بداية نشيد بجهود رجال الدفاع المدني في مواقعهم المختلفة ونقدر لهم وضع احتياطاتهم مبكراً في المدن والقرى، ونشاطهم الإعلامي المكثف حتى أصبح جهاز الدفاع المدني من الأجهزة المتميزة في مجال النشر الإعلامي بأساليب علمية راقية، نعود إلى ما كنت بصدد الحديث عنه في العنوان أعلاه. والحديث عن هذا الأمر ضروري جداً خاصة ونحن نستقبل بعد أيام ضيوف الرحمن من كل حدب وصوب بمفاهيم وأنماط مختلفة وقد أحسن أخي وزميلي وابن أحد استاذي الكريمين صالح ومحمد جمال تغمدهما الله بواسع رحمته ورضوانه. فقد أشار الزميل العزيز فائز صالح جمال في الزميلة المدينة في عددها الصادر بتاريخ الثامن والعشرين من شهر شوال 1429 عن حادثة الحريق الكبير الذي وقع في برج (امنا) هاجر. وهو أحد أبراج وقف الملك عبدالعزيز. وأشكر واقدر للزميل العزيز على شفافيته وصدق نواياه خاصة وأنه حسب إشارته تطرق لهذا الأمر عدة مرات. وهنا لا بد من الإشارة لتصريح مدير عام الدفاع المدني الفريق سعد التويجري الذي نشر في الثالث والعشرين من شهر شوال منوها بأن مكافحة الحريق في الأبراج العالية خطر جدا. ويمنع دخول الأفراد في مثل هذه الحالات. مستطردا رغم خطورة الموقف الذي يمنع دوليا دخول أفراد الدفاع المدني في مثل هذه الحالات، إلا أنهم دخلوا بشكل بطولي، وتمكنوا من اخماد الحريق في وقت قياسي. أمر آخر أشار إليه الفريق التويجري هو عدم امكانية استخدام الطائرات العمودية في حرائق المباني الشاهقة حيث يقول: "دوليا يفضل عدم تدخل الطائرات في حرائق المباني الشاهقة لتطاير الشرار وقطع من اللهب من الحريق مما يؤدي إلى وصولها إلى الأفراد أو المباني المجاورة، بسبب ضغط مراوح الطائرة. كما ان ذلك يشكل خطورة على سلامة الطائرة نفسها، وذلك لوجود الدخان والأبخرة المتصاعدة ويؤيد هذا ما أكده أحد الخبراء الفرنسيين وهو العقيد فرانكو فانسون جيليان من الحماية المدنية بفرنسا حيث يقول أنه يجب على مالكي البنايات والمقاولين أخذ رأي الحماية المدنية أو الدفاع المدني حول تجهيزات وإجراءات السلامة في مثل هذه المباني الشاهقة وإذا لم يحصل على الموافقة فإن المسئولية تكون على مالك البناية. أو المقاول مشيراً إلى أنه فيما يتعلق بحادث حريق البرج الذي وقع في مكة لا يمكن تدخل الطيران، لأنه غير مأمون العواقب، ولا ينصح به في جميع أنحاء العالم.. وأثني على ما أشار به الزميل "فائز" بأننا لسنا أمام مبنى شاهق وحيد وإنما أمام سبعة مبان شاهقة، ومتلاصقة، ومكتظة بالسكان والمتسوقين خاصة في حال اكتمال تشغيلها فإننا والأمر كذلك أمام واقع خطير. خاصة في ذروة الأيام الموسمية كرمضان والحج وازدحام حركة الناس والسيارات وفي ظل المعطيات المتمثلة في قرب المشروع من المسجد الحرام . وما صرح به مدير عام الدفاع المدني.فإن الإشارة هذه تجعل إعادة النظر في ارتفاع المباني حول الحرمين الشريفين وما يترتب على ذلك من زيادة للإسكان حولهما مهم جداً. لذا فإن إعادة النظر في بعض المباني وتخفيض ارتفاعات ما تم بناؤه أيضا يدخل ضمن التصحيحات لتفادي مخاطر ارتفاعات المباني وكثافتها حول الحرمين الشريفين ومخاطر الحريق كالذي وقع في برج امنا "هاجر" لا قدر الله يؤدي الى مخاطر أخرى أمنية، ومرورية. وصحية. وغيرها لذا فإن الأمر يحتاج حلول عملية . وان اهتمام وعناية الأمير المخلص الأمين خالد الفيصل بن عبدالعزيز حفظه الله وأعانه سيضع بتوفيق الله حلاً عملياً لهذا الأمر المهم. وأكرر التحية والثناء لرجال الدفاع المدني على جهودهم المتواصلة الموفقة في هذه الأيام . واستعداداتهم المبكرة بشرياً وآلياً لمقابلة أخطار السيول في المدن الكبيرة والقرى والمحافظات كما أشيد بالتوعية الإعلامية والنشاط المكثف لإدارة الشؤون الإعلامية تحت إشراف مدير الإدارة العامة للعلاقات والاعلام د. اللواء مساعد بن منشط اللحياني والشكر موصول للمساعد لشؤون العمليات اللواء سليمان العمرو.ولكل رجال الدفاع المدني في مختلف قطاعات المدن والمحافظات ونأمل من المواطنين الأعزاء التعاون مع رجال الدفاع المدني ورجال الأمن فيما يحقق الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين في بلادنا العزيزة.