كثفت إدارة الدفاع المدني وإدارة صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة، جهودهما خلال الأيام الماضية لتمشيط أسواق مكةالمكرمة ومصادرة عبوات مبيد حشري يحتوي مادة"فوسفيد الألمونيوم"السامة، لخطورته الكبيرة، واحتمال تسببه في وفيات جرّاء استخدامه. وكشف المدير العام للصحة في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هاشم الفوتاوي عن قيام فرق الأمانة بتمشيط المحال التجارية كافة في مكةالمكرمة، ومصادرة جميع عبوات المبيد الحشري السام، والشروع في إتلافها. وأوضح الدكتور فوتاوي أن هذه الإجراءات جاءت بناءً على تقارير صادرة من إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، بنيت بدورها على ما ورد من مركز الأبحاث الوطني في مكةالمكرمة، حول وجود كميات من مبيد حشري يحتوي على مادة"فوسفيد الألمونيوم"في أسواق مكةالمكرمة. وأشار إلى أن العبوات المصادرة دلت على أن المبيد الحشري تم استيراده من الخارج، وإدخاله إلى الأراضي السعودية بصورة غير نظامية، مستغرباً تسويقه داخل بعض المحال التجارية، مرجحاً سبب ذلك إلى اهتمام الملاك بزهد ثمنه قياساً بأسعار المبيدات الحشرية الأخرى، من دون النظر إلى الآثار الجانبية الخطرة التي يسببها. وكشف المدير العام لصحة البيئة أن المبيد الحشري القاتل يتفاعل مع الرطوبة، ويصدر غازاً ساماً يضر الجهاز التنفسي الذي يعتبر من أهم منافذ دخول المواد الضارة إلى الجسم، ويسبب فور استنشاقه اختناقاً، غالباً ما يؤدي إلى الوفاة بصورة سريعة. وأشار إلى أن مبيد"الموت"الذي تمت مصادرته يصنف ضمن دائرة المبيدات الفوسفورية"العضوية"، التي تشكل خطراً كبيراً جداً على حياة الإنسان والحيوان، نظراً لأنها سريعة التحلل، وتسبب شللاً للكائن الحي يعقبه الموت، كونها تفرز أنزيماً يعمل على فصل التيار العصبي مباشرة في حين تحتوي المبيدات الحشرية على نوعين آخرين، هما المبيدات"الكلوروفية"، والمبيدات"السيفينية كرباميت"، واللذان تقل خطورتهما عن النوع الأول. ولفت الدكتور فوتاوي إلى أن المبيدات تشكل خطراً على حياة الإنسان من طريق استنشاقها أو ملامستها لجلده"الاحتراق"أو عينه، أو ابتلاعها، مشيراً إلى أن المخاطر المترتبة على التعامل معها تنحصر في التعرض الحاد"التسمم"، إذ يظهر مفعول السم بعد التعرض بفترة قليلة جداً، والتعرض المزمن، الذي يظهر بعد التعرض لها بنسبة قليلة، ولكن على فترات طويلة، وتظهر أعراض المرض بعد فترة زمنية طويلة. وكان تقرير صادر عن إدارة الدفاع المدني كشف عن وجود أكثر من ستة مبيدات سامة داخل الأسواق السعودية، وهي مبيدات لمركبات"كادوسافوس، وفوسفيد الألمنيوم، وكاربوفيوران، وكبريتات النحاس المائية، والميثايل، والكبريت"، موضحاً أن الدول المتطورة وضعت القوانين الصارمة للحد من أضرار هذه المبيدات، أو منع استخدامها. وكشف التقرير أن المبيدات الكيماوية تسبب أمراضاً مختلفة للإنسان، وهي مسؤولة عن كثير من الأمراض السرطانية في الكبد والمثانة والغدة الدرقية، وحدوث التشوهات الجينية، إضافة إلى تأثيرها المباشر على الجهاز العصبي وإحداث الشلل.