ظهرت سوق سرية لصرف عملات المعتمرين والحجاج داخل مكة المكرّمة، حيث باتت محال الذهب والملابس المحيطة بالمسجد الحرام، الخيار الأوحد للمعتمرين والزوّار الراغبين في تحويل عملاتهم النقدية، في ظل إغلاق نحو 95 في المائة من محال الصرافة بسبب عدم تقيُّدها أو عدم قدرتها على الالتزام بلوائح مؤسسة النقد، جراء التنظيمات والاشتراطات الجديدة التي فرضتها (ساما) على محال الصرافة. واستغلت تلك المحال عدم وجود صرّافين معتمدين بشكل كافٍ وغياب الرقابة الكافية، بتنفيذ عمليات للصرافة بجانب أنشطتها التجارية، مما عدّه متعاملون ماليون خطراً محدقاً بسوق العملات السعودية، خصوصاً في ظل تفاوت أسعار الصرف، وعمليات غش تطول المعتمرين خصوصا أولئك القادمين من بلدان بعيدة. يقول حامد الحبيب - يعمل في أحد محال الذهب : عملية تحويل العملات ليست مهمتنا، ولكن اضطررنا إلى عملية التحويل بعد أن وجدنا كثيراً من محال الصرافة تغلق أبوابها. في مايلي مزيد من التفاصيل: باتت محال الذهب والملابس المحيطة بالمسجد الحرام، الخيار الأوحد للمعتمرين والزوار الراغبين في تحويل عملاتهم النقدية، في ظل انغلاق نحو 95 في المائة من محال الصرافة بسبب ظروف مختلفة، أهمها عدم تقيد تلك المحال للاشتراطات والأنظمة التي سنتها مؤسسة النقد السعودي. واستغلت تلك المحال، عدم وجود صرافين معتمدين بشكل كاف، إلى تنفيذ عمليات للصرافة بجانب أنشطتهم التجارية، مما عده متعاملون ماليون خطرا محدقا في تفاوت أسعار الصرف، خصوصا أن الكثير من هؤلاء المعتمرين والقادمين من بلدان بعيدة لا يفقهون في فروق سعر الصرف، وبالتالي أضحت الأمور عشوائية في ظل عدم وجود رقابة صارمة تحد من تنامي هذه الظاهرة. ومن خلال جولة ميدانية حول المنطقة المركزية للمسجد الحرام، اتضح لنا وجود محلين للصرافة، الأول مهمته الأساسية تحويل المبالغ العمالة إلى بلدانهم، وتحويل العملات إلى الريال السعودي والعكس، أما الآخر وبحسب جيرانه فهو يفتح يوما ويغلق أسبوعا، في ظروف غير معروفة، وقد تكون أسباب إغلاقه عدم تقيده بشروط مؤسسة النقد. يقول، حامد الحبيب، يعمل في أحد محال الذهب، ''عملية تحويل العملات ليست مهمتنا، ولكن اضطررنا إلى عملية التحويل بعد أن وجدنا الكثير من محال الصرافة تغلق أبوابها، فأصبح هناك عجز من قبل المعتمرين والزوار في عدم استطاعتهم الشراء، فعمدنا إلى قبول عملاتهم بعد أن تقصينا أسعار الفروق بين تلك العملات وبين الريال السعودي''. وأضاف الحبيب ''أصبحت لدينا دراية في عملية تحويل العملات، خصوصا أننا وجدنا هناك ربحا معقولا، إضافة إلى أننا نقدم خدمة للمعتمرين والزوار، لكي يتمكنوا من الشراء بالريال السعودي، خصوصا أن هناك محال لا تقبل سوى الريال في تعاملاتها مع الزبائن''. ويلتقط الحديث عمران عبد الحي، أجنبي ويعمل في بيع الملابس، يقول ''من أين لنا أن نحول العملات التي نأخذها من المعتمرين، وأصبح لدينا تكدس من تلك العملات، فمن ثم كان ولا بد من الإقدام على عملية تحويل المبالغ من المغادرين للسعودية إلى بلدانهم، فيعمدون إلينا لإعطائنا الريال السعودي مقابل عملاتهم الأجنبية''. وتسال عمران، عن عدم وجود محال للصرافة خصوصا أن مكةالمكرمة، ووجود المسجد الحرام فيها، وبالتالي توافد ملايين البشر إليها من كل حدب وصوب، يجعلها سوقا جاذبة لمحال الصرافة، أسوة بتلك الدول التي يكثر فيها توافد السياح، وتجد بها مئات المحال لتحويل العملات النقدية فيها''. وطالب متعاملون في قطاع الصيارفة في مكةالمكرمة، مؤسسة النقد بمنح التراخيص للصيارفة، خصوصا أنه لا يوجد في السوق سوى خمسة صيارفة، لا يستطيعون احتواء السوق الذي توقعوا أن يكون نسبة صرف العملات فيه مرتفعة عن الأعوام السابقة نظرا للمشاريع التوسعية التي تشهدها مكةالمكرمة، الأمر الذي يزيد من أعداد المعتمرين والزوار. وقال عادل ملطاني، شيخ صيارفة مكةالمكرمة، ''إنه بات من الضروري الإسراع في منح التراخيص للصرافين، حيث إن سوق الصرافة في مكةالمكرمة، يعد من أكبر الأسواق في السعودية نظرا لتوافد المعتمرين والزوار وكذلك الحجاج، ووجود خمسة صرافين فقط، سيخلق سوقا سوداء في السوق من خلال المحال التجارية أو غيرها، والذين يستغلونها العمالة الوافدة التي تعمل فيها في التلاعب وزيادة أسعار الصرف، خصوصا أن القادمين إلى مكةالمكرمة من مختلف الجنسيات قد يكونون لا يفقهون في أسعار الصرف، ومن هذا المنطلق يتم الاستغلال من جانب هؤلاء العمالة.