جدّد رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد بنتن، التعبير عن قلقه من قلة الاهتمام المحلي ب"بالعنوان البريدي"، لكنه اعترف في الوقت ذاته ب"عدم نجاح المؤسسة إعلامياً وإعلانياً في نشر ثقافة العناوين البريدية، بعد أن اتضح لنا أن الشق أكبر من الرقعة"، بل إنه أقر أن"بعض الموظفين في المؤسسة، ذاتها لا يعرفون عناوينهم البريدية". وضرب مثالاً على عدم استفادة المجتمع من العناوين البريدية ب"حيوان السمندل، الذي يمتلك عيوناً، لكنه لا يستخدمها، لأنه عاش حياته منذ ولادته في ظلام الكهوف"، مشيراً إلى أن دراسة أجريت قبل البدء بمشاريع البريد، في السعودية، وأكدت شريحة كبيرة من المجتمع، أنها لن تتأثر لو ألغيت هذه الخدمة لديها. وأكد بنتن، في"أمسية إعلاميي منطقة الرياض"، أول من أمس، أن"العنوان البريدي، يدعم الحكومة الإلكترونية والتعاملات الرقمية، ويعمل على تنظيم نظام عنونة حديث للمشتركين ليساعد في سرعة عملية الفرز وتحديد مواقع المشتركين في زمن قياسي جداً، كما يمنح كل إنسان عنواناً خاصاً به، وذلك بإعطاء رمز بريدي ورقم لكل منزل أو منشأة أو مراكز تجارية لسهولة الوصول إلى الموقع"، مضيفاً أن"رقم الصندوق البريدي عنوان مهم تستفيد منه قطاعات حكومية عدة منها أمانات المدن، وغرف العمليات في الأمن العام، والهلال الأحمر، والبنوك". وذكر أن البريد وصل في السابق، إلى مرحلة لا تتناسب وتطلعات المسؤولين، موضحاً أن النظام البريدي المعمول به في السعودية الآن، اختلف تماماً عما قبل 30 سنة. وقال:"أريدكم أيها الإعلاميون أن تقولوا لي كيف نعمل... أستغيث بكم في إيصال الرسالة التي ترغب فيها المؤسسة، خصوصاً ثقافة العناوين البريدية، التي تعبر إحدى التحديات الكبرى لنا"، مضيفاً:"لا أعتقد أننا نجحنا إلا إذا وصلنا لمرحل يثق فينا المواطن، وقلت لمنسوبي البريد إننا لا نستطيع أن نكسب ثقة المواطن إلا إذا وضع أحدنا صك بيته في رسالة وأرسله إلى عنوانه". ولفت إلى أن"مشروع العنوان وضع السعودية على خريطة الدول المتقدمة"، مستدركاً أننا"نحتاج إلى بعض الوقت حتى نخرج من اختزال البريد في صندوق، إلى أن البريد يؤدي خدمات متقدمة ويكفي أن البريد قدم موسوعة جغرافية عن كل متر من أرض المملكة، إضافة إلى تقدم إحصاء في حي من أحياء المملكة عن حاجاته من مدارس بأنواعها والخدمات الصحية وغيرها". وأعلن أنه لن يتم تخصيص المؤسسة كاملاً، بل ستبقى شركةً قابضة، تملك بعض القطاعات بالكامل، مبيناً أن المؤسسة خصصت قطاع النقل في المؤسسة باعتباره كان يستنزف موازنة كبيرة في السابق تصل إلى حد 50 مليون ريال سنوياً، وخفضت الكلفة 50 في المئة، بعد التخصيص، كاشفاً أن"المؤسسة في طريقها للإعلان عن شركة"شاهر"التي تستهدف البريد الدعائي، وتقديم الخدمات الدعائية عبر تقسيم فئات المجتمع، إذ تتيح للشركات توجيه رسائلها الإعلانية للفئات المستهدفة مباشرة، معلناً أن البريد السعودي يتجه إلى تخصيص قطاع التوزيع، ليكون شركة مستقلة تعمل على توزيع البريد والطرود وغيرها، إضافة إلى تخصيص قطاعات أخرى مثل قطاع البريد الممتاز الذي بات مفصولاً عن البريد السعودي حالياً، ويسعى لتقديم الخدمات والتنافس مع شركات النقل السريع. وشدد بنتن على"حاجة الناس إلى البريد لمختلف الاستخدامات"، مبيناً أن"المؤسسة تطمح لتقديم خدمة تسويق توفر على المواطن 50 في المئة، من خلال إرسال التخفيضات في المحال الكبيرة إلى صندوقه والفرد هو من يقوم باختيار ما يناسبه"، موضحاً أن مؤسسة تسعى لتقديم خدمات متقدمة للحجاج، منها تجربة بيع الأضاحي والصدقات خلال موسم الحج، وستكون تلك الخدمات متاحة أمام المسلمين في دولهم من خلال موقع البريد على الانترنت ومن خلال مكاتب البريد في بلادهم. وأشار إلى أن الصندوق البريدي الحالي الذي يوضع في واجهات المنازل والمنشآت ليس إلا جزءاً من مشروع المؤسسة، إذ وُضِع دلالةً على العنوان البريدي، مؤكداً أن المملكة الدولة الوحيدة التي تستدل فيها أجهزة الملاحة من خلال العنوان البريدي الذي استحدثته مؤسسة البريد، مضيفاً:"على رغم أنه هذه تقنية كبيرة، إلا أن الناس تركز على الصندوق الحديدي، إذا كسر أو ركب، لكن نحن من يتحمل مشكلة عدم إيصال الصورة الصحيحة عن مشاريعنا". وشدد على أن صنع وتركيب الصناديق لم تكلف الدولة أو البريد أي مبالغ مادية، مضيفاً:"عندما أردنا تركيب لوحات مع الصناديق، طلبنا في مناقصة عامة أن تكون الصناديق مجانية، ومن ثم تم التوقيع مع مستثمر ب15 سنة، بدءاً من العام الماضي"، مشيرا إلى أن"المشروع البريدي الحالي يسهم بشكل كبير في تفعيل أداء الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية"، مضيفاً:"لا بد من أن يكون لديك بريد فعال... وما لم يكن لديك بريد فعال من الخطأ أن تتحدث عن حكومة إلكترونية وتجارة إلكترونية". إرهابيون استغلوا "صناديق البريد" كشف رئيس مؤسسة البريد الدكتور محمد بنتن أن إرهابيين استغلوا صناديق البريد مع بداية"الأحداث الإرهابية"2003 لتوزيع أسطوانات مدمجة سيديهات على صناديق بريدية. وأضاف أن حالات طلاق حدثت في المجتمع بسبب وصول رسائل بريدية خاطئة إلى سيدات، عازياً ذلك إلى عدم الوعي بأهمية العنوان البريدي، مشيراً إلى أن مؤسسة البريد اتبعت نظاماً حديثاً يقتضي إعادة"الطرود"إلى مرسلها في حال لم تعنون باسم وبيانات المرسل إليه. وتحدث عن قصة سعودي كان ينجز معاملة في أحد البنوك وطلب من شخص شاهده هناك أن يضع عنوانه البريدي، لأنه لا يملك بريداً خاصاً به، وعند اكتمال الإجراءات باع ذلك السعودي قطعة أرض ب12 مليون ريال لتتحول النقود إلى بريد ذلك الشخص.