حصلت مؤسسة البريد السعودية على شهادة من خبراء البريد الدوليين باعتمادها أفضل طريقة لإدارة البريد، بعد أن أصبحت التجربة السعودية نموذجاً تحتذي به دول عدة في المنطقة. وكشف رئيس المؤسسة محمد صالح بنتن عن خطة إعادة الهيكلة وعمليات تطوير وتحديث واسعة، تطاول كل الخدمات التي تقدمها المؤسسة، موضحاً أن التجربة السعودية اعتمدت على وضع العميل في مقدم أولوياتها، بحيث يكون من حقه الحصول على خدمة متميزة. وقال في كلمة ألقاها أمس، أمام حشد من الخبراء والمتخصصين والقيادات في قطاع البريد والشحن الجوي، المشاركين في مؤتمر الشرق الأوسط للبريد السريع والشحن الجوي المنعقد في دبي حالياً، إن أهم مشكلة واجهت"البريد السعودي"خلال إعادة الهيكلة تمثلت في العناوين البريدية، وأسباب تأخير وصول البريد. واعتمدت المؤسسة على التقنية في حل هذه المشكلة من خلال طريقة جديدة لعنونة المنازل من دون التأثير في البيئة المحيطة، كما استخدمت الاسم نفسه المدينة والشارع، وأضافت فقط رقم البيت، فيما قامت المؤسسة بتقسيم العمليات البريدية إلى وحدات مستقلة وصل عددها إلي 9 وحدات. وقال محمد صالح بنتن إن"البريد السعودي"تعمل على تطوير خدماتها بشكل مستمر، مشيراً إلى مجموعة من الخدمات الجديدة التي يجرى الإعداد لإطلاقها، منها انه سيمنح كل عميل بريداً إليكترونياً يستطيع من خلاله التعرف على الرسائل التي يحويها صندوقه البريدي. وفي حال عدم قيامه بتفريغ صندوقه من الرسائل التي ترد إليه بعد ورود عدد معين من الرسائل ستقوم إدارة البريد بطباعة رسالة بعدد الرسائل التي وردت إلى صندوقه ووضعها في الصندوق وكذلك إبلاغه عبر الإيميل. وأشار إلى أنه تم تركيب 2.5 مليون صندوق بريد، كما يجرى العمل حالياً لتركيب عدد مماثل خلال الفترة المقبلة ضمن خطة لزيادة عدد الصناديق البريدية في كل أرجاء المملكة تستهدف تلبية الطلب المتزايد من العملاء، موضحاً أن معدل الرسائل بالنسبة إلى الشخص الواحد في المملكة سنوياً يصل إلى 13 رسالة حالياً مقارنة مع أكثر من ألف رسالة للشخص في أميركا، وفي حال وصل إلى 25 رسالة يمكن الحديث عن تغطية البريد لنفقاته. الربح بعد التخصيص أكد بنتن أن كل وحدات البريد التسع أصبحت مربحة، خصوصاً شركات"ناقل"و"البريد الدعائي"و"المكاتب الأمامية"، مشيراً إلى أن كل وحدة من الوحدات تولي أهمية خاصة إلى تطوير خدماتها وتحقيق ربحية، تماشياً مع الأهداف المستقبلية للمؤسسة بعد خصخصة هذه الوحدات التي أصبح لكل واحدة منها مديرها المسؤول عنها، تمهيداً لأن تتحول كلها إلى شركات مساهمة عامة يطرح جزء للاكتتاب منها العام للجمهور. وأكد حصول موظفي"البريد السعودي"على مزايا كثيرة منها صرف راتب شهرين مكافأة نهاية السنة، متوقعاً أن تزداد المزايا المقدمة لهم مثل السكن وغيره في حال أصبحت كل الوحدات البريدية تدر أرباحاً متنامية، وفقاً لخطط المؤسسة. وحول ما ذكر في المؤتمر عن تأسيس شركة بريد سريع وشحن موحدة لدول الخليج، قال بنتن إن اللجنة البريدية الخليجية ستناقش في اجتماعها الشهر الجاري في الرياض، إنشاء الشركتين بعد أن قطعت أشواطا طويلة بشأن عمليات التأسيس، مضيفاً أن مؤسسات البريد الخليجية تمتلك الإمكانات والخبرات لتأسيس وإدارة شركات للشحن السريع والشحن البري، خصوصاً أنها شركات مربحة بدلاً من أن تترك المنطقة للشركات الأجنبية للعمل وحدها والاستفادة من السوق منفردة.