تفاقمت أزمة نقص مياه الشرب، التي تشهدها أحياء محافظة الخفجي منذ مطلع فصل الصيف الجاري، مثيرةً مخاوف الأهالي من استمرار النقص خلال شهر رمضان المقبل، الذي يحل بعد نحو أسبوعين، إذ يزيد خلاله استهلاك المياه أثناء الطبخ والغسيل. وأبدى سكان في المحافظة استغرابهم من نقص المياه، الذي لم تعهده الخفجي حتى أثناء فترات التقنين التي تفرضها المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية، بسبب أعمال الصيانة لمحطة تحلية المياه، ما دفعها في أوقات سابقة إلى إيصال المياه بالتناوب بين أحياء الخفجي. وتصل حصة الخفجي من المياه الواردة من محطة التحلية إلى 20 ألف غالون، وكانت تفي باحتياجات سكانها وتزيد، ما دفع أصحاب صهاريج المياه في محافظة النعيرية المجاورة إلى إرسال صهاريجهم إلى الخفجي وتعبئتها بالمياه، وبيعها على سكان النعيرية، ولكن ذلك توقف، بعد أن عجز سكان الخفجي عن الحصول على المياه التي تكفيهم للشرب، والتي كانت تصل إلى منازلهم، ولكنها توقفت حتى عن"الأشياب"التابعة لمديرية المياه، والتي تُباع على المستهلكين بسعر مئة ريال لحمولة الصهريج الواحد. بيد أن الأزمة الحالية فاقت سابقاتها بكثير. وقال حسن الزهراني، الذي يسكن حي العزيزية في الخفجي:"إن ظاهرة شُح المياه التي بدأت منذ دخول فصل الصيف باتت أمراً مستغرباً، وبخاصة بعد ما علمنا من المسؤولين في مديرية المياه انه لا توجد أي أعمال صيانة لشبكة المياه في الخفجي هذا العام"، مضيفاً"ذهبت إلى أشياب المياه لجلب الماء بواسطة الصهريج إلى منزلي، ولكنني لم أجد أحداً بعد الساعة الثانية ظهراً، ووجدت عدداً من صهاريج المياه تقف في طابور الانتظار للحصول على المياه في اليوم التالي". ويحمّل الأهالي مسؤولية نقص المياه على"الشركات والمقاولين المتعاقدين لتنفيذ مشاريع لشركة"أرامكو لأعمال الخليج". ويذكر سعود محمد، أن"غالبية صهاريج نقل المياه المنتظرة عند الأشياب تعود إلى هذه الشركات والمقاولين، وتحمل شعاراتها، فهم يحصلون على مياه الشرب المحلاة، ليستخدموها في مشاريع الإنشاء والبناء، إضافة إلى استخدامات عمالهم، الذين يقدرون بنحو 20 ألف عامل، ويبقى سكان الخفجي عطشى، يبحثون عن قطرة ماء، فلا يجدونها"، مشيراً إلى"الإقبال الكبير على شراء عبوات المياه المعدنية، إذ يصل متوسط استهلاك المنزل الواحد إلى صندوقين من المياه، أي 24 قنينة سعة ليترين". وطالب الأهالي المديرية العامة للمياه في المنطقة الشرقية، ب"التدخل للحد من شُح المياه، وأن يبحث المقاولون عن بديل لمياه التحلية، ليستخدموها في مشاريعهم، وأن تُعطى الأولوية في المياه للمنازل". ولم تقتصر المعاناة على المنازل، إذ طالت مربي الماشية، الذين اشتكوا من شح مياه ري أغنامهم، مشيرين إلى أن"تعبئة خزان المياه سعة 500 غالون بلغت أكثر من 150 ريالاً، فيما كان يتراوح سعره قبل أزمة نقص المياه بين 30 و50 ريالاً"، موضحين أنهم لا يحصلون على المياه في كل الأوقات. وناشدوا بتوفير صهاريج لمد سوقي الأغنام والإبل بالمياه المحلاة، خاصة في ظل الحر الشديد الذي تشهده المنطقة الشرقية حالياً.