشيراً إلى إعراض السياح عن التوجه إلى جدة. وألغت شركات سياحة وطيران أوروبية رحلاتها الى القاهرة بسبب التظاهرات، ما سدد ضربة، وإن موقتة، لصناعة السياحة التي تؤمن فرصة عمل من كل ثمانية وظائف متوافرة في البلاد. وتسببت أحداث 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001 والانتفاضة الفلسطينية الثانية وسلسلة من هجمات بالقنابل على منتجعات سياحية في سيناء بين عامي 2004 و2006 في انخفاضات موقتة في اعداد السياح، لكن الاتجاه العام خلال الأعوام العشرة الماضية كان تصاعدياً على نطاق واسع. وزار نحو 12.5 مليون سائح مصر عام 2009 محققين إيرادات للبلاد تبلغ نحو 10.8 بليون دولار. وقطاع السياحة واحد من اكبر مصادر الإيرادات الاجنبية في البلاد ويساهم بنحو 11 في المئة في الناتج المحلي الاجمالي، علاوة على توفيره فرص عمل في بلد يعاني من البطالة. ونصحت بعض الحكومات مواطنيها بعدم السفر الى مصر، إلا في حالات الضرورة، وفرضت الحكومة المصرية حظر التجوّل، ما دفع شركات طيران ومنها «لوفتهانزا» الالمانية إلى إلغاء رحلات الى القاهرة. وأعلنت شركتا «تي يو آي» و «توماس كوك» الأوروبيتان السياحيتان الملزمتان برحلات في عطلة نهاية الاسبوع إلى منتجعات مشمسة على البحر الاحمر، مثل الغردقة وشرم الشيخ، ان السياح هناك آمنون وبعيدون من المدن ويواصلون الاستمتاع بأجازاتهم. وأوضحت شركة «توماس كوك» انها ألغت اجازات في القاهرة.