طالب الدكتور عبد الكريم بكار المؤسسات الخيرية بتخصيص جزء من ايراداتها لترسيخ ثقافة العمل الخيري، مؤكدا ان المجتمعات بحاجة ماسة الى ترسيخ تلك الثقافة في وعيها وترجمتها على واقع ملموس مطبق في حياتها.. ولفت بكار الى ان العالم كله بشرقه وغربه يشهد حراكا واسعا في مجال العمل الخيري وأن ورش العمل وحلقات النقاش المتعلقة بالعمل الخيري تعقد في كل مكان وفي عدة بلدان سواء كانت عربية او اجنبية، مشيرا الى الاهمية القصوى للعمل الخيري الذي يخدم المجتمعات ويساهم في تنميتها ونهضتها ويربط بين افراد المجتمع ويحقق اللحمة بين المجتمع كله. جاء ذلك في الورقة التي قدمها بعنوان: "ترسيخ ثقافة العمل الخيري" في الندوة العلمية التي اقامتها هيئة الاعاثة الاسلامية العالمية في فندق المريدان بجدة مغرب اول امس، وشاركه فيها الدكتور نبيل عزت موسى وأدارها الدكتور محمد خضر عريف وحضرها عدد كبير من المعنيين بالعمل الخيري والتطوعي من المملكة وخارجها. وذلك على هامش الاجتماع السادس للجمعية العامة للهيئة الذي حضره 226 عضوا من داخل المملكة وخارجها برئاسة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي امين عام الرابطة رئيس مجلس ادارة الهيئة.. الدكتور بكار أشار في كلمته الى الحراك الواسع الذي يشهده العالم كله فيما يتعلق بالعمل الخيري وان العالم يشهد ورشات عمل خيرية سواء في العالم العربي وامريكا واوروبا ملمحًا الى اهمية العمل الخيري الاسلامي ومقوماته وتساءل لماذا هذا التأخر لدى الامة رغم النصوص الكثيرة وارجع ذلك الى انقطاع حضاري تعرضت له الامة الاسلامية لمدة ستة قرون متصلة. واوضح ان ترسيخ ثقافة العمل الخيري تحتاج لقراءة واعية لان الامة القارئة هي الاكثر انخراطا في العمل الخيري وكذلك تربية الصغار على مفهوم العمل الخيري والتربية لتحويل المعرفة لثقافة ودور الاسرة المهم في ذلك. وتعرض كذلك الى ان المؤسسات الخيرية عليها ان تكون قوية وان تخحصص جزءا من مواردها لترسيخ تلك الثقافة وكذلك عليها بناء صورة ذهنية واضحة واستقطاب كوادر ممتازة تخدم العمل الخيري والتواصل مع الناس باسلوب الاقناع واحترام وجهة نظر الممول والتعليم. وأشار بكار الى ان العمل الخيري نجح في امريكا لأمرين مهمّين الاول مايدفعه المواطن للجمعيات يخصم من المستحق عليه من الضرائب والامر الثاني هو ان الشركات والبنوك عليها دفع 5% من ارباحها للعمل الخيري. وعلق ان هذين القرارين دفعا بمسيرة العمل الخيري للتقدم والتأثير في المجتمع بشكل ملفت للنظر. وتساءل :كيف استطاع الامريكان جمع 200 مليون دولار مع أنهم اقل من العرب عددا؟؟ واجاب : لأنهم ركزوا على قضية التبرعات للعمل الخيري ولا تكون المسألة لحكومة قد تكون صالحة او غير صالحة. اما الدكتور نبيل عزت موسى فقد أشار في ورقته الى العمل الخيري الاسلامي بين التخصص والتنوع والتنسيق على الوقوف على واقع العمل الخيري ودعا للتخصص وإلى التنسيق ايضا. وركّز في ورقته على ثلاثة ابعاد مهمة هي البعد الدعوي ثم الاغاثي ثم التربوي وأكد أن العمل الخيري الاسلامي ينطلق من هذه الابعاد الثلاثة وهو بذلك يتميّز عن غيره من العمل الخيري الغربي او الامريكي وأجرى مقارنة بين العملين الخيريين الاسلامي وغيره خلص فيها الى ان الاول جزء من الاسلام وهدفه ابتغاء وجه الله فقط وأن له تاريخه الطويل وحضارته وانه يهتم بالانسان والحيوان والنبات عكس الغربي فهو سياسيّ فقط ونشأ مع الثورة الصناعية الحديثة . وأشار إلى أنه عمل دراسة حسب المواقع المعنية بالعمل الخيري حصرت 500 موقع عربي واسلامي وخيري نشط وخيري غير نشط وخلص منها على 21 عنوانا تخدم قضايا العمل الخيري. وانتهى على التوصيات التي كان منها عمل دراسات لتطوير التخصصات في العمل الخير ي وكذلك دراسات متخصصة للطبقة المؤسسية ونادى بمركز معلومات خيري يوفر المعلومات دون مقابل وتوسيع دائرة العمل الخيري.