فكر"فهمان"، الطفل الذكي لأسرة المزارع كروان من 5 أشقاء وهو السادس بينهم، في صنع خيمة تحت شجرة التفاح، لدعوة أصدقائه في أول يوم رمضان، وعندما أخبر أصدقاءه عن الخيمة ضحكوا عليه، وبدأوا يسخرون منه، فخرج من المدرسة يركض ويبكي، ومن دون شعور وقع على الأرض بقوة، وجرحت شفتاه الصغيرتان، وجلس يبكي قرب جذع الشجرة التي وقع منها. وفجأة، تحركت الشجرة:"لماذا تبكي يا فهمان"؟ أحس فهمان بالخوف ووقف ليهرب ولكنها أوقفته ثم قال لها:"من أنتِ؟، وكيف تتحدثين معي؟" فقالت:"أنا جذعُ من شجرة التفاح". فقال:"أنتِ مجرد جذع ولستِ شجرة التفاح، أرجوكِ، لا تكذبي علي، لأن الكذب حرام". فقالت:"أنا لا أكذب، ولا أحب الكذب أيضاً، لقد كنت شجرة كبيرة، ولكن أحد المزارعين أتنزع جذوري، من أجل شجرة أخرى". فقال:"أنا أعتذر يا شجرة التفاح، ولكن هل تقبلين أن أزرع جذورك قرب منزلنا، وأصنع تحتك خيمة صغيرة، وأدعو أمي وأبي وأشقائي في أول يوم رمضان". فقالت:"أنا سعيدة جداً لأنك اخترتني لأكون جزءاً من عائلتك، مثل الجار الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم". فقال:"أنا أحب جميع الناس، وأحب الجيران، والأصدقاء وأحب مساعدة الجميع، ودائماً أردد عليهم"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". فقالت:"إذن يا فهمان سأكون صديقتكم، وجارتكم، وأظلل عليكم بأوراقي وقت الإفطار". فحمل فهمان جذع الشجرة إلى البيت، وحفر بيديه الصغيرتين حفرة كبيرة ووضع فيها جذع الشجرة، وأطعمها، وأسقاها، وصنع تحتها خيمة بمساعدة شقيقته قمر التي أعطته وسادتها وبعضاً من شراشف فراشها، وفي أول يوم رمضان فاجأ فهمان عالئته بالخيمة، وعندما أذن المؤذن بالإفطار رفعت الشجرة أوراقها لتظلل على عائلته، فشكر فهمان الشجرة التي ساعدته على صنع الفرحة في أسرته، وشكرت الشجرة فهمان في مساعدتها للعودة للحياة من جديد.