أغلقت الجهات المختصة مطعماً شهيراً في المدينةالمنورة، كإجراء احترازي، بعد الاشتباه في تسببه في وفاة طفلين وإصابة آخرين من الجنسية الباكستانية، بتسمم بعد تناولهم وجبة من المطعم مساء أول من أمس، إلا أن فرقة من الشؤون الصحية كشفت عن وجود مبيد حشري عالي الخطورة في منزل أسرة الضحايا، يسبب الأعراض نفسها التي ظهرت عليهم. وأوضح المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في المدينةالمنورة بالنيابة أحمد البربوشي،"أن مستشفى الأنصار استقبل الأطفال هاشم خالد حسين ثماني سنوات وقد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله المستشفى، فيما تم نقل كل من عائشة خمس سنوات، ووفاء ثلاث سنوات، وسامي سنة بالإسعاف إلى مستشفى النساء والولادة، إلا أن الطفلة عائشة توفيت قبل وصولها إلى المستشفى بساعتين، على رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الأطباء لإنقاذها. وأكد البربوشي أن الطفلين المصابين سامي ووفاء في حال حرجة جداً، وتم نقلهما إلى قسم العناية المركزة، بسبب انخفاض ضغط الدم، وإصابة الدم بحموضة، وتم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة لهما، وإعطائهما مغذيات لتعويض السوائل التي فقداها". وقال المتحدث الرسمي بالنيابة:"بعد البحث في التاريخ المرضي، ووفقاً لتسلسل الأحداث التي وقعت بعد تناولهم وجبة العشاء، وظهور الأعراض المرضية مباشرة، الأمر الذي يؤكد أن ما حدث لهم ليس بسبب التسمم الغذائي، وإنما قد يكون تسمماً كيماوياً أو دوائياً". وأضاف البربوشي:"تم إرسال فرقة من الشؤون الصحية في المدينةالمنورة، إلى منزل أسرة الضحايا، وتم العثور على مبيد للقوارض يستخدم لإبادة الحشرات في المزارع، وهو خطير جداً وعالي السمية، ويسبب الأعراض نفسها التي ظهرت على الأطفال، والتي تنتهي بالإغماء والوفاة". وكشف أنه تم أخذ عينات من دم الأطفال وتم إرسالها إلى مركز السموم في المختبر المرجعي بصحة المدينة، كما تم إرسال عينة أخرى إلى مختبر السموم في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، وسيتم عرض النتائج فور انتهاء الفحوصات. ولفت البربوشي إلى أن والدة الأطفال حولت هي الأخرى إلى مستشفى النساء والولادة للاطمئنان على حالها الصحية، وعلى حال جنينها كونها حاملاً. من جهته، قال والد الضحايا خالد حسين، الذي بدا في حال ذهول وصدمة ل"الحياة":"لقد فقدت ولدين ولا أعرف مصير البقية وزوجتي حالها الصحية سيئة"، مؤكداً أن الوجبة التي اشتراها من المطعم هي السبب في تسمم أبنائه. وعن المبيد الحشري الذي وجد في منزله، أوضح حسين:"إن المادة المبيدة، وهي عبارة عن أقراص أحضرتها للمنزل قبل ثمانية أيام، ووضعتها في المطبخ لوجود بعض الحشرات فيه، وقمت بإقفال المطبخ بشكل جيد، وجميع الأواني التي كانت موجودة فيه نقلناها إلى خارج المطبخ". وأضاف:"كنت أحضر بنفسي وجبات الطعام يومياً إلى المنزل، لعدم قدرة الزوجة على استخدام المطبخ منذ وضع المبيد الحشري فيه، وعندما حضرت لجنة من وزارة الصحة وجدوا المطبخ مقفلاً بشكل جيد، وأن المبيد الحشري مر على استخدامه ثمانية أيام"، مشدداً على يقينه بأن وفاة اثنين من أبنائه وإصابة آخرين سببها وجبة الطعام التي تناولوها، متهماً المطعم الشهير بالتسبب في تسممهم.