قمر تحس بالحزن الشديد اليوم، وعلى رغم ذلك لعبت مع الشجرات في المزرعة ولكنها لم تكن مستمتعة باللعب، ولاحظت الطيور حزنها، وحاولت أن تتحدث معها ولكن قمر اعتذرت عن عدم الحديث، ثم حاولت شجرة التفاح مساعدتها، ولكن من دون جدوى، حتى والدتها حاولت سؤالها عن سبب حزنها ولكنها لم تخبرها، وذهبت مسرعة لغرفتها، وأصاب الجميع القلق، وعندما حضر فهمان سألها ماذا بك، مَنْ ضايقك؟ هل تشتكين من مرض ما؟ ولكنها لم تجبه. شعر فهمان بالخوف على شقيقته، وعند قرب موعد الإفطار اجتمع كل أفراد العائلة على المائدة، وقال فهمان لقمر استعدي للإفطار فلم يتبق وقت كثير، فقالت له أخيراً: «لكنني أفطرت هذا اليوم ولم أصمه»، استغرب فهمان: «وسألها لماذا؟»، قالت: «عندما استيقظت من النوم نسيت أني صائمة، وذهبت وشربت كوباً من الماء». ضحك فهمان ضحكة عالية ولم يستطع التوقف، وتعجبت قمر من ضحكه، وبعد أن هدأ سألها: «هذا ما يحزنك؟». أجابت: «نعم، فأنا لا أريد أن أفطر وأخسر الأجر»، أجابها: «يا قمر لقد نسيتي عندما شربتي الماء أنك صائمة، ولا بأس، فالله تعالى أسقاك، وهذا لا يفسد صومك»، فرحت قمر لأنها لم تفطر ولأنها لم تخسر أجر الصيام.