قضى طفل وطفلة في ربيعهما الثامن والخامس فيما ترقد والدتهما الحامل في شهرها السابع واثنان من ابنائها في مستشفى الأطفال إثر تناول الأسرة وجبة عشاء من أحد المطاعم الشهيرة بالمدينةالمنورة، وقد قامت الأمانة بإغلاق المطعم المتهم بالحادثة كإجراء احترازي، بينما نفت صحة المدينة فرضية التسمم الغذائي مؤكدة على لسان متحدثها بأن تسمم الأسرة كان كيميائيا (دوائيا) مشيرة بأصابع الاتهام لمبيد حشري وجد داخل المنزل خلال زيارة معاينة لفريق مختص . وبحسب المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بالمنطقة الأستاذ أحمد البربوشي فإن الطفل هشام ( 8سنوات) وصل لمستشفى الأنصار متوفيا ولم يتعرف الأطباء على السبب الرئيس لوفاته، حيث تم تحويل جثته إلى الطبيب الشرعي لمعاينتها والتأكد من سبب الوفاة . وأضاف (البربوشي) أن بقية الأطفال تم استقبالهم في مستشفى الولادة والأطفال وكانوا في حالة (قيء) مع آلام شديدة في البطن، حيث توفيت الطفلة عائشة ( 5سنوات) بعد ساعتين على وصولها رغم الجهود الكبيرة التي بذلت لإنقاذها، أما الطفلان : وفاء ( 3سنوات) وسامي (سنة واحدة) فيرقدان في العناية المركزة في وضع صحي حرج وهما يعانيان من انخفاض وحموضة في الدم ويتم إعطاؤهما مغذيات وريدية لتعويض السوائل . وقال المتحدث الرسمي : بعد البحث في التاريخ المرضي وربطه بالأعراض التي ظهرت على الأطفال تأكد للمختصين في المستشفى أن الأطفال كانوا عرضة لتسمم كيميائي (دوائي)، وقد تم إرسال فرقة من الشؤون الصحية لمنزل الأسرة للمعاينة وتم العثور على مبيد زراعي يحتوي على (فوسفيد الألمنيوم) تحت مسمى تجاري (هايفس) وهذا المبيد يستخدم لإبادة القوارض والحشرات وهو خطير جدا وعالي السمية ويعطي نفس الأعراض التي كانت عند الأطفال . وأردف: تم أخذ عينات من دم الأطفال وتم إرسالها للمختبر المرجعي بصحة المدينة، كما أرسلت عينات لمستشفى الملك خالد بالرياض، وسيتم عرض النتائج فور وصولها . هذا وقد علمت (الرياض) أن نفس الأعراض التي طرأت على الأطفال ظهرت على والدتهم (حامل في شهرها السابع) حيث تم نقلها عبر سيارة الإسعاف إلى مستشفى النساء للتأكد من سلامتها وسلامة جنينها . ووفقا لمصدر في الهلال الأحمر فإن ثلاثة اتصالات تلقتها غرفة العمليات تفصلها فوارق زمنية متباعدة كانت بهدف نقل الأطفال ووالدتهم إلى مستشفيي الأنصار والأطفال، مؤكدا بأن الأسرة كانت تقوم بتمريض الأطفال منزليا جاعلة من التدخل الطبي خيارا أخيرا لها، وأكد المصدر ذاته بأن جميع الحالات التي تم نقلها كانت في وضع صحي متدهور جدا . وفي اتصال هاتفي ل"(الرياض) برب الأسرة المقيم (خالد حسين) نفى نفيا قاطعا أن يكون للمبيد الحشري الموجود في منزله أي علاقة بما حدث لأسرته، نظرا لوجود المبيد في المنزل من ست سنوات وكونه في مكان مرتفع لا يستطيع أحد الوصول إليه إلا بمشقة. وقال حسين : لو تأكدت فرضية وصول المادة السمية للوجبة التي تناولناها فلماذا لم تظهر الأعراض علي حتى الآن ؟! إلى ذلك أكد الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة العقيد محسن بن صالح الردادي أن إدارته شكلت لجنة مختصة بينها مجموعة من الأطباء للتحقق من ادعاء والد الأطفال (مقيم باكستاني) الذي ربط بين ما آلت إليه الظروف الصحية لأبنائه وتناولهم وجبة غذائية من أحد المطاعم . جدير بالذكر أن ملف القضية أحيل لشرطة المنطقة المركزية حيث أدلى والد الأطفال بإفادته هناك مؤكدا بأن صحة أبنائه قد تدهورت عقب تناولهم وجبة غذائية من مطعم شهير قرب الحرم النبوي، وقد قامت فرقة من الأدلة الجنائية بمعاينة المنزل وتحريز بعض المضبوطات وتصوير المبيد الحشري إضافة إلى إجراء مسوحات استدلالية له وللمكان الذي وضع فيه بهدف إثبات أو نفي جنائية الحادثة .