تستعد أسرة العم كروان لاستقبال العيد، والشجرات في المزرعة سعيدات، لأن المزارع يقوم بتجميلها وإزالة الأوراق الصفراء ويرش فهمان بطريقة مرتبة عليها الماء، وتحاول قمر، على رغم أنها لا تستطيع السير بعد تعرضها للكسر حينما كانت تركض من دون انتباه تنظيف المزرعة و«ترش» بعض العطر حولهن، وضحكت الشجرات من تصرفها، وظلت قمر «ترش» العطر في كل أنحاء المزرعة، وفي ليلة العيد أنار فهمان الإضاءة الملونة، وعندما خرج فهمان لمعايدة الشجرة قبل ذهابه لأداء صلاة العيد قالت: «هل أستطيع الذهاب معكم يا فهمان»، ابتسم لها وقال: «لا أعتقد ذلك، ولكن تستطيعين وأنت في مكانك يا شجرة». وودعها وذهب مع أسرته لصلاة العيد، وفي طريقهم للمزرعة شاهدت قمر منزل صديقتها سحر حزيناً جداً، وطلبت من فهمان مساعدتها وذهبا للمنزل وأخذ كل واحد منهما هدية العيد من ملابس جميلة، وطعام لذيذ ومعلقات ضوئية وألعاب أطفال، ودخلت قمر لمنزل سحر واحتفلوا جميعاً بالعيد، وقالت: «يا سحر نحن صديقتان وليس هناك شيء مخجل»، ثم قالت سحر: «ولكن لا أحب أن يعلم الناس ما حدث للمزرعة عندما احترقت، فلم يعد هناك شيء من المال ولا الطعام»، وقالت: «سيساعدك الناس إذا علموا بذلك، ما زال الخير في كل مكان والحب أيضاً»، ثم قالت سحر: «هل تعتقدين ذلك، ولكني أخشى من استهزاء الأطفال في المدينة»، قالت قمر: «لا تقلقي يا سحر وأزيلي تلك المخاوف من رأسك الصغير لأنها ستمنعك من الاستمتاع بالعيد السعيد».