وصف نفسه ب"حكم طوارئ آخر الليل"، وأكد أن"التهميش"أعاقه عن بلوغ الدرجة الأولى ونيل"الدولية"، انه الحكم السعودي محمد المجرشي، الذي أوضح في لقائه مع"الحياة"ان الحكام السعوديين في حاجة إلى الانصاف والدعم المالي من اللجنة الرئيسية، تمهيداً لاحترافهم التحكيم، مشيراً إلى أن هناك مراقبين يناقضون أنفسهم، وأبان أيضاً أن الحكام"المتقاعدين"هم من يدرب الحكام الحاليين لياقياً، في الحصص التدريبية اليومية، من دون وجود جهاز طبي في التدريبات. كل ذلك وأكثر في الحوار الآتي: محمد مجرشي حكم كرة قدم شارف على الاعتزال، ولم يدر أي لقاء كروي في الدوري الممتاز، ما السبب؟ - هناك أسباب عدة، من أهمها عدم الانصاف من لجنة الحكام الرئيسية لي، والمحسوبية في عملية توزيع المباريات علينا كحكام، كما انني أصبحت بأمر اللجنة"حكم طوارئ آخر الليل". ماذا تعني بحكم طوارئ آخر الليل؟ - هناك مباريات كروية غير رسمية يقيمها بعض محبي كرة القدم في استراحاتهم وملاعبهم الخاصة في أوقات متأخرة من الليل، البعض منها تقام في الواحدة ليلاً، ويطلبون من اللجنة حكاماً لإدارة تلك المباريات، ولا تجد اللجنة سواي للقيام بذلك، إذ ان غالبية الحكام يعتذرون لارتباطاتهم العائلية والعملية، ولتأخر إقامة تلك المباريات، وتطلب مني القيام بتحكيم تلك اللقاءات. هل تتقاضى مكافأة مالية لقاء ذلك؟ - يقدم منظمو تلك المباريات مكافآت مالية، لكن المسألة ليست في المكافأة، بل في التحكيم آخر الليل. وهل تلك اللقاءات الكروية الليلية تقع تحت إشراف لجنة الحكام؟ - نعم، على رغم أنها ليست مباريات رسمية. بحكم أنها مباريات خاصة وليست رسمية، لماذا تشرف عليها اللجنة؟ - حفظاً لحقوق الحكم الذي يشارك في إدارتها، وتعرضت في العام الماضي إلى الإيقاف من اللجنة الفرعية. لماذا؟ - في إحدى اللقاءات الخاصة ذهبت في الساعة الواحدة والنصف لإدارتها تعرض احد زملائي المكلفين معي للإيقاف من المرور لتجاوزه السرعة، ما جعلني أتصل بأحد الزملاء الآخرين للاستعانة به، غير أن اللجنة الفرعية أوقفتني بحجة انني استعنت بزميلي، ثم قدمت خطاب اعتزال للجنة الرئيسية، لكن تدخل الزميلين مهنا الشبيكي ومعجب الدوسري أوقف خطابي وأعاداني إلى التحكيم. انضمامك لمجال تحكيم مباريات كرة القدم، هل للهواية، أم لمعرفة سابقة بالتحكيم؟ - منذ دراستي في المرحلة الابتدائية، بدأت أحكم وأنا في الصف الخامس لحبي للتحكيم، وفي عام 1998 انضممت إلى دورة لحكام المنطقة الشرقية، بعد ان وجّهني رئيس نادي الساحل آنذاك حمد الخالدي إلى الانضمام في الدورة، وحظيت بإشادة ودعم من الحكم الدولي عبدالله الخالدي، وأشرف علينا حينها الخبير التحكيمي خالد الذياب وعمر المهنا، ثم بدأت بشكل رسمي في عام 1999 بتحكيم دوري المنطقة الشرقية للناشئين والشباب، ثم انتقلت إلى الرياض، وحظيت بدعم عبدالرحمن الزيد بعد توصية حصلت عليها في إحدى الدورات من محمد الشريف، واجتزت دورات الصقل التي أقيمت في الرياض والطائف، وترقيت إلى الدرجة الأولى بعد نجاحي في إحدى الدورات التي أشرف عليها الخبير الدولي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الكويتي احمد الفرج، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. ولماذا همّشتك لجنة الحكام السابقة؟ - بعد تلك المباراة، استمرت اللجنة السابقة في تهميشي ايضاً، حيث لم أكلف سوى في مباراة الرائد والعروبة في كأس الأمير فيصل، وتلك اللجنة للأسف الشديد لم تنصفني ولم تمنحني حقي في تحكيم المباريات. هل كان للمحسوبية دور في ذلك؟ - للأسف لجنة الحكام الرئيسية السابقة لم تكن تهتم بنجاح الحكم في الجوانب اللياقية والاختبارات الميدانية والجاهزية الطبية والنفسية والبدنية، ولم تكن تأخذ بتوصيات اللجان الفرعية، والحكم يحتاج إلى مزيد من المباريات، وان يكون هناك مراقبون فنيون ذوو كفاءة فنية عالية جديرون بتلك المهمة الكبيرة، وبصراحة لم يكن هناك إنصاف، وأنا همشت كثيراً في المنطقة الشرقية. في رأيك لماذا لا يتم الاهتمام بتوصيات الحكام المراقبين من اللجنة؟ - يصلنا كحكام خطابات من اللجنة، تُدرج فيها الأخطاء الفنية التي ارتكبت في المباراة من الحكم، وللأسف ان تلك الخطابات يغلب عليها الجانب السلبي أكثر من الجانب الايجابي الذي نحتاج اليه وهو الإشادة والدعم والاهتمام، لأننا نصدم ببعض المراقبين، الذين يأتون إلينا بعد نهاية أي مباراة ويشيدون بنا، ثم تصلنا خطابات من اللجنة على عكس ذلك، وهناك بعض المراقبين الذين يناقضون أنفسهم كثيراً. هل معنى ذلك أنك تجاوزت السن القانوني؟ - عمري كبير بعض الشيء، غير إنني مازلت في جاهزية فنية ولياقية وبدنية عالية، وبشهادة الكثير من الحكام، وأستطيع الاستمرار في الملاعب خمسة سنوات جديدة، لكن التهميش الذي وجدته في بداياتي أعاقني كثيراً من بلوغ الدرجتين الأولى والدولية. تدريباتكم الميدانية الإعدادية أو المعتادة... من يقودها فنياً؟ - للأسف الشديد انه لا يوجد مدربو لياقة أو فنيون متخصصون في هذا المجال، ويقودنا الحكام"المتقاعدون"أمثال مهنا الشبيكي ومعجب الدوسري ومحمد سعد بخيت في الرياض، وفي الشرقية علي الطريفي، كذلك عدم وجود كادر طبي خاص بالحكام أثناء إقامة التدريبات. إذاً الأوزان الزائدة عند بعض الحكام السعوديين، سببها عدم وجود مدربي لياقية متخصصين؟ - مدرب اللياقة مطلب مهم لتدريب الحكام، ومع ذلك يبذل الزملاء الحكام الذين يدربون زملاءهم الحكام جهوداً كبيرة، وقد يكون هناك بعض الحكام لا يهتمون بتطوير الجانب اللياقي لديهم والمحافظة عليه، وهناك بعض الحكام أصحاب الأوزان الزائدة يتعرضون للإصابات أثناء التدريبات بسبب عملية التحميل الزائد وعدم الإحماء الصحيح ولعدم وجود طبيب في التدريب. الضغط الإعلامي والجماهيري قد يكون سببه ميول الحكم، ما رأيك؟ - لا يوجد حكم في العالم ليس لديه ميول تجاه ناد معين، والحكم الذي ينفي ميوله يكذب على نفسه وعلى الآخرين، لكن على الحكم الذي يبحث عن النجاح ان يفرق بين الميول والعمل التحكيمي.