أثارت موجة ارتفاع أسعار مواد البناء والتشييد مخاوف بين أوساط بائعي مواد البناء والحديد من أن تؤدي إلى إبطاء عجلة النمو السكنية في السعودية، بعد توقف المواطنين عن مواصلة بناء مساكنهم الخاصة وبعض الأنشطة العمرانية في السعودية. وأشار عمر سالم البائع في محل لحديد البناء إلى أن الارتفاع سيؤدي إلى احتمال إصابة حركة البناء في السعودية بالركود، لعدم القدرة على التنفيذ في ظل تسجيل الأسعار زيادة مستمرة، ما انعكس سلباً في السوق العقارية بارتفاع أسعار الشراء والإيجارات للمباني التجارية والسكنية الجاهزة في ظل محدودية العرض في الوقت الحالي التي تقابلها زيادة كبيرة في الطلب. وأوضح البائع حسن البحيري أن زيادة معدل الاستهلاك العالمي، فضلاً عن ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة أسعار المواد الخام، إضافة إلى تزايد عدد السكان والمشاريع العمرانية أدت إلى ارتفاع أسعار الحديد والمواد الأساسية في البناء بشكل كبير. أما المقاول أسامة مسعد فرأى أن المشكلة تكمن في تلاعب بعض التجار والمنتجين في أسعار المواد، إذ يعتمد هؤلاء على تخزين كميات ضخمة وإطلاق الإشاعات حول نقص المعروض في السوق، الأمر الذي يحرك الطلب ومعه تتحرك الأسعار تدريجياً نحو الارتفاع. وأكد في الوقت ذاته أن أزمة الارتفاع تهدد خطط الحكومة لإنعاش سوق العقارات وتوفير مسكن لكل موطن، ما دعاه لمطالبة وزارة التجارة والصناعة بوضع حد للزيادات المفاجئة، بخروج مندوبها في جولة ميدانية وعدم الاكتفاء بالبيانات الرسمية وتشكيل لجان لدرس المشكلة على مستوى المشاريع ووضع آلية لمواجهة مثل هذه الأزمات. وأشار إلى أن المقاولين يتخوفون من زيادة نسبة خسارتهم المادية بسبب ارتفاع الأسعار وتسببها في توقف وإرباك بعض مشاريع المقاولات ومساهمتها في نشوب خلافات بين المالك والمقاول بسبب العقود التي ما إن يتم الاتفاق عليها حتى تتغير أسعار المواد، ما يهدد بإلغائها. ولفت أشرف كامل البائع في محل لبيع الأدوات الصحية إلى أن المبيعات قلت بشكل كبير، فغالبية المواطنين يتجهون إلى المواد ذات السعر المنخفض والجودة المنخفضة، عازياً ذلك إلى أن المواد الصحية ذات الجودة العالية تعتبر عالية السعر، موضحاً أن المواد الصحية المرتبطة بالدولار تعتبر منخفضة السعر مقارنة بالمواد الصحية المرتبطة باليورو فيعتبر سعرها مرتفعاً بدرجة كبيرة. من جهة أخرى، أوضح صلاح يوسف البائع في محل لبيع مواد البناء أن المنتجات الوطنية تعتبر جيدة ومناسبة وأكثر جودة من بعض المنتجات المستوردة. وأضاف أن مواد البناء الأساسية المنتجة محلياً هي أفضل من المواد المستوردة مثل حديد سابك والطوب الأحمر وهي منتجات محلية لها جودة عالية وتسوق خارجياً. وذكر أن المنتجين الكبار المحليين يحاولون رفع جودة المنتج المحلي ليكون في مصاف المنتجات المستوردة مثل الخزف والإسفلت العازل والأنابيب بأنواعها.