تشهد مكاتب ومحلات صرف العملات الأجنبية بمكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة رواجا كبيرا، حيث يعمل أكثر من 78 محلا للصرافة على استبدال أكثر من 63 عملة أجنبية، ويكون هذا في الوقت الذي يتوافد فيه أعداد كبيرة من المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام للبقاع المقدسة حاملين معهم عملات بلدانهم ويرغبون في تحويلها إلى الريال السعودي. حجم السيولة توقع عضو الجمعية السعودية للاقتصاد الدكتور عبدالله المغلوث، أن يكون حجم السيولة المتداولة في سوق الصرافة المستبدلة للريال السعودي بما يقارب 500 مليون ريال لنظيراتها من العملات الأجنبية الأخرى. وقال المغلوث إن حجم الأموال المستبدلة يوميا في أيام الحج قد تصل إلى 20 مليون ريال، وتتصدر محالات الصرافة بمكةالمكرمةوجدة والمدينة المنورة التحويلات للعملات الأجنبية المختلفة، ويحتاج الحجاج القادمون للمملكة للإعاشة والسكن وشراء الهدايا ولذا يلجؤون إلى استبدال عملات بلدانهم إلى الريال السعودي، وذلك لتأمين مستلزماتهم وتغطية مصاريفهم، حيث ينتعش سوق الصرافة مع دخول موسم الحج حيث يحرص الحجاج القادمون للمملكة على استبدال ما لديهم من عملات داخل الأراضي المقدسة لفروقات السعر والاستفادة من قيمة الريال السعودي، وأشار الدكتور عبدالله المغلوث بتصدر الدولار واليورو قائمة العملات الأجنبية المستبدلة للريال يليها الجنيه المصري والعملات الآسيوية. تغيير العملات يشير مدير أحد محلات الصرافة بجدة خالد العمودي إلى أهمية تطور قطاع الصيرفة وتنظيمه، وحسب تقديره أن هناك ما يقارب 78 محلا لتغيير 63 عملة أجنبية للريال السعودي في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة، ويضيف أن مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" فرضت لوائح تنظيمية لمحال الصرافة، ومنها اشتراطات استصدار تراخيص للعمل في مجال قطاع الصيرفة واستبدال الأموال منعا للتلاعب، وقد ساهمت الإجراءات التي قيدت بها مؤسسة النقد في التقليل من الافتتاح العشوائي لبعض الدخلاء على المهنة، حيث حددت المؤسسة أهمية أخرى وهي تجهيز سيارات وحراسات أمنية لنقل الأموال من محال الصرافة إلى شركات الصرافة على أن يكون هذا بسيارات وأفراد أمن مؤهلين لذلك، وألزمت مؤسسة النقد جميع ملاك محالات الصرافة بإصدار ترخيص مستقل لكل سيارة نقل الأموال، وتوقيع غرامات على المخالفين قد تصل إلى 100 ألف ريال عند مخالفة مطابقة المواصفات التي حددتها لائحة النقل. توفير المبالغ أكد المؤرخ وليد شلبي، أن مهنة الصيرفة عرفت قديما في مكةالمكرمةوجدة، وظلت محالات الصرافة المكان الوحيد لاستبدال العملات الأجنبية، ولم تكن المهنة قديما تتطلب الكثير لكي يقوم المرء بممارستها فليس هناك سوى توفير مبلغ معين من المال، ليبدأ معها عمله في تبديل العملة الأجنبية بالمحلية بالإضافة إلى صفة الأمانة، والقدرة على التعامل بعدد من اللغات التي يحتاج إليها في مواسم الحج والعمرة. وقال شلبي إن العاملين في مجال الصيرفة يحرصون على متابعة المؤشرات العالمية لمعرفة أسعار صرف العملات أولا بأول خاصة، وإنها أصبحت تتعامل الآن باليورو والدولار والاسترليني في مقابل العملات العربية والخليجية والإفريقية والآسيوية الأخرى أو في مقابل الريال السعودي، مشيرا إلى أنها أدخلت تطورات حديثة لمواكبة العصر ومنها الأجهزة الإلكترونية التي تعتمد على شاشات الكمبيوتر، ونشرات الأخبار في التلفزيون، كما تم إدخال الماكينات الحديثة التي تقوم بكشف العملات المزورة من الحقيقية. مهنة الصرافة أضاف شلبي أن مكةالمكرمة ومدينة جدة تعتبر أول مدينتين سعوديتين شهدت انطلاقة لمهنة الصرافة قديما، وتمركزت محالات الصرافة في مكة بالمنطقة المجاورة للحرم المكي وتحديدا في منطقة القشاشية وزقاق الصاغة ومنطقة السوق الصغير، ويعتبر الشيخ عمر بايزيد وآل الكعكي والشيخ سالم بن محفوظ والشيخ عادل ملطاني من كبار وأوائل الصرافين في مكة، وفي جدة قديما كانت المهنة تمارس من خلال شارع معين اكتظت فيه محال الصرافة وهو شارع قابل والخاسكية حيث يتواجد عدد من الصيارفة مثل بابكر وآل العمودي ومن بيت الصيرفي وأحمد بامعوضة وأحمد بغلف، وحرفة الصيرفي في نظر البنوك هي حجر أساس إنشاء البنوك في العالم اليوم.