بصعوبة بالغة، استطاعت فرق الدفاع المدني بمساندة الأهالي، إخماد حريق نشب مساء أول من أمس، في منزل مهجور في حي"الدشة"في جزيرة تاروت، التي طالب سكانها بضرورة"التحرك العاجل لإزالة المنازل المهجورة والآيلة للسقوط، التي تشكل مصدراً للخطر الأمني والاجتماعي". وكشف الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد أسعد العثمان، ل"الحياة"، أن الحريق"وقع في أحد المنازل المهجورة، المكونة من طابقين، بسبب عبث الأطفال، وتم السيطرة عليه بشكل كامل، ولم تحدث أي خسائر في الأرواح". وأثارت ألسنة اللهب المتصاعدة من المنزل المهجور مخاوف سكان المنازل المجاورة له، الذين اضطروا إلى إخلاء منازلهم من النساء والأطفال، خوفاً من انتقال النيران إليها، وبخاصة ان الحريق استمر زهاء أربع ساعات، من بعد منتصف الليل، حتى تمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران. وشاركت ثلاث فرق إطفاء من دارين والدخل المحدود والقطيف البلد في عمليات الإخماد، واستعان الإطفائيون بأسطح المنازل المجاورة للسيطرة على النيران، نظراً لكون المنزل بين أزقة لا يتجاوز عرض الواحد منها الأمتار الثلاثة، ما منع رجال الإطفاء من الدخول بسياراتهم لموقع الحريق، إضافة إلى ان غرف المنزل المهجور كانت مليئة بالديكور الخشبي، ما صعب من التعامل مع الحريق. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا ألسنة النيران تتصاعد من إحدى غرف المنزل، فهبوا مسرعين لإطفائها بالطرق التقليدية، وما ان خمدت النيران واطمأن الأهالي"حتى عادت ألسنتها تتصاعد من جديد لتطال بقية الغرف. وهرع رجال الإطفاء إلى مكان الحادثة، بيد أنهم وصلوا متأخرين، لعدم وجود وحدة للدفاع المدني في بلدة تاروت، إضافة إلى ان الشوارع المؤدية إلى الموقع مليئة بالحفريات، خصوصاً في شارع أحد، الذي يشهد أعمال صيانة منذ أكثر من عام، ولم يتم إكمالها حتى الآن. من جهته، أوضح صاحب المنزل المهجور عبد رب الرسول الصفار، أن وفاة والده حالت دون عدم توزيع التركة على الورثة حتى الآن، مؤكداً انه سيلجأ إلى إزالة المنزل أو تأجيره، أو حتى بيعه، بعد أن يبت في مسألة الورثة، من جانب محكمة القطيف. فيما طالب عدد من أصحاب المنازل المجاورة للمنزل ب"إيجاد حلول سريعة وعاجلة لإزالة هذه المنازل، التي بدأت تؤرق المضاجع، خصوصاً في ظل الشبهات الجنائية المتكررة". وذكر حيدر الشرفاء"يوجد أكثر من منزل مهجور، ما يهدد الحي بأكمله لو اشتعلت فيها النيران، خصوصاً ان هذه المنازل أصبحت مخبئاً للصبية وربما يستغلها مشبوهون". فيما أكد منير آل حسين، أن هناك"مطالب أهلية سابقة بإزالة هذه المنازل، التي بدأت تشكل خطورة كبيرة على سكان الحي ومرتاديه، بسبب عدم الاهتمام فيها، إضافة إلى المشكلات التي تحيط بها". بدوره، علق العقيد العثمان على مطالبات الأهالي بالتدخل لإزالة المباني المهجورة في الحي، بالقول:"هناك لجان تدرس وضع المنازل الآيلة للسقوط، أما المباني غير المعرضة للسقوط وغير مستخدمة، فالدفاع المدني لا يتدخل في البت في أمرها". وعن إنشاء مركز للدفاع المدني في الجزيرة، قال:"إن إنشاء المراكز يخضع للدراسة من جانب لجان متخصصة، ولديها أولويات حول المناطق، وعدد المباني، وترتبط بتعليمات وتنظيمات، والتوزيع يتم بناء على أسس وأنظمة". وإضافة إلى مركز الدفاع المدني، يُطالب أهالي تاروت بإيجاد مركز للهلال الأحمر يخدم تاروت والبلدات المجاورة. وأوضح عضو المجلس البلدي المهندس جعفر الشايب بأنه سيتقدم بمشروع بهذا الخصوص،"لمعالجة هذه المشكلة". وطالب بتعاون الأهالي في"الإبلاغ عن أي موقع مهجور، يمكن يتعرض لأحداث مشابهة".