أوضح المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري، أن التحقيقات الجارية في حادثة الحريق التي وقعت أخيراً في"برج هاجر"التابع لوقف الملك عبدالعزيز في العاصمة المقدسة، تخضع لإشراف أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، وقال:"إن أسباب الحريق تكاد تكون معروفة"إلا أنه تحفظ على تحديدها، مشيراً إلى أن التحقيقات مستمرة مع أكثر من 80 شخصاً، بمن فيهم مشرفون وعاملون في المبنى. وأكد التويجري عقب رعايته أمس تخريج 40 ضابطاً وفرداً من دورة التدخل في الكوارث والوقاية من الحرائق للمباني الشاهقة أمس، حصول تأخير كبير في إبلاغ مركز عمليات الدفاع المدني في العاصمة المقدسة عن الحريق، والتي بدورها أرسلت أقرب الفرق من موقع الحادثة، وقال:"ستكون هذه الواقعة في صدارة أولويات التحقيق الذي أمر بإجرائه الأمير خالد الفيصل". وأشار مدير الدفاع المدني إلى أن ضابط العمليات في موقع الحريق هو وحده من يقرر ضرورة الاستعانة بالطائرات العمودية في عملية الإطفاء، مؤكداً أن المصلحة دعت إلى عدم تدخلها في إخماد حرائق الأبراج الشاهقة، للصعوبة الناتجة من تطاير الشرر، ما قد يشكل خطراً على الطائرة، نظراً لارتفاع درجة الحرارة وتصاعد الدخان الكثيف. ولفت التويجري إلى أن الدورات التطويرية لمنسوبي الدفاع المدني مستمرة، وتلائم كل مكان وزمان لمواجهة ما قد يحدث، وخصوصاً أن الأبراج شاهقة الارتفاع تزايدت في الآونة الأخيرة في كل من العاصمة المقدسة، والرياض، وجدة. وأشار إلى أنه من الواجب على الدفاع المدني أن يجري التجارب الفرضية، ويقوم بتحليل المخاطر في هذه الأبراج، والتعاون مع الدول المتقدمة في هذا المجال لإعداد دراسات ميدانية وعلمية يستطيع من خلالها رجال الدفاع المدني أن يواكبوا التطور. وأضاف:"يجب على المجتمع أن يهتم بالحملات التوعوية التي يطلقها الدفاع المدني"، مطالباً المواطنين والمقيمين بتوفير وسائل السلامة، وخصوصاً أجهزة كشف الدخان"، معلناً أن 90 في المئة من الوفيات التي تحدث في حرائق المنازل تقع نتيجة استنشاق الدخان. بدوره، قال خبير الحماية المدنية الفرنسي العقيد فرانكو فانسون جيليان:"أنا لا أنصح باستخدام الطائرات في حوادث الأبراج الشاهقة، نتيجة خطورة الحرارة المنبعثة من ألسنة النيران والأدخنة". وأضاف العقيد جيليان في محاضرة بعنوان:"التدخل في الكوارث والوقاية من حرائق المباني الشاهقة":"أن استخدام الطائرات العمودية في عملية الإخماد قد يتسبب في كارثة أخرى للطائرة نفسها، وتستخدم الطائرة في عملية الإخماد عندما تكون الحادثة أو النيران على مستوى سطح الأرض".