خابت آمال باحث سعودي في العثور على أرقام أو إحصاءات، تشير إلى حجم العمل التطوعي في العالم العربي في شكل عام، وبخاصة السعودية، فيما أبرزت الدراسة، التي أجراها مستشار تطوير الأداء المؤسسي في شركة"أرامكو السعودية"الدكتور عماد الجريفاني، حجم الفجوة بين العمل التطوعي العربي والإسلامي، ونظيره الغربي، فضلاً عن إسرائيل، التي تفوقت على الدول العربية في هذا المجال. وعرضت مديرة برنامج"عزتي في هويتي"سمية الهاشم، نتائج دراسة الجريفاني مساء أول من أمس، خلال حفلة العضوية السنوية السابعة التي نظمتها"الندوة العالمية للشباب الإسلامي"في حضور حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد العزيز. وكشفت الدراسة أن"عدد المنظمات غير الربحية في أميركا يبلغ مليوناً ونصف المليون منظمة، ثلثها خيرية، و48 في المئة منها قائم على أساس ديني، فيما بلغ حجم التبرعات في أحد الأعوام الماضية 212 بليون دولار، و83 في المئة منها لأغراض دينية، عدا موازنات مجلس الكنائس، كما وصلت موارد المنظمات غير الربحية في أميركا إلى 174 بليون دولار، ويأتي 77.3 في المئة منها من الأفراد. ويعمل في هذه المنظمات نحو 90 مليون متطوع في أنشطة دينية، وخيرية، واجتماعية، بواقع خمس ساعات أسبوعياً، وكل واحد منهم يعمل في تخصص محدد، وليس بعشوائية. كما تضم رابطة الجامعات غير الربحية مئة جامعة أميركية، فيها تخصصات للعمل غير الربحي، وتخصصات في العمل الخيري الدقيق". وبينت الدراسة أن"نصف الراشدين في أميركا يقومون بأعمال تطوعية. أما في العالم العربي، فاتضح أن الفئة العمرية بين 15 و30 عاماً هي الأقل وجوداً في مجالات العمل التطوعي. كما اتضح أن عدد المؤسسات الخاصة والخيرية في أميركا تزداد بنسبة 77 في المئة، فيما تزداد نسبة الهبات مئة في المئة". وعن إسرائيل، أوضحت الدراسة أنه"يوجد 35 ألف منظمة غير ربحية، وهي تفوق عدد المنظمات والجمعيات في العالمين العربي والإسلامي. وبلغت التبرعات لها في سنة واحدة 11 بليون دولار. ويشكل الدعم الحكومي لها 65 في المئة". ولم تختلف الإحصاءات والمؤشرات الايجابية للعمل التطوعي في كندا، وأظهرت أن 91 في المئة من سكانها الذين تتجاوز أعمارهم 15 عاماً يعملون في مجالات العمل التطوعي، وفي ألمانيا 45 في المئة. وناقشت نحو 500 حاضرة في الحفلة أسباب العزوف عن العمل التطوعي في العالم العربي. ورجح البعض أن"عدم الوعي والجهل في ثقافة العمل التطوعي وماهيته هو السبب". فيما ألقت أخريات باللوم على النظام التعليمي، ففي الدول الغربية"يُلزم الطلبة بالعمل التطوعي، وكلما زاد عدد الساعات فيه، تزيد فرصة الدخول إلى الجامعة، فيما العمل التطوعي شبه غائب عن تعليمنا". واعتبرت إحدى الحاضرات أن العمل التطوعي"محصور في فئة معينة من الناس، ما يتحتم على البعض عدم المشاركة فيه، إضافة إلى العشوائية في الأعمال من دون دراسة وتخطيط للبحث عن طرق لخدمة المجتمع". وأكدت مشرفات"الندوة"ومديرات الإدارات فيها، أن"الأعمال التطوعية غير موثقة ومرصودة، ولا بد من عمل دراسات علمية استقصائية حول الأعمال التطوعية، وتسليط الضوء على المنظمات غير الربحية والعاملين في تلك المجالات". فيما حذرت نائبة المشرف العام على"الندوة"ناهده العقيل في كلمتها من"الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشباب في العالم الإسلامي، ما يهدد بسلخهم عن هويتهم وإغراقهم في متاهات بعيدة، ولا بد من وجود منظمات تحمي هؤلاء الشباب من المؤثرات التي تجرفهم لاستثمار طاقاتهم وتنمية الإبداع والابتكار لديهم". وأشارت سمية الهاشم إلى"فوائد العمل التطوعي على مستوى الأفراد والمجتمعات، في تصحيح السلوك، وعلاج المشكلات الاجتماعية، وترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي، وشحذ الهمم والطاقات، واستغلالها"، مشددة على"أهمية تفعيل العمل التطوعي، بوضع خطة لمعرفة مؤشرات الأداء والمجالات". واختتمت الحفلة بلقاء مع رئيسة لجنة التنمية الاجتماعية في حي الثقبة نعيمة الزامل.