فتح القضاء ملف المؤسسات الخاصة برش المبيدات الحشرية والتي تسببت في الفترة الأخيرة في وفاة عدد من الأشخاص إثر استنشاقهم لسموم المبيدات، حيث تسلمت المحكمة الجزائية في جدة ملف قضية وفاة مقيم مصري عقب استنشاقه مبيد فوسفيد الألمونيوم طبقا لتقارير الدفاع المدني، ومن المنتظر أن يمثل خلال الأيام المقبلة أمام المحكمة متهمان أحدهما قام برش المبيد الحشري في منزل المتوفى والآخر مندوب مؤسسة قام ببيع المادة عليه، ويطالب المدعي العام بمعاقبة المتهمين تعزيريا، معتبرا ما أقدم عليه المتهمان فعل محرم ومعاقب عليه شرعا. وطبقا للتحقيقات التي أنجزتها دائرة النفس في هيئة التحقيق والادعاء العام، تم العثور على جثمان لشخص متوفى داخل شقته في حي الصفا بجدة ويحتمل تعرضه واستنشاقه لمادة سامة حيث باشرت الجهات المختصة التحقيق في الحادث واطلعت على تقارير وزارة الزراعة والدفاع المدني، وتم القبض على الشخص الذي قام برش المبيد في منزل الضحية كما تم القبض على الشخص الذي باعه المادة التي تشير التقارير المخبرية إلى أنها مادة سامة ومحظورة. وباستجواب المتهم الأول أقر بقيامه برش شقة المتوفى بناء على طلبه وأفاد أنه يعمل في مؤسسة مقاولات ويقوم بالرش لحسابه الخاص في وقت فراغه لزيادة دخله وأنه يمارس هذا النشاط منذ أكثر من عام، ولا يذكر عدد المنازل التي قام برشها، مضيفا أنه لم يستخدم مبيد الفوسفيد إلا في شقتين فقط من بينها شقة المجني عليه، حيث أفاد أن المجني عليه اتصل به وطلب منه القيام برش شقته وقد اتفق معه على استخدام نوعين من المبيدات الحشرية أحدهما سائل والآخر جاف عبارة عن حبوب لفوسفيد الألمنوينوم ولم يكن يعلم أنها كانت منتهية الصلاحية، حيث وضع المادة في عدة زوايا بالمنزل وطلب من المجني عليه عدم دخول الشقة لمدة ثلاثة أيام. وباستجواب المتهم الثاني أقر بأنه يعمل اختصاصي حشرات في مؤسسة تقوم برش المبيدات، وتم إغلاقها من وزارة الزراعة قبل ثلاثة أشهر لوجود مبيد فوسفيد الألمونيوم بها، غير أن المتهم الأول أفاد بأنه اشترى منه المادة قبل شهرين ولم يكن يعلم أنها ممنوعة. وأظهر التقرير الطبي الشرعي أن الكشف الطبي التشريحي لجثمان المتوفى بين أنه كان في حالة تعفن وانتفاخ مع خروج سوائل التعفن من الأنف والأذن وجحوظ في العينين وتساقط شعر الرأس، ولم تتبين ظاهريا أي آثار إصابة حيوية حديثة كما لم تتبين بها أي ظلال مشتبهة، وأفاد مركز السموم والكيمياء الطبية الشرعية أن الجثة كانت في تعفن شديد في حين أن الوفاة حدثت لعلة لم تظهرها الصفة الشرعية. ووجه الادعاء العام للمتهمين الأول والثاني تهمة استخدام المبيد الحشري المحظور فوسفيد الألمونيوم في رش منزل المجني عليه مستدلا بأربعة من الأدلة والقرائن في هذا الصدد، وقررت المحكمة عقد أولى جلساتها خلال الأيام المقبلة.