حضّ إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب، امة الإسلام على أن تعيد حساباتها مع الله، وأن تقف مع نفسها وقفة محاسبة، وأن تعود بصدق لاحترام حدود الله وتعظيم حرماته. ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس الناس إلى الرجوع إلى حقيقة التوحيد والإخلاص لشهادة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله، وتصديقه في ما اخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، مبيناً ان طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل الأصول، وأمره ونهيه المنقول مقدم على رأي العقول، وما الحج إلا شعائر ومشاعر وحدود ومواقيت زمانية ومكانية تكسب المسلم وتعوده على الالتزام بحدود الله وتعظيم حرماته، وأن التهاون في كسر هذه الحواجز هو مدعاة للتفريط. وأوضح أن التوحيد ليس مجرد كلمة، بل هو تصديق وتحقيق، ولقد أرسل الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الى أناس يتعبدون ويتصدقون ويذكرون الله ويحجون ويعتقدون ان الله هو الخالق المدبر، لكنهم يجعلون بعض خلقه وسائط بينهم وبين الله، ويريدون القرب والشفاعة عند الله، فبعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ليجدد دين إبراهيم عليه السلام، ويخبرهم بأن هذا التقرب والاعتقاد لا يصلح منه شيء لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلاً عن غيرهم، فأجاب المؤمنون واعرض الكافرون. وأكد أن التوحيد شأن عظيم وهو مقتضى شهادة أن لا اله الا الله، وأن أمره يتوقف عليه إيمان العبد أو كفره، وأن هذا جدير بالعناية وينبغي على المسلم أن يراجع أعماله ويتفقد عبادته. من جهته، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين إلى الامتثال لأمر الله واجتناب نواهيه ومحاسبة أنفسهم على ما قدموه في العام الماضي. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، أن أعداء المسلمين يحرصون على إفساد مرحلة الشباب وإغراقها بالملذات والشهوات، ومن حفظ شبابه بالطاعة ومغالبة الهوى كافأه الله بظل تحت العرش، مشيراً إلى أن العافية تدوم بشكرها باستعمالها في الطاعة، قال تعالى: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم، وبالمأكل والمشرب الحلال وبكثرة الاستغفار وملازمة التوبة.