عمتي طرفة تخبئ لي ما تسميه بيض الصعو تدس لي"القريض"ولبان المستكى في طرف"شيلتها" أشم من ثوبها الشالكي عطور الهند و"المشاط والديرما" تحكي لي بضحكاتها شكواها الصامتة أرى في ملامحها جدتي التي لم أرها طفولة أبي وشقاواته بما يجرؤني على سحنته الجادة وعمتي طرفة سراً تسبح مع الحباري في غدير من سراب وماء تخرج من"القليب" شتلات"الحووة والقرقاص وتنصبهن أميرات على الصحراء فيشع بعيونها عسل السدر تتدلى تموجات شعرها العنابي في آبار سحيقة تشف بشرتها عن حروق النفوذ وبروق شتاء الدهناء ما أمطرت إلا ويهل محياها فأرى غيدا على مد الشعر يخرجن من المرآة طفل كل ما يدري الطفل أنه طفل لم يكن يدري الطفل أنه وطن كل ما يريد الطفل أن يُترك"طفل" لم يكن يريد الطفل ترميم الدمار كان الطفل يلعب... يلعب... سادراً... سعيداً مبتعداً عن المحاق المحدق كان يلعب العاباً إيهامية تجدد الدنيا كان الطفل مرة ساحراً والمكنسة بساط ريح مرة بطلاً والكرة مدار كان الطفل يرف طائراً والدراجة المكسورة ملكوت وأجنحة ومرة يمرر الطفل شيطنته بيني وبين ورقة الشاشة فتتلعلق القصيدة بطرف أصبعه الصغير وتحل بحوراً لا قبل لقلبي ولا للكومبيوتر على اللحاق بإيقاعها المجنون إنترنيت هل فضاء جديد لريش الشعر وأجنحة الروح أم مجرد استدراج جارف على مفازات التيه تهوي منه القارات إلى هاوية ليست مشتركة إلا في شرك أسلاك شائكة موت مفردة شعوب ناعسة شعوب مستشاطة شعوب مظلومة شعوب ثائرة شعوب مغيبة شعوب تتشعب شعوب شعوب شعوب هل جذت تلك المفردة النافرة من الأبجدية فصار يستبعدها الساسة يتقزز منها المثقفون تظاهرت بنسيانها المخافر فلم يبق غير دمها متخثراً في قصائد لا تزال عالقة بآثام المفردة