سلطت الحرائق الغامضة التي تعرضت لها بيوت طينية عدة في مدينة حائل أخيراً، الضوء على ظاهرة انتشار هذه البيوت المهجورة في الأحياء القديمة في المدينة نفسها. فلا تكاد حارة في تلك الأحياء تخلو من بيت طيني مهجور أو آيل للسقوط، أو غير مكتمل البناء، ويثير ذلك قلق السكان ومخاوفهم. فهذه البيوت تعتبر مخبأ للزواحف والفئران والجرذان، كما أنها ملجأ لشبان من ضعاف النفوس، ولا يستبعد أن تكون مكمناً يختبئ فيه مجرم حتى يجد فرصة سانحة للانقضاض على فريسة ما. يقول طارش المبارك، وهو من سكان حي البادية وسط حائل،:"هذه المنازل أصبحت مستودعاً للنفايات والأوساخ ومخلفات البناء، حتى جلبت لنا الروائح الكريهة والفئران المزعجة التي دائماً ما يتضايق سكان أهل الحي منها، كما أصبحت مكاناً لتكاثر الحشرات الغريبة التي نخشى على أنفسنا وأبنائنا من الأمراض والأضرار التي تخلفها". وفي السياق عينه، يقول بكر الخليفي:"الدفاع المدني يعلم خطورة هذه المنازل الطينية المهجورة، فهو دائماً ما يأتي لإطفاء الحرائق التي تندلع داخلها". ويضيف أن المخلفات المتراكمة، فضلاً عن كون أسقفها من جذوع النخيل ما يجعل من السهل اندلاع الحرائق وانتشارها، ولا يكون من السهل إطفاؤها. ويذكر الخليفي حادثة وقعت قبل سنوات عندما اشتعل منزل قريب من حارتهم:"باشر رجال الإطفاء إخماده، ومع شروق شمس اليوم التالي فوجئنا بتصاعد الأبخرة والدخان من الموقع نفسه، وعاد رجال الدفاع المدني ثانية ولم ينصرفوا قبل أن يتأكدوا من إخمادها تماماً". ويقول محمد أبو سويلم:"بعض هذه المنازل توفي أصحابها منذ وقت بعيد، والورثة يتنازعون على طريقة استثمارها، والبعض الآخر لا يجد أصحابه المال الكافي لتعميره، كما لا يجدون من يشتريها". ويقترح أبو سويلم أن تقوم أمانة حائل بهدم تلك المنازل، تفادياً لخطورتها وأضرارها، أو حزم الأمر مع من ترجع إليهم هذه المنازل، للاستفادة منها". أما فرحان الهميلي، فيقول:"شكونا كثيراً، ولكن لا مجيب، علماً بأنها مأوى لأهل السوء من داخل الحارة أو من خارجها". ويتساءل:"أين دور الأمانة والسلطات الأمنية عن هذه المنازل المهجورة التي تشوه جمال المدينة، فضلاً عن خطورتها على الأمن؟". ويقول خالد حسين الحمندي:"تشكل هذه المنازل الطينية خطراً كبيراً على أطفالنا الذين لا يحلو لهم اللعب إلا فوق أسطحها والتسلق على جدرانها والقفز بين صخورها". من جهته، أكد مصدر مطلع في أمانة منطقة حائل، أن الأمانة بصدد درس وضع تلك المنازل المهجورة داخل بعض الأحياء الشعبية, موضحاً أن عدداً كبيراً منها ستتم إزالتها بالتنسيق مع مالكيها.